يعاني القطاع الطبي بالاسكندرية معاناة شديدة حيث بلغ به الأمر أنه اصيب بأنيميا حادة أدت به الي العناية المركزة بعد ان أصبح يسير بقدم واحدة أو كما يتردد بين السكندريين بدعاء الوالدين, فيحتاج هذا المرفق المهم أن تطول جدرانه ثورة كبيرة تقتلع الاهمال, وسوء معاملة المرضي. وذلك لأن مكانة الاسكندرية لا تستحق أن تصاب بسكتة دماغية وتصلب في الشرايين في القطاع الطبي, خاصة أنها لا تستقبل مرضاها فقط, وإنما مرضي المحافظات المجاورة كالبحيرة ومطروح, محافظات الأهرام تجولت في العديد من المراكز الطبية سواء الحكومية أو الخاصة, وبالنسبة للقطاع العام فالمباني متهالكة واستقبال المرضي يرفع شعار الداخل مفقود والخارج مولود رغم أن علاج المرضي يحتاج الي راحة نفسية بنسبة0 70%من العلاج, وهذا مايؤكد عليه الدكتور محمد حماد استشاري الجراحة والذي بدأ حديثه حزينا علي ماوصل اليه حال القطاع الطبي بالاسكندرية فيقول: إن أحوالنا كأطباء تحتاج الي مصحة نفسية كي نستعيد توازننا المهني فالأحوال لا تسر عدوا ولا حبيبا, حيث الامكانات ضعيفة في جميع المستشفيات, فلدينا نقص كبير في أجهزة التنفس التي يوضع عليها المرضي بالواسطة, وإذا توافرت بعض الشيء في المستشفيات الخاصة تكون غالية الثمن علي البسطاء, اضافة الي ضعف كبير في امكانات العنايات المركزة, وسوء الحالة التي يمر بها مركز الطوارئ بجميع مستشفيات القطاع العام, فضلا عن نقص الحضانات. والأمر يحتاج الي وقفة كبيرة وانتفاضة في هذا المجال المهمل الذي يتألم ولا مجيب. أما الدكتور خالد شلبي استاذ الأورام فيقول: بالرغم من الأموال التي أنفقتها الدولة علي المستشفي الميري الجامعي وبالرغم من المجهودات المبذولة من قبل الدكتور محمود الزلباني عميد طب الاسكندرية فإن الميري الجامعي يحتاج الي معجزة كبيرة في تحديث كامل لجميع الأقسام وتزويدها بالأجهزة الحديثة والعمل علي هيكلة هذا الصرح الكبير الذي يخدم ملايين المرضي من أبناء الاسكندرية والبحيرة ومطروح, فنحتاج الي مستشفي جامعي يليق بآدمية المريض, ونحتاج الي كرسي نظيف يستقبل المرضي وذويهم والي سرير يرقي الي انسانية المريض, والي دورات مياه خالية من الروائح الكريهة, وترميم كامل للمباني المهملة التي تعاني الاهمال منذ زمن بعيد دون ان يتحرك مسئول للقيام بتلك الاصلاحات التي حولت حياة الأطباء والمرضي الي كابوس يطارد الجميع, فلم يفرق الاهمال بين الطبيب والمريض, فالكل يعاني وينتظر الفرج! أما الدكتور محمود زيدان فيقول: مراكز الأورام بجميع أقسام القطاع الطبي كاملة العدد, والمرضي يعانون ولا يجدون من يحل مشكلاتهم فهل يستمع الدكتور عصام سالم محافظ الاسكندرية الي صوت عاقل ويخصص أرضا لاقامة مستشفي سرطان علي غرار مستشفي القاهرة الذي تم بناؤه بجهود أهل الخير لسد عجز مراكز الأورام وأنا علي يقين ان هذا الصرح ستمتد له يد الخير وسيتم بناؤه في خلال أشهر قليلة. اما المواطن عودة عياد من قاطني عزب الاسكندرية فيقول: نحتاج الي نظرة المسئولين في مستشفي العجمي العام والعامرية والمراكز والقري والنجوع حيث الاهمال الكبير الذي أدعو المحافظ ووكيل وزارة الصحة الي عمل زيارات مفاجئة غير مرتبة.. ليروا بأعينهم ضعف الامكانات في كل شيء وسوء المباني لتلك المستشفيات التي لا تليق بالمرضي أو المترددين عليها. وطالب عياد بإنشاء مركز لأمراض الكلي خاصة أن تلك المناطق تعاني العديد من مشكلات غسل الكلي ويضطر المرضي لأن يتوجهوا الي الاسكندرية الأم مما يجعلهم يعانون بصورة كبيرة في الانتقالات. اما الدكتور أيمن ابراهيم فيقول إن القطاع الطبي بالمحافظة أسهم بصورة كبيرة في جشع المراكز الخاصة فترعرع هذا القطاع علي ضعف المؤسسات العلاجية للدولة, وأصبح هو الملجأ للمريض الغني والفقير علي السواء وفرضوا هيمنتهم علي المرضي في ظل غياب الدولة واضطر المريض لأن يذهب اليهم مقابل الخدمة الطبية. ويؤكد د. أيمن أن القطاع الطبي العام يتعرض لمؤامرة كبيرة من أصحاب المصالح والمراكز الخاصة لأن الأمر أصبح تجارة من نوع خاص حتي ولو كانت هذه التجارة علي حساب صحة الانسان, وناشد د. أيمن القائمين علي الصحة بالمدينة بالتصدي لهذه المؤامرة التي يراها القاصي والداني بالمحافظة, لكن لم يلتفت إليها أصحاب القرار, كما لو كانت هذه الجريمة تحاك بفعل فاعل, فالإسراع في انقاذ القطاع الطبي بالمحافظة أصبح مطلبا فئويا مشروعا لسبعة ملايين سكندري يتطلعون الي حياة صحية كريمة لهم ولأجيالهم المقبلة.