الحب خلجات تداعب العقل وتدغدغ الحواس فينبض القلب, ومن ذاق حلاوة الحب لا يستطيع أن يكره. الحب منظومة متكاملة تبدأ من حب الله بارئ الكون ومن وما عليه والأديان هي طرق الاتصال بالله يحكمها العقل والدراسة والايمان. وحبنا لله يدفعنا إلي حب كل شيء الأرض التي نمشي عليها بخيراتها والماء الذي يحيينا والهواء لإحكام أنفاسنا والمخلوقات غير الآدمية من نبات وحيوان لخدمتنا وراحتنا وغذائنا ومن هنا يأتي الرفق بالزرع والضرع. أما حب الناس فيبدأ من حب النفس بتجرد وبلا أنانية وحب العائلة ففيها يري الأنسان نفسه والحب يفرز الزواج الصالح والأبناء الأسوياء, ثم حب العائلة الكبيرة حب الوطن بالانتماء والاخلاص لبلدك بكل مؤسساته ومنظماته وأن نحافظ عليه ولا نفضل غيره عليه بدافع النظام أو العقيدة أو اللون وهذا يورد الشفافية والأمانة مع الغير واحترام الآخر والله أوصانا بحب الناس العدو قبل الصديق فما بالك بالذي يشاركك السماء والماء والأرض والبيئة والمصير ولو شاء ربك لجعل الناس متشابهين أين نحن من هذا في عصر يقتل الأب أو الأم أولادهما أو العكس ويقتل الناس بعضهم بلا حق. أن رفاهية العيش بالخارج رفاهية مادية أما مصر فقد كانت تتميز برفاهية الحب والاحساس والمشاركة باحتضان الكبير للصغير والغني للفقير والرئيس للمرءوس والمعلم لتلاميذه وحرص الطبيب علي مرضاه والمهندس علي مبناه والقاضي لنصرة المظلوم والشرطي لحماية الضعيف. منظومة الحب بين الحاكم والمحكوم تفرض علي الحكومة احترام حقوق الشعب وتوخي العدالة وتطبيق المواطنة كحق مكتسب للأبناء في ميراث أهلهم واعطاء القدوة الحسنة وتفعيل الدستور والقانون بلمسات انسانية وفي المقابل يتعين علي المواطنين مراعاة المصلحة العامة فيؤدون للدولة ما لها ولا ينساقون وراء المشككين المغرضين بهدف جلد الذات والبلبلة وزعزعة سلام المجتمع. ان نجاح العمل يعتمد علي حبه واتقانه فالله يحب لمن يعمل عملا أن يتقنه والاهمال في ذلك يورد عدم الثقة في صناعتنا وتخلف ثمرة زراعاتنا وحب الصدق مع النفس والغير يرفع قيمة الانسان في عينيه, فلا يخاف كشف المستور. حب النظافة من الايمان وفقدانها يورد الأمراض وحب النظام أساس في الحياة وفقدانه يؤدي إلي اختناق مروري وانفجار سكاني وتعثر التخطيط في شتي مناحي الحياة وحب العلم الذي كان أول من حمل لواءه قدماء المصريين قد تواري فحرم المصريين المعاصرين من التجديد والإختراع والابداع العلمي. اعاد الله علينا عيد الحب القادم والحب شائع بيننا يعيد البسمة إلي الشفاه والسلام إلي النفوس فتعبر الورود بحق عن واقع ملموس لا عن حب مفقود حب يعطي للمرأة مثل ما وللرجل وللناس مثل ما لغيرهم مع اختلاف توجهاتهم وعقائدهم وانتماءاتهم ويمنح الأطفال الرعاية والحماية لتنشئة شعب صالح فسوف لا تكون دولة عظمي بالشعارات فقط وإنما بالحب فالله محبة.