عيادة البسمة نموذج لما يمكن للجامعة المصرية أن تقدمه للمجتمع, في واحدة من أهم مشاكله ممثلة في أطفال الشوارع, وتهدف لخدمة هؤلاء الأطفال من منظور طبي يتكامل مع جهود منظمات المجتمع المدني ومؤسسات دور الرعاية الاجتماعية بدعم المجلس القومي للطفولة. حتي يتوفر لطفل الشارع خدمة صحية جيدة ومكان يضمن إعادة تأهيله نفسيا واجتماعيا للحفاظ عليه من الانحراف. يوضح الدكتور سامح فريد عميد كلية طب قصر العيني أن عيادة البسمة هي إحدي عيادات المركز الطبي الوقائي التابع لمستشفيات جامعة القاهرة, وقد استقبلت في عامها الأول2007 حوالي100 طفل وتزايد عددهم حتي وصل عام2008 إلي ما يزيد عن ألف طفل, إلا أن هذه النسبة انخفضت خلال العام الماضي نتيجة التأثر ببعض الشائعات الخاطئة حول سرقة بعض المستشفيات للأعضاء البشرية للأطفال. ومن المتوقع أن يزداد عدد الأطفال المترددين إلي ألفي طفل خلال العام الحالي نظرا لما تقدمة العيادة من خدمات صحية وتأهيلية. ويضيف انه إيمانا بمبدأ أن الوقاية مهما بلغت قيمتها فهي أقل من تكلفة العلاج, حرصنا علي تعظيم هدف مركز الطب الوقائي الاجتماعي والذي اقتصر في بداياته منذ أكثر من20 عاما علي خدمة أهالي المنطقة المحيطة به, أما حاليا فامتد دوره الاجتماعي للنزول لأطفال المدارس, والتصدي لمشكلات أطفال الشوارع إلي جانب الاهتمام بصحة الأم والطفل, حيث يعتبر الطب الوقائي مستقبل الرعاية الصحية بمصر. وعلي عكس الاعتقاد بأن مشكلات الإدمان والحمل سوف تكون الأكثر انتشارا بين الأطفال, اثبت واقع التجربة عمليا أن المشكلات الصحية كانت هي صاحب النصيب الأكبر بينهم, وتتمثل في أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي ولأمراض الجلدية والأنيميا والإصابات والجروح نتيجة المشاجرات والاعتداءات بينهم. وأكدت الدكتورة لمياء محسن مديرة المركز أن العيادة تقبل الأطفال من عمر عامين وحتي18 عاما سواء كانوا محولين من الجمعيات الأهلية أو دور الرعاية وآخرين يحضرون بأنفسهم وهم الأقوي تأثيرا في إرشاد أقرانهم نحو الخدمات العلاجية, ويعمل معهم فريق من الأطباء المتطوعين والأخصائيين الاجتماعيين, هذا بالإضافة لأنشطة العيادة الأخري كتنظيم القوافل العلاجية وبرامج التوعية حول أساسيات التغذية السليمة وقواعد التربية السلوكية العامة.