رئيس الإمارات ورئيس وزراء أستراليا يبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية    إجازة مدفوعة الأجر.. موعد آخر عطلة رسمية خلال عام 2025    تثبيت سعر الفائدة في أستراليا مع توقعات ارتفاع التضخم    الحكومة: 5.2 مليار جنيه تكلفة الاستثمارات التنموية بالمنوفية خلال 11 عام    «المصرية للاتصالات» تعلن تعيين تامر المهدي عضوًا منتدبًا ورئيسًا تنفيذيًا    خريطة تحركات البنك المركزي لحسم أسعار الفائدة في اجتماع 2 أكتوبر| تقرير خاص    السياحة تشارك في معرض Tourism EXPO 2025 باليابان    رئيس الوزراء يتفقد عددا من المنشآت التعليمية بقرية سبك الأحد    مصادر طبية: 35 شهيدا اليوم في غزة بينهم 18 من منتظري المساعدات    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    رئيس "نقل النواب": مصر ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط    بعد خيبة أتلتيكو.. موعد مباراة ريال مدريد ضد كايرات ألماتي والقناة الناقلة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    تشكيل ليفربول المتوقع أمام جالطة سراي.. محمد صلاح أساسيًا    طقس السعودية اليوم.. رياح مغبرة وأمطار رعدية على هذه المناطق    قرار بشأن دعوى تعويض أسرة حبيبة الشماع 100 مليون جنيه ضد شركة توصيل شهيرة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ضبط شخصين اعتدوا على آخر بأسلحة بيضاء في الأقصر    إصابة 14 شخصًا في انقلاب سيارة بطريق نجع حمادي- قنا    ضبط 97 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط المتهمين بغسل 200 مليون جنيه متحصلات القرصنة على القنوات الفضائية    رئيس الوزراء يتفقد وحدة المكتبة المتنقلة بقرية شمّا بأشمون    "حياة كريمة" و100 مليون صحة.. السيسي يستعرض أبرز المبادرات الوطنية لتحقيق التنمية الشاملة    انتهاء الخلاف بين أحمد العوضي وبيومي فؤاد.. اعرف التفاصيل    «الرقابة الصحية» : تحسين جودة الخدمات الطبية ركيزة أساسية لتطوير المنظومة    رئيس الوزراء يتفقد مركز طب الأسرة بشما والقوافل الطبية بأشمون    وزيرة التنمية المحلية تشهد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية في مصر    نائب وزير التربية والتعليم يفتتح معرض منتجات التعليم الفني بالعاصمة الإدارية    مجلس الشيوخ ينعقد الخميس 2 أكتوبر و17 أكتوبر نهاية الفصل التشريعي    من الإمارات إلى السعودية.. الصحافة العربية تُشيد بانتصار الأهلي على الزمالك في القمة 131    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة الدائمة للإشراف على منظومة عمل الرائدات الاجتماعيات    التخطيط: الناتج المحلى الإجمالى لمصر يُسجّل نموا 5% بالرُبع الرابع من 24/2025    جورج كلونى يثير القلق حول حالته الصحية.. والطبيب: هناك مشكلات أكثر خطورة    "السادات والمعركة".. على "الوثائقية" بالتزامن مع الذكرى 52 لانتصارات أكتوبر    رئيسة المفوضية الأوروبية ترحب بخطة ترامب لإنهاء الحرب فى غزة    160 ألف سلة غذائية.. تفاصيل قافلة "زاد العزة" ال44 من الهلال الأحمر لقطاع غزة    الأمم المتحدة تحذر من توسع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بالأراضي المحتلة    حسين الشحات: تعاهدنا على الفوز بالقمة.. وجميع اللاعبين يستحقون جائزة رجل المباراة    وكيل اقتصادية النواب يطرح مقترحات للقضاء على ظاهرة عجز المعلمين    ختام فعاليات التدريب البحرى المشترك المصري التركي «بحر الصداقة - 2025»    آمال ماهر تفتتح الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية بحفل مميز    ضبط شخص أدار كيانًا تعليميًا وهميًا بدون ترخيص بالقاهرة للنصب على المواطنين    أسعار البيض اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر    الضغط الخفي لمرض السكري على قلبك وكيفية الوقاية منه    دراسة تبين تأثير الأمراض ونمط الحياة على شيخوخة الدماغ    الأهلي يعلن إصابة طاهر محمد طاهر في مباراة الزمالك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-9-2025 في محافظة قنا    مجدي طلبة: كوكا نجح في تحجيم خطورة بيزيرا.. وعودة الشحات أبرز مكاسب القمة للأهلي    رئيس مجلس الدولة الصيني: مستعدون لمواصلة التنسيق الاستراتيجي مع كوريا الشمالية    ما اكتفتش بالحضور متأخرة، شاهد ماذا فعلت ملك زاهر في العرض الخاص لمسلسل شقيقتها "ولد وبنت وشايب"    لديه الحلول، ما شروط زيدان لتدريب مانشستر يونايتد؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-9-2025 في محافظة الأقصر    وزير الري الأسبق: إثيوبيا مررت 5 مليارات متر مكعب من سد النهضة خلال الأسبوع الماضي    في مواجهة مع أفكار الأسرة التقليدية.. حظك اليوم برج الدلو 30 سبتمبر    راحة فورية وطويلة المدى.. 7 أطعمة تخلص من الإمساك    تعرف على مواقيت الصلاة غدا الثلاثاء 30سبتمبر2025 في المنيا    عضو مركز الأزهر: الزكاة طهارة للنفس والمال وعقوبة مانعها شديدة    خالد الجندي: آيات القتال مقصورة على الكافر المقاتل وليس الدعوة للعنف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجديد الأخلاق‏:‏أسئلة ضرورية للذاكرة الوطنية
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 02 - 2010

في خضم الحملة ضد الرئيس الأمريكي‏(‏ باراك أوباما‏)‏ أخرجوا من ملفاته القديمة تصريحا يعبر عن رأيه في مأساة الشعب العربي الفلسطيني‏,‏ بأن هذا الشعب أكثر الشعوب تعرضا للظلم والعذاب‏. ويعتبر هذا الرأي من أشرف آراء الرئيس الأمريكي صدقية‏,‏ فالظلم الواقع علي الشعب المنكوب لايحتاج إلي دليل‏,‏ فمظاهره جلية في المخيمات وفي الشتات‏,‏ وكأن‏(‏ البحتري‏)‏ كان يعنيهم حين قال‏:‏ فقر كفقر الأنبياء وغربه وصبابه ليس البلاء بواحد‏!‏
لكن اللوبي الصهيوني الأمريكي إستخدم هذا التصريح مادة للهجوم علي الرئيس الأمريكي حتي اضطر إلي التراجع‏,‏ وإعادة تفسير ما قاله عام‏2000,‏ وهو يملك من الحرية القدر اللازم لقول الحقيقة‏,‏ بأنه كان يقصد أنه شعب مظلوم بسبب قادته السيئيين‏!‏ فتغلب وجه‏(‏ أوباما‏)‏ البراجماتي السياسي علي وجهه القانوني العادل كأستاذ قانون‏,‏ وخطيب بارع في إقناع أكبر عدد من الناس‏,‏ فهو أول من يعلم أن القيادات تولد في أحضان الأزمات‏,‏ والواقع المتشابك المعقد‏,‏ وتدفع علي مختلف مستوياتها أثمانا باهظة من حياتها وحياة ذويها في سبيل أوطانها‏,‏ ولايصح أن تطلق التقييمات جزافا دون النظر للتاريخ كقيمة معياريه حاكمة للفعل العقلاني في كل ظرف تاريخي له واقعه وأفكاره السائدة‏,‏ والتي تختلف من فترة لأخري‏.‏
‏(‏أوباما‏)‏ نفسه يتعرض لنفس الأحكام المطلقه بعد فترة رئاسته لمدة عام‏,‏ وهناك شعور عام بالإحباط بين مؤيديه الذين أعطاهم الأمل في التغيير‏,‏ وبين معارضيه الذين يرون في عقلانيته ودبلوماسيته ضعفا أمام الإرهاب وتراجعا للمشروع الإمبراطوري الأمريكي‏,‏ حيث العالم بأسره ساحة مفتوحة أمامه فنائب الرئيس الأمريكي‏(‏ ديك تشيني‏)‏ لايكف عن توجيه الانتقادات اللاذعة للرئيس الأمريكي متهما إياه بأنه خطر علي الأمن القومي الأمريكي‏!‏ أما‏(‏ ساره بالين‏)‏ المرشحه السابقة لنائب رئيس الجمهورية‏,‏ فأعلنت صراحه أن‏(‏ أوباما‏)‏ لن يفوز بفترة رئاسه أخري دون أن يضرب‏(‏ إيران‏)‏ لإجهاض طموحاتها النووية‏,‏ ويظهر دعما أكبر لإسرائيل‏!,‏ حتي‏(‏ أوباما‏)‏ نفسه أعلن أنه لم يكن يدرك أن المشكلة الفلسطينية بهذا التعقيد‏,‏ فالنيات الحسنة والعزيمة القوية والموهبة الفذة في الزعماء ليست وحدها المحددة لنتائج الأفعال والجهود المضنية‏,‏ ولكن الملابسات والقوي المناوئة والوقائع الثابتة المشكلة لتاريخ كل مرحلة لاعب رئيسي مع الزعماء في تشكيل الأحداث والنتائج‏.‏ والرئيس‏(‏ أوباما‏)‏ ولد كزعيم في رحم أكبر فوضي مرت بها أمريكا في العصر الحديث‏,‏ فالأزمةالمالية أزمة هيكلية في الاقتصاد الأمريكي أكبر من الكساد العظيم في الثلاثينات من القرن الماضي‏,‏ بالإضافة إلي تورط أمريكا في حربين فاشلتين لم تحققا الأهداف المعلنه في الحرب علي الإرهاب‏,‏ وإن حققت الأهداف الخفية في السيطرة علي النفط والعالم‏,‏ فيما بعد‏,‏ ولكنها ولدت مخاطر جديدة وأمدت الإرهابيين بذرائع جديدة تضمن تجنيد شباب متحمس قليل الإدراك ممايدخل العالم بأسره في دوامات وصراعات متوالية لن يوقفها إلا طموح‏(‏ أوباما‏)‏ العقلاني في الحوار والأمل في الحياة لكل البشر‏,‏ وإلا دخلنا في جدلية العنف والعنف المضاد التي لاتنتهي‏,‏ ولكن تحقيق هذا الطموح للرئيس الأمريكي يواجهه منافسون متشددون ووقائع علي الأرض تحتاج لصبر وحكمة وتضافر القوي لإنجاز المهام الكبري‏,‏ لذلك وجب النظر في تاريخية الأحداث‏,‏ قبل الحكم علي الزعماء في كل مكان وزمان لا إطلاق الأحكام المطلقة‏,‏ فكما يقولون‏(‏ اللي علي البر‏..‏ عوام‏)!‏
وإذا كان للرئيس الأمريكي العذر في أن يتخذ من نقد وتهوين أمر قادتنا الوطنيين مبررا لإرضاء القوي المناوئة له وتخفيف حدة هجومها علي رأي موضوعي يضر بمصالحها وأفكارها المعادية‏,‏ التي بنت عليها استراتيجيتها في الإضرار بمصالح العرب وسلب ثرواتهم وأراضيهم‏,‏ فإن الأحكام المطلقة تلك عندما تأتي من النخب العربية فهي أشد خطرا علي الذاكرة الوطنية لدي الأجيال الشابة‏,‏ التي تفقد الثقة في تاريخها وقضاياها العادلة‏,‏ فعندما يصل الشباب لقناعات خاطئة عن الرموز التي صنعت تاريخها‏,‏ بناء علي معطيات الحاضر من متغيرات حديثة لم تكن قد نشأت‏,‏ بالإضافة إلي اختزال الأمور في أشخاص الزعماء وحدهم دون النظر للمحيطين بهم ممن تفرضهم الظروف الآنية‏,‏ وكذلك رغبات الملايين الطموحة التي تدفع زعماءهم للارتباط بمواقف ملزمة لايستطيعون الخروج عليها‏,‏ فالقادة ليسوا أحرارا تماما كما نعتقد‏,‏ فهناك توازنات من ذات اليمين وذات الشمال عليهم أن يمشوا بينها‏.‏
لذا وجب الحذر في إطلاق أحكام بسهولة وتقعر دون بحث علمي وموضوعي عميق‏,‏ قائم علي أسئلة ضرورية بسيطة وهي‏:‏ كيف كان الحال وكيف أصبح‏,‏ وماهي البدائل المتاحة‏...‏ والممكنة‏,‏ وعند دراسة الإجابة سنمر بالمعوقات الداخلية والخارجية حتي نستطيع أن نقدر قيمة الزعيم الحقيقية بعيدا عن قيمة إنجازاته في حد ذاتها فيكفي‏(‏ عمر مكرم‏)‏ علي سبيل المثال اتخاذه الموقف الصحيح لمصلحة الوطن فعارض الحملة الفرنسية الغازيه‏,‏ وساعد‏(‏ محمد علي‏)‏ علي ارتقاء الحكم‏,‏ وأيضا عارض سياسته في الشئون الداخلية‏,‏ حتي نفاه‏(‏ محمد علي‏)‏ إلي دمياط خوفا من تجمع الناس حوله‏,‏ فإن لم يكن للرجل عمر مكرم إنجاز مادي إلا إنه رمز للشجاعة الأدبية والوطنية والأخلاقية في الدفاع عن مصالح الناس التي احترمته وقدرت تضحياته ووضعته في مكانته اللائقة بالعظماء في صفحات التاريخ‏.‏
أيضا مازال الزعيم الخالد‏(‏ جمال عبدالناصر‏)‏ يحتل مكان الصداره في الجدل الذي يثيره في النخبة المصرية والعربية عن دوره التاريخي غير المنكور‏,‏ في ثورة التحرير‏,‏ والانحياز إلي الغالبية‏,‏ وتمكين المرأه‏,‏ وكفالة حق الانتخاب‏,‏ وتغيير البيئة الهيكلية للملكية الزراعية بالإصلاح الزراعي‏,‏ وطرد الاستعمار‏,‏ وتمصير البنوك‏,‏ ومجانية التعليم‏,‏ والازدهار الثقافي والفني‏,‏ والتحديث الصناعي‏,‏ وبناء السد العالي‏,‏ وفاعلية دولية بمساندة حركات التحرر ولإنجازاته‏..‏ وأيضا للحديث بقية‏.‏

المزيد من مقالات وفاء محمود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.