إنها حلقة جديدة في سلسلة السرقات الفنية وتزوير أعمال فنية ونسبتها إلي رواد الفن التشكيلي بغرض الكسب والتربح.. الحلقة بدأت تتكشف عندما بدأت الدورة الرابعة لمعرض مختارات عربية. التي أقامها اتيليه جدة للفنون الجميلة بالسعودية من الأعمال المشاركة تمثال لحصان منسوب إلي الفنان الرائد الراحل جمال السجيني وهو العمل الذي أثار شكوك الفنان محمد الجبالي مدير جاليري قرطبة الذي سارع بسؤال الفنان أحمد سامي أحد تلاميذ السجيني, وكذلك الدكتور الفنان محمد العلاوي رئيس قسم النحت السابق وأستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. وسأل أيضا مجدي السجيني نجل الفنان الراحل جمال السجيني فأجمعوا علي أن هذا التمثال لا يمت بصلة إلي الرائد التشكيلي جمال السجيني, بل إن هذا التمثال يمثل عكس كل ما حاول السجيني غرسه في طلابه أثناء دراستهم, ولو كان أحد طلابه هو الذي قام بعمله لانتقده لسذاجته في التحليل, وفي شهادته علي هذا التمثال أكد الدكتور محمد العلاوي أن نسبته للسجيني تعد تزويرا فاضحا, فقد كان السجيني ينصح تلامذته باتقان القواعد الأكاديمية حتي تكون لأعمالهم جذور عميقة تجعلهم يشكلون العمل الفني بناء علي خريطة واضحة وليس مجرد تشكيل عشوائي أو سطحي, وهذا لم يفعله صاحب التمثال الممسوح المنسوب إلي الأستاذ فكانت هذه الفضيحة المدوية التي وقع فيها مدير اتيليه جدة للفنون الجميلة الذي اعتبر المعرض مختارات لبواكير البينالي العربي فكيف تصل طموحاته إلي التجهيز والتحضير لبينالي عربي بينما لا يستطيع التفرقة بين الأصلي والممسوخ بين عمل ساذج يفتقد لروح الرائد النحات الكبير. إننا بقدر ما نشفق عليه من هذا الموقف المحرج الذي وضع نفسه فيه لأنه لم يكلف نفسه عناء مشاهدة أعمال السجيني فإننا لا نعفيه من المسئولية عن هذه الكارثة حتي لو كان حسن النية.. فالمصيبة أعظم إن كان لا يعلم الحقيقة فقد كان واجبا عليه التدقيق والتحقق فكفانا تزويرا لفننا وتاريخنا وأعمال عظماء فنانينا.