أزمة فى بيت الأمة، رئيس تحرير صحيفة الوفد يتهم قوطة بفقدان حسن السمعة (مستندات)    سيارات متنقلة لتلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء بالمنوفية.. صور    محافظ أسوان: نعمل على استثمار الأماكن غير المستغلة لإقامة مشروعات خدمية    معدل التضخم يرتفع مجددا في ألمانيا    الرئيس: نثمن مشاركة الشركات الصينية فى المشروعات القومية بمصر    نيكى هيلى تكتب على قذائف إسرائيلية: «اقضوا عليهم»    الكنيست يصادق بالقراءة التمهيدية على إلغاء حصانة ومتيازات الأونروا    الولايات المتحدة وحلفاؤها يدرسون تعزيز الدفاع الجوي لأراضي الناتو    عرض مغري خلال ساعات لرحيل مروان عطية عن الأهلي    مجلس إدارة الأهلي يقدم الشكر للإدارة التنفيذية بفروع النادي الأربعة    شاهد لحظة مغادرة أول أفواج الحجاج للأراضى المقدسة    شهادات دراسية مزورة، ضبط كيان تعليمي وهمي في الغربية    تأجيل إعادة محاكمة متهم ب«أحداث اقتحام قسم كرداسة» إلى 29 يونيو    المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهم بحيازة هيروين وسلاح في الشرقية    المتحف القومي للحضارة ينظم دورة تدريبية للعاملين حول صون وتوثيق التراث    فيلم "تاني تاني" يحقق إيرادات ضئيلة في الأسبوع الأول من عرضه    دورة تدربية للعاملين بالمتحف القومى للحضارة عن صون وتوثيق التراث غير المادى    الطاهرى لمشاهدى "القاهرة الإخبارية": نعدكم بمزيد من العمل والاجتهاد للحفاظ على مصداقيتنا    ما هو اسم الله الأعظم؟.. أسامة قابيل يجيب (فيديو)    رئيس جامعة المنوفية يعلن اعتماد 5 برامج بكلية الهندسة    جامعة بني سويف تكرم الطلاب الفائزين في مهرجان إبداع 12    انعقاد الملتقى الفقهي الخامس بحضور وكيل الأزهر    رسميًا موعد عطلة عيد الأضحى بالسعودية 2024 وعدد أيام الإجازة    وزير إسرائيلي: تحقيق الاستقرار في رفح قد يستغرق 5 سنوات    خطوات التقديم للحصول على سيارات المعاقين 2024    محافظ مطروح ومدير الطب البيطري يبحثان خطة الحفاظ على الثروة الحيوانية    صدمة لريال مدريد قبل مواجهة دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    من هو رضا بدير الحاصل على جائزة الدولة بترشيح من نقابة المهن الموسيقية؟ (تفاصيل)    محافظ شمال سيناء يستقبل مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر (صور)    مواعيد عيد الأضحى 2024: تفاصيل الإجازات والاحتفالات    واعظ أزهري: ممكن 3 بنات يدخلوك الجنة    وزير الصحة يبحث مع سكرتير الدولة الروسي تعزيز التعاون في مجال تصنيع الدواء والمعدات الطبية    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الثالث للروماتيزم والمناعة والأمراض المصاحبة بالمجمع الطبي بالإسكندرية    صحة الشرقية: غدا قافلة طبية بقرية المنشر مركز أولاد صقر    أعمل بمكة المكرمة ونويت أداء العمرة والحج فمن أين أُحرم؟.. البحوث الإسلامية يوضح    تشيلسي سيعوض ليستر ب 8 ملايين يورو للحصول على مدربه    زعماء المعارضة الإسرائيلية يتفقون على خطوات لتبديل حكومة «نتنياهو»    الفرق بين التكلفة الفعلية والنمطية لتوصيل التغذية الكهربائية    حبس المتهم بالشروع في قتل عامل ديلفري بالعياط 4 أيام    الشرقية.. إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية المنشر ضمن مبادرة حياة كريمة    قرار جديد من اتحاد الكرة بشأن تحصيل بدلات الحكام من الأندية    تأييد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال «سفاح التجمع»    البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدا وزاريا فلسطينيا    هيئة الدواء: تسعيرة الدواء الجبرية تخضع لآليات محددة ويتم تسعير كل صنف بشكل منفرد بناء على طلب الشركة المنتجة    كريم فؤاد يكشف عن موقف غريب من السولية لتجنب مضايقات موسيماني    رئيس قطاع الآثار الإسلامية يعلن اكتشافات أثرية بجامع المادراني    ب«كتب مجانية وخصومات تصل ل50%».. انطلاق فعاليات معرض الشلاتين الأول للكتاب    مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم المصريين بالخارج    انطلاق أولى رحلات الحج السياحى البرى.. صور    «مصايف الإسكندرية» ترفع الرايات الثلاث على الشواطئ.. احذر البحر في هذه الحالة    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس للعام الدراسى المقبل.. تعرف على الأوراق المطلوبة    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    المطبخ المركزي تعلن توقف العمل في مكتبها الرئيسي برفح    صعود مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    الفرق بين التحلل من العمرة والحج.. الإفتاء تشرح    كوريا الجنوبية والإمارات توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة    مواعيد مباريات اليوم.. نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. وكأس مصر    "رديت بطريقتي".. شيكابالا يعترف بخطئه بشأن جمهور الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أصول مصر المستقبل‏(8)‏

صحوة‏25‏ يناير دخلت تاريخ أمتنا المصرية من أوسع الأبواب‏.‏ تفجرت دوائر الحصار التي طالما أحاطت بحريات الشعب‏,‏ بحيث اتخذت عملية التغيير الهائلة طابع استرداد قيم الحرية وممارساتها‏.‏ ثم تراكمت التحديات والغيوم تحاصر مصر من كل جانب, ومن هنا كان لزاما علينا العودة للتركيز علي محور مصر في العالم الجديد الذي مثل جوهر كتاباتنا منذ عقود, وبدأ يلقي تجاوبا في أوساط مؤثرة في صياغة تحرك مصر الواجب والمرتقب للمشاركة في صياغة العالم الجديد.
كيف يمكن أن نتحرك بشكل واقعي لمواجهة أهم التحديات؟
أولا: تأمين الغذاء في المقام الأول. نطالع خريطة الانتاج العالمي: تحتل روسيا المكانة الأولي بين منتجي القمح, بينما تحتل مصر المكانة الأولي في المستوردين لهذا القمح تأمينا لرغيف العيش.
هناك عدد من الدول المنتجة الكبري للمواد الغذائية ومنها البرازيل والهند ودوائر واسعة من آسيا وأمريكا اللاتينية. ومعني ذلك أن نمنح تعميق الصداقة والتعاون مع هذه الدول المكانة الأولي في توجهنا الخارجي تأمينا لأمننا الغلائي.
ثانيا: يمثل الانفجار السكاني في مصر تحديا يجب أن نواجهه منذ الآن كان التوجه في العقود السابقة إلي الهجرة لأمريكا الشمالية وأوروبا بعد أستراليا ولكننا لم نهتم بالساحات الكبري المفتوحة أمامنا من بلاد صديقة ترحب بمكانتنا الحضارية. وهنا يجب العناية في المقام الأول بالبرازيل, كبري دول أمريكا اللاتينية, ومن المعروف أن البرازيل تفتقر إلي الكثافة السكانية المعقولة بحيث من الواجب علينا أن نتدارس مع قيادتها السياسية الرائدة في أمريكا اللاتينية امكانية استيعاب جزء مهم من العمالة المصرية, في جو من التعاون والتآخي.
ثالثا: ثم إن هناك ساحة بالغة الأهمية في تحديث البنية التحتية الصناعية وكذا قطاع التكنولوجيا المتقدمة في مصر. وهذه الصين الشقيقة الكبري منذ أيام مؤتمر باندونج( ابريل1955) وقد أصبحت اليوم ثاني قوة اقتصادية عالمية حتي تحتل المكانة الأولي حول عام2016, وكذا فإن الصين هي الدولة التي تقوم اليوم بتحديث قارة افريقيا باقامة القاعدة المؤسسية الصناعية وشبكة الطرق والمواصلات الحديدية والمواني بايقاع بالغ السرعة, بينما أصبحت الصين الشريك الأول لشرق وجنوب شرق آسيا وكذلك آسيا الوسطي من ناحية, وأمريكا اللاتينية الصاعدة من ناحية أخري. وقد جاءنا وزير خارجية الصين منذ أسابيع تحية لمصر الجديدة بحيث إن الطريق مفتوح أمامنا للتحرك وبناء الشراكة الاستراتيجية التي تفرضها الصين طريقا للمستقبل.
رابعا العالم الجديد يتشكل حول تجمعات تعتني بالاقتصاد والأمن الجماعي واعلاء شأن الثقافات الرئيسية بعد أجيال من التهميش.
وتمثل منظمة شانجهاي للتعاونSCO كبري هذه التجمعات الاقليمية. وهي تستضيف الآن عددا من الدول والمنظمات المشاركة أو المستضافة, ولعله من الحكمة والواقعية في آن واحد أن تتجه مصر الي حضور اجتماعات هذه المنظمة الكبري بالصفة التي يتفق عليها.
خامسا وكذا فإننا نشهد تجمعا بالغ الأهمية في امريكا اللاتينية الجنوبية ألا وهو تجمع ميركوسور بريادة البرازيل.
ولاشك أننا سوف نجد في مواكبة هذا التجمع الكبير لأمريكا اللاتينية ما يفتح أمامنا أبواب التعجيل من تلبية احتياجات تحديث اقتصادنا الوطني من أوسع الأبواب.
ماذا يعني هذا العرض الأول السريع؟
لابد من تحديد مكانة هذا الجديد بالنسبة لما هو قائم ومعمول به حتي الآن.
هذا مثلا وزير خارجيتنا المرموق الدكتور نبيل العربي في آخر مهمة له بهذه الصفة قبل الانتقال إلي جامعة الدول العربية, يقوم بجولة إلي أوروبا الغربية لدراسة امكانيات العون والتعاون, وهل أمر طبيعي ومحمود ولاشك. ولكن أوروبا تتردد هذه الأيام لنصرة دولة اليونان في محنتها المالية الخطرة, رغم أن اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي ومجموعة اليورو. واللافت في مأساة اليونان أن الدولة الوحيدة التي أسرعت إلي دعمها لم تكن دولة أوروبية, وإنما الصين, إذ أوفدت رئيس وزرائها وين جياباو. في ربيع هذا العام لزيارة أثينا وعرض تحديث ميناء بيراوس وهو الميناء الأكبر في اليونان, بحيث يصبح مدخلا رئيسيا للتعامل الاقتصادي بين الصين ودائرة أوروبا والبحر الأبيض كلها.
وكذا علمنا أن الصين عرضت التحرك لإنقاذ ايرلندا من أزمتها المالية الحادة, في تحرك يفتح الباب علي مصراعيه لوقوف الصين في صف دول أوروبا المتعثرة ماليا.
ها هي الصين إذن تواجه مسئولياتها وبدءا من تقدمها الخارق في طليعة الاقتصاد العالمي, وهذا بالنسبة لدول أوروبية لم تكن من شركاء تاريخ الصين المعاصرة. هذا بينما ندرك جميعا علي تنوع مدارسنا الفكرية, أن مصر والصين شريكتان في صناعة الحضارة منذ فجر التاريخ.
كما أن مصر كانت هي الدولة العربية الأولي التي اعترفت بدولة جمهورية الصين الشعبية بعد سنوات قلائل بعد تأسيسها.
قال صاحبي: قل لي, بالله عليك, كيف يمكن تعبئة طاقات مصر مصر الشعب ومصر الدولة للتنقيب عن تحركها, تحركنا, في مرحلة صياغة العالم الجديد؟.. تفضل..
المزيد من مقالات د‏.‏أنور عبد الملك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.