اضطرابات.. اعتصامات.. احتجاجات.. فساد.. محاكمات.. ضجيج.. سخط.. كلها عناوين يتصدرها المشهد المصري حاليا من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بسبب تداعيات ثورة 25 يناير. كل هذه العناوين التي تتصدرها الصحف كل يوم تجعلنا ننظر إلى أن دور الصحافة وكأنه أصبح مقصورا على نشر الأخبار والموضوعات التي تهتم بالمحاكمات والفساد لكي ترضي القارئ المتعطش لمعرفة كل ما يتعلق بمحاكمات النظام المصري السابق ورموزه الذين عاتو في الأرض فسادا. ويبدو أن الصحافة ابتعدت بذلك عن دورها الأساسي وهو الدور التنويري والتنموي للمجتمع الذي يساعد على قيام تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية أو تعليمية أو ثقافية أو اجتماعية أو سياسية وخلق أرضية مناسبة لتحقيق الخطط التنموية ولفت انتباه المواطنين إلى أن عدم وجود تنمية حقيقية ستؤثر بالسلب على النهوض بالمجتمع. لقد افتقرت بعض الصحف خلال الفترة الماضية لأي موضوعات تنموية تساعد على النهوض بمصر حتى أننا لم نقرأ أي تحقيقات أو موضوعات صحفية ذات طابع تنموي تقدم لنا حلولا ومقترحات حول كيفية النهوض على سبيل المثال لا الحصر بالسياحة المصرية، ولم تعرض لنا الأفكار والآراء الاقتصادية والتحليلات والمعالجات الواقعية لقضايا وهموم التنمية ولم تقدم تحقيقات تطلعنا من خلالها على المشاكل التي تواجه القطاعات المختلفة وكيفية حلها من وجهة نظر العاملين في تلك المجالات. والمطلوب الآن من المسئولون عن الصحافة سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة في الفترة الحرجة والقادمة التي تمر بها مصر حاليا بالاهتمام بالموضوعات التي تساعد المسئولين الحكوميين في المجالات المختلفة في التعرف على المشكلات التي تواجه المواطنين وتضع أمامهم الطرق السليمة التي قد تكون غائبة عنهم للنهوض بكافة المجالات وتعود مصر إلى سابق عهدها منارة للعلم والنهضة. وكذلك مطلوب من وسائل الإعلام المرئية في برامجها التركيز على الأخبار والموضوعات التي تفيد في بناء مصر المستقبل بعد الثورة، والعمل على إظهار الجوانب الإيجابية التي تساعد على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والسائحين وتقديم رؤية مستقبلية في كافة المجالات من خلال استضافة الخبراء وعرض وجهات نظرهم والبدائل التي تساعد على بناء مصرنا الغالية "أم الدنيا". المزيد من مقالات عماد الدين صابر