يحتفل العالم اليوم بعيد الأب العالمي تقديرا لدوره العظيم في حياة أبنائه. والحقيقة التي لا يمكن اغفالها ان بيننا أباء يؤدون دورا مزدوجا في حياة أبنائهم لغياب الأم إما بالموت أو الطلاق. وفي هذه الحالة يمتزج حزم الاب مع حنان الأم, انه اب يعيش بيننا.. أب بدرجة أم الأب توفيت زوجته وتركت له ثلاثة أبناء بنت وولدين في سن صغيرة.. لم يفكر في الزواج ثانية.. وظيفة عسكرية ولا تهاون في مواعيدها, فكان يقوم بالطبخ والتنظيف والغسيل بعد نوم صغاره.. لم يكن ينام أكثر من ساعة يوميا ويستيقظ علي ايقاظ الصغار وإعداد الافطار ومراجعة جداول المدرسة, ويذهب لتوصيلهم لمدارسهم ويدخل عمله بلا شكوي مبتسما راضيا بقضاء الله واستمر هكذا حتي وصل الاصغر للابتدائية والوسطي للاعدادية والاكبر للثانوية العامة.. لم يتوقع ان البنت بدأت تخجل منه وتنطوي وحدها فسأل وعرف ان احتياج الابنة للأم في المراهقة أمر ضروري فاقترب منها أكثر وصادقها حتي عبر بها لبر الأمان وعاني الكثير والكثير وكلما تنفس بمرور سنة دراسة صادفه القدر بمفاجأة.. ففي أثناء اجازة المصيف أصيبت الابنة بألم شديد في جنبها واسرع بها للمستشفي واكتشف فشل دور الكلي لم يفكر وتبرع بكليته وحين شفيت خارت كل قواه من أثر الجراحة والمجهود الشديد, لم يعلم ابناؤه بآلامه حتي تخرج الاكبر والوسطي والدائرة تدور لم يفكر ان يشكو لأحد حتي اكتمل دوره كأب وأم وتقديرا من الابناء بعثوا برسالة للجنة الأم المثالية وجاء الرفض لأنه أب وليس أما.