جاء الكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية الأخيرة في مصر والتي يقودها ضابط الموساد إيلان تشايم ليعيد تسليط الضوء علي الأنشطة التجسسية الإسرائيلية في الأراضي المصرية منذ إنشاء إسرائيل عام1948 والتي لم تتوقف أو تهدأ حتي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام1978 ولذا تخصص الأهرام عدد اليوم من ملفات دولية لرصد أبرز عمليات التجسس التي ضبطتها مصر وكذلك إلقاء الضوء علي أجهزة الاستخبارات والمخابرات الإسرائيلية وأشهر العمليات الفاشلة التي قامت بها. إنهم يتجسسون علي نوايانا منذ قيام اسرائيل عام1948 شكلت مصر الهدف الرئيسي لأجهزة المخابرات الإسرائيلية حيث وصل عدد جواسيس الموساد, الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلي مصر مايقرب من100 جاسوس معظمهم من المصريين وقد امتلأت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية وكان الهدف الرئيسي لعمليات التجسس الإسرائيلية ضد مصر والتي لم تقل حدتها حتي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام1978 هو جمع المعلومات الأمنية والاستخباراتية عن مصر لاسيما المواقع العسكرية والأمنية التي تعتقد إسرائيل أنها قد تشكل خطرا عليها مستقبلا في أي مواجهة عسكرية حيث تم ضبط عدد من الجواسيس خلال قيامهم بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة. وسعت إسرائيل دائما إلي الحصول علي أكبر قدر من المعلومات الاقتصادية عن مصر وأهم المشروعات بها سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية بالاضافة إلي حركة البورصة وتداول الأوراق المالية وأنشطة المستثمرين الأجانب وحجم استثماراتهم بمصر. وأفادت تقارير أجهزة الأمن المصرية بأن أغلبية جرائم التهريب وتزوير العملات بمصر ارتكبها إسرائيليون أو عملاء لإسرائيل سواء كانوا مصريين أو أجانب. وكان تهريب المخدرات ونشر تعاطيها بمصر من الأهداف المحببة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية بهدف إحداث تخريب اجتماعي وأخلاقي لإلهاء الشباب عن التفكير في القضايا الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي. وتشير بعض التقارير إلي أن أعداد قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال10 سنوات بلغت4457 قضية في مصر وحدها. وقد اختلفت أسباب التجسس الإسرائيلي علي مصر منذ قيام إسرائيل وحتي الآن مع اختلاف شكل العلاقة بين البلدين. ففي مرحلة الصدام العسكري والتي انتهت أو تراجعت مع اتفاقية كامب ديفيد كان الهدف الرئيسي هو رصد الاستعدادات العسكرية المصرية واحباطها, واكبر مثال علي ذلك عملية التجسس الإسرائيلية الشهيرة في خمسينيات القرن العشرين ضد البرنامج المصري لتصنيع الصواريخ وتزامن معها هدف ثاني هو الحيلولة دون قيام القاهرة بتطوير علاقات طيبة مع الغرب خاصة الولاياتالمتحدة لإظهار مصر علي أنها معادية للغرب وجزء من المعسكر الشرقي السابق. وبعد توقيع اتفاقية السلام تحول الهدف الرئيسي للتجسس الإسرائيلي إلي محاولة تحويل مصر إلي كتاب مفتوح لكشف حقيقة نواياها المستقبلية ولذا اشتد النشاط الاستخباري الاسرائيلي بمصر مع تحول السلام بين البلدين إلي سلام فاتر. وهنا ظهرت بقوة رغبة إسرائيل في أن تكون علي متابعة مكثفة وحثيثة دائمة لما يدور في العقل المصري لاسيما وانها تدرك جيدا أن الشارع المصري معاد لها وأن نظام الحكم الذي قد يبدو محايدا معها أو متمسكا بالسلام البارد قد ينقلب تبعا لرغبة الشارع أو يتم تغييره بأي وسيلة كانت. لم تكتف إسرائيل بالتجسس علي من علي الأرض بل تعدي ذلك إلي الفضاء الافتراضي, أي شبكة الانترنت حيث تشير الكثير من التقارير الدولية الموثوقة إلي أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اخترقت البريد الإلكتروني لملايين المصريين علاوة علي المواقع الحكومية والخاصة ولكن الجائزة الكبري بالنسبة لها تتمثل في المواقع المفتوحة للتواصل الاجتماعي مثل موقع فيس بوك الشهير والتي تقرأ من خلالها افكار المصريين وتتسلل لنوايهم بل وترصد تصرفاتهم الفعلية. وهناك أيضا مسألة التجسس علي مصر من الفضاء فإسرائيل بدأت التفكير في إطلاق أقمار التجسس والتي تسمي أفق منذ عام..1982 وفي عام1988 أطلقت إسرائيل أول أقمار التجسس أفق1 وبعد انتهاء العمر الافتراضي للقمر افق1 قامت إسرائيل بإطلاق القمر الصناعي أفق2 وذلك عام1990 ولكن هذا القمر احترق في الفضاء بعد3 أشهر من وضعه في مداره.. وبقيت إسرائيل من دون أقمار تجسس خاصة بها حتي عام1995 وكانت في تلك الفترة تعتمد علي الأقمار الأمريكية, وفي عام1995 أطلقت إسرائيل قمرها الثالث أفق3 وكان يحتوي علي تكنولوجيا جديدة.. وفي عام1998 حاولت إسرائيل إطلاق القمر أفق4 إلا أن محاولتها باءت بالفشل وفي عام2002 أطلقت اسرائيل القمر أفق5 وبعده أفق6 والذي ما زال يعمل حتي الآن و يحتوي علي كاميرات تقوم بالتصوير الدقيق للأرض, وهو مزود أيضا بأجهزة تنصت علي الاتصالات السلكية واللاسلكية كما أنه يعتبر جهاز إنذار مبكر للصواريخ ووقت انطلاقها. وهناك قمر لا يتبع لسلسلة اقمار أفق وهو القمر إيروس والذي أطلقت إسرائيل النسخة الأولي منه عام2000 و تمتلكه شركة إيمدج سات والتي ساهمت فيه بنسبة كبيرة مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة البيت للأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية. وفي الخامس والعشرين من ابرايل عام2006 أطلقت إسرائيل أيضا القمر ايروس بي في وهذا القمر يدور علي ارتفاع500 كم وهو يكمل15.1 دورة في اليوم, والدورة الواحدة له حول الأرض تستغرق94.8 دقيقة, وهذا القمر يستطيع مسح وتصوير الكرة الأرضية كاملة تقريبا لأن معدل ميل القمر هو97 درجة, وهذا النوع من المدارات للأقمار الصناعية يسمي المدار القطبي.. أي أنه يمشي من القطب إلي القطب.. وهذا المدار يعطيه حرية أكبر في التصوير بعكس القمر أفق5 الذي كان مداره143, أي أنه لا يستطيع تصوير( أو تصوير لكن بصور غير دقيقة) شمال أوروبا وشمال روسيا.. أو استراليا وأنيوزلندا.. واستغل الاسرائيليون السياحة إلي مصر لتنفيذ مخطط لزرع العديد من الشبكات التجسسية عليها وساعد علي ذلك أن الاسرائيليين لهم الحق بموجب اتفاقية كامب ديفيد في دخول سيناء بدون تأشيرات مسبقة ورغم ان النطاق الجغرافي لتلك الزيارات محدود داخل سيناء إلا أن العملاء يستغلون تلك التسهيلات للتسلل للقاهرة وغيرها من المدن مستخدمين جوازات سفر غربية مزورة في كثير من الأحيان.