طالبت دراسة إعلامية حديثة تبسيط المعالجة التليفزيونية لقضية تغير المناخ لمخاطبة الجمهور العام, حيث تتسم القضية بالتعقيد علي المستوي العلمي, وطالبت الدراسة بربط تغيرات المناخ بالحياة اليومية للأفراد, وتوجيههم إلي تعديل سلوكياتهم في الحياة اليومية بما يخدم هذه القضية مثل ترشيد استهلاك الطاقة وغيرها وكذلك توضيح وجه الارتباط بين الكوارث والأزمات البيئية التي تحدث في العالم بالتغيرات المناخية. وأكدت الدارسة أهمية دور التليفزيون في تشكيل وعي الجمهور حول مخاطر التغيرات المناخية علي مستقبل الحياة في مصر وتنامي اهتمام المواطنين في مصر بقضية تغير المناخ ومتابعتها عبر وسائل الإعلام لاسيما التليفزيون الذي احتل المرتبة الأولي بين مختلف الوسائل الإعلامية لدي الجمهور في متابعة هذه القضية. وكشفت الدراسة التي أجراها د. عادل عبد الغفار الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة علي عينة من الجمهور شملت 300 فرد من المتعلمين المهتمين بقضية تغير المناخ وفي مرحلة عمرية تزيد عن 18 عاما وينتمي أفرادها إلي شرائح اجتماعية واقتصادية مختلفة عن عدة حقائق كان أهمها حرص 54 % من أفراد العينة علي متابعة ما يقدم حول هذه القضية بشكل منتظم في مقابل نسبة 64% يتابعون هذه القضية في وسائل الإعلام بشكل غير منتظم. وجاء التليفزيون في مقدمة مصادر المعلومات حول التغيرات المناخية بنسبة تكرار بين أفراد العينة بلغت 82% وتلاه في الأهمية الصحف والمجلات بنسبة تكرار بلغت 50%, ثم الإنترنت بنسبة تكرار بلغت 45% ثم الإذاعة في المرتبة الرابعة بنسبة 19%. كما تفوقت الفضائيات العربية كمصدر للمعلومات حول تغيرات المناخ, يليها القنوات المصرية الخاصة, ثم القنوات الحكومية في المرتبة الثالثة, وجاءت القنوات الأجنبية في المرتبة الأخيرة. وحول الحقائق العلمية المتعلقة بتغير المناخ أثبتت الدراسة أن معظم أفراد العينة(80% تقريبا) يعتبرون أن التلوث الناتج عن المنشآت الصناعية سبب جوهري لحدوث تغيرات المناخ, إلا أن أسبابا أخري ترتبط باحتراق وقود وسائل النقل بالتلوث الناتج عن المنشآت الصناعية. كما تدرك نسبة ملحوظة من أفراد العينة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ ومنها ارتفاع سطح البحر وغرق مساحات من الشواطئ الساحلية ونقص إنتاجية المحاصيل الزراعية ونقص الغذاء في العالم, إضافة إلي التعرض للسيول والأمطار والأعاصير المفاجئة بنسب(66%,58%,57%) علي التوالي. وبينما يري معظم أفراد العينة(75%) أن الدول المتقدمة هي المتسببة في حدوث التغيرات المناخية بسبب التنمية الصناعية يري25% من أفراد العينة أن الدول النامية هي المتسببة في حدوث التغيرات المناخية, وهذا إدارك خاطئ لحقيقة الأوضاع بشأن الدول المتسببة في حدوث التغيرات المناخية. وحول جهود مصر في مواجهة تغير المناخ يدرك44% فقط من العينة مشاركة مصر بفعالية مؤتمرات تغير المناخ, ويدرك35% فقط أن مصر تدعو باستمرار لاتفاقية دولية ملزمة لكافة دول العالم المتقدم والنامي للحد من تغيرات المناخ, وتعرف نفس النسبة من أفراد العينة(35%) أن مصر تقوم بالتنسيق المستمر مع الدول النامية لاتخاذ موقف موحد. وهو ما يثبت ضعف مستوي معرفة أفراد العينة بالإجراءات التي اتخذتها مصر- علي أرض الواقع للحد من تأثير تغيرات المناخ, مثل التوقيع علي بروتوكول كيوتو, وتشكيل اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية بتتمثيل جميع الوزارات والجهات المعنية, وتشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة بمشاركة الوزارات والجهات المعنية إضافة إلي مشاركة مصر في سوق الكربون الدولي. وتدرك الغالبية العظمي من أفراد العينة(97%) أن مصر من الدول المتضررة من- تغيرات المناخ مستقبلا, حيث يعرف 60% من العينة احتمالات نقص مياة نهر النيل, و52% احتمالات تباعد فترات سقوط الأمطار, و 47% زيادة الحاجة للمياه.