محاولات المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصي لا تتوقف وآخرها المحاولة التي تمت منذ عدة أيام لإحياء ما يعرف بعيد نزول التوراة وتزامنا مع حلول الذكري السنوية الرابعة والأربعين لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس أضف إلي ذلك عمليات الاقتحام المتتالية من جانب المستوطنين للمسجد وتدنيسه بإلقاء زجاجات الخمر فيه ويلقي هؤلاء المتطرفون معاملة خاصة من قبل مسؤلي إسرائيل وعلي رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي شارك يوم الاثنين قبل الماضي في احتفالات مدرسة' مركاز هاراف' الدينية وفي كلمة له أمام حشد من التلاميذ أكد نتانياهو أن القدس لن تقسم أبدا, وهناك مخاوف من جانب الفلسطينيين من انتقال مدرسة' هار همور' المسئولة عن نشر الأصولية الصهيونية إلي داخل منطقة جبل أبوغنيم وهارهمور هي جناح متطرف انفصل عن مدرسة مركاز هاراف ويتولي ادارتها الحاخام عميئيل سترنبرج. وفي السنوات الأخيرة ناقشت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عدة احتمالات متوقعة للمساس بالحرم القدسي. كاحتمال قيام المتطرفين بقصف الحرم بقذائف الهاون ناحية جبل الزيتون أو قيام طيار انتحاري بالهبوط بطائرةشراعية علي أحد مداخل الحرم,كما نوقش احتمال إطلاق النار علي المصلين أو إلقاء القنابل عليهم والأخطر إرسال طائرات صغيرة مفخخة لتفجيرها فوق المسجد الأقصي. جهاز الأمن العام( الشاباك) عرض السيناريوهات المتوقعة التي تتهدد الحرم القدسي خاصة ما خططت له حركة أمناء جبل الهيكل من حشد عشرات الالاف من أنصارها لدفعهم للتظاهر واقتحام الحرم القدسي. وجماعة أو حركة أمناء جبل الهيكل هذه تعرض نفسها كهيئة غير سياسية تمارس أنشطة تعليمية فقط وهو ما يخالف الحقيقة ويتولي رئاسة هذه الجماعة الحاخام يسرائيل أرييل الذي يطالب صراحة بهدم المسجد الأقصي ومهمة الحكومة والجيش الإسرائيلي من وجهة نظر أرييل هي إزالة مساجد المسلمين من منطقة جبل الهيكل علي حد قوله ويعتبر الحاخام أرييل من أبرز زعماء اليمين الديني المتطرف, ويطالب بإقامة دولة إسرائيل الكبري يشاركه في ذلك زعماء حركات هذه أرضنا وحركة حي وقيوم وهناك هيئات ومؤسسات داخل إسرائيل تقدم الدعم والتمويل لهذه الجماعة مثل مصانع منطقة البحر الميت والمثير للدهشة أن جماعة مثل جماعة الهيكل المتطرفة تحظي بدعم وتأييد شخصيات مرموقة في المجتمع الاسرائيلي ويساند هذه الجماعة معظم حاخامات المستوطنات.وعقب التهديدات المتزايدة للحرم القدسي قررت الشرطة الاسرائيلية وضع أجهزة إليكترونية لرصد التحركات حول الحرم لمنع أي محاولة للمساس بالمكان والحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه في أكثر الأماكن قداسة لدي المسلمين, ويدرك قادة الأجهزة الأمنية في اسرائيل أن المساس بالحرم القدسي يمكن أن يؤدي إلي اندلاع حرب شاملة ضد اسرائيل ليس من جانب الفلسطينيين فقط وإنما من جانب العالم الإسلامي كله. وما يحدث من جانب الجماعات الدينية المتشددة ألقي الضوء علي خفايا عالم التطرف بكافة اشكاله و صوره في إسرائيل فقد كشف تقرير صدر أخيرا عن وزارة الرفاه الإسرائيلية عن أن هناك حوالي80 جماعة وطائفة تعتنق أفكارا شاذة ومتطرفة وتضم بين صفوفها ما بين30 إلي100 ألف إسرائيلي هذا التقرير صدر عقب قضية' جوئيل راتسون' أو كما اطلق عليه شهريار إسرائيل الذي ادعي أنه المسيح المنتظر وتزوج32 إمرأة ممن اعتنقن فكره المتطرف, وصاحب المبادرة لإصدار هذا التقرير هو وزير الرفاه الأسبق' يتسحاق هيرتزوج' والفريق الذي قام بإعداده أوصي بسلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها لتحجيم نشاط هذه الجماعات والحد من أخطارها مثل توفير أعداد كافية من المتخصصين والأطباء النفسيين لمحاولة تقديم النصح والارشاد لمن اعتنق الأفكارالشاذة لهذه الفرق أو الجماعات وتنظيم الندوات لزيادة الوعي خاصة بين الشباب أيضا إنشاء خط ساخن لتلقي مكالمات من وقع في براثن هذه الجماعات وقد استغرق إعداد التقرير حوالي عام وشارك فيه مجموعة من الخبراء برئاسة مدير عام وزارة الرفاه' ناحوم ايتسيكوبيتس' الذي طالب الحكومة الإسرائيلية والمجتمع بالتكاتف لمحاربة هذه الظاهرة التي طالت عائلات كاملة, أما الدكتور' جابي زوهر' الخبير في الجماعات المتطرفة ومستشار الفريق الذي أعد التقرير فقد صرح لصحيفة يديعوت أحرونوت قائلا ان مبادرة التصدي لنشاط الجماعات المتطرفة جاءت متأخرة بعد سنوات من التجاهل والاهمال, اما منسقة النشاط بالمركز الإسرائيلي لمتضرري هذه الجماعات' راحيل ليختنشتاين' فقد وصفت ما يحدث بأنه خطوة مهمة لكن الاختبار الحقيقي هو تنفيذ التوصيات من ناحيةأخري هاجم مجموعة من الحاخامات علي رأسهم عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس الدينية حاخاما آخر يدعي' أهارون رماتاي' يدير مدرسة دينية للفتيات بالقدس بسبب تأثيره السلبي علي الفتيات وإجبارهن علي قطع الصلة بعائلاتهن كما أنه يأمرهن بعدم الزواج كما حظر عليهن ركوب المواصلات العامة, الحاخام نسيم زئيف من حركة شاس وصف رماتاي بأنه جوئيل صغير لا يقيم علاقات غير مشروعة مع تلميذاته لكن له تأثير مدمر علي60 فتاة يتعلمن علي يديه فقد زرع بداخلهن الخوف وذات مرة حاولت إحدي تلميذاته الانتحار.