للقرآن خزائن, وأمر خزائنه عجيب, حيث إن الخزائن عادة تحتوي علي مخزون محدود يقل او يزيد ما لايراه الناس, أما خزائن المعاني والمفاهيم والأفكار والعلم والمعرفة والحكمة من القرآن الكريم فليس لها حدود. تلك حقيقة يعرفها العلماء الذين يغترفون من بحر القرآن الكريم, الذي مر عليه أكثر من أربعة عشر قرنا, وكلما جاء جيل جديد منهم فتح الله تعالي له من خزائنه ما لم يعرفه من قبلهم. ولأن البحث أمر ضروري لتأثيره العميق في تحديد مصير المجتمعات, جاء تأكيد ذلك في بحث للمهندس محمد عبد العزيز خليفة استشاري تصميم وبناء معلومات الحاسب الآلي بمعهد الدراسات والبحوث الاحصائية بجامعة القاهرة حول التدوير العددي والاحصائي ليشير الي روعة النظم القرآني واحكام ترابطه وليقدم للبشرية ولعلماء المسلمين وعامتهم معاني جديدة لالفاظ القرآن الكريم. والبحث الذي أعده تم جمعه في مؤلف تحت عنوان روعة البيانات من آيات الرحمن في08 صفحة من القطع المتوسط, يحرص علي ابراز الجانب المعجز في مجالات الاحصاء في القرآن الكريمة, وقد أقام الباحث مؤلفه علي مجموعة من الجداول الاحصائية, وصلت الي عشرة جداول, لها ملحقات تعرض الكثير من اللمحات التاريخية واللفتات السببية مما أعطي مساحة من المعلومات العامة والمحيطة بتفسير بعض المصطلحات المتداولة بكثرة في العالم الاسلامي مثل الترتيب التوقيفي ترتيب السور القرآنية في المصحف الذي بين أيدينا والمجموع والمرتب من الله, لذا فهو توقيفي,أي لا دخل للانسان فيه ولايمكن لأي بشر تغيير حرف فيه او تعديل او ترتيب آياته وسورة, والترتيب التنزيلي وعدد آيات كل سورة منه, ونوع التزيل( مكي ومدني) وترتيب حجم السورة من حيث عدد الآيات, وموقع أية سجدة التلاوة( وعددها خمس عشرة سجدة), ونوع الآية التي استهلت بها السورة فضلا عن رسمها( أي نص الآية الأولي منها) وعدد الآيات في ذات السورة الواحدة. بدأ المؤلف بتصنيف جدول لأسماء سور القرآن الكريم بأسلوب يسهل الوصول الي السورة القرآنية بمجرد معرفه اسمها حيث تم ترتيب اسماء السور هجائيا بما يؤدي للوقوف علي موقعها القرآني مباشرة بمجرد النظر في الجداول الرقمية المرفقة. الحقيقة أن البحث كما أكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر مجهود نافع ومفيد ويضيف بعدا فلسفيا.