الاحداث التى تجرى حولنا فى كل بقعة من أرض مصر فى شمالها وجنوبها وشرقها وغربها تؤكد اننا مازلنا نواجه خطر انفجار القنبلة الموقوته والتى تتمثل فى العشوائيات والاحياء الشعبية والتى يصل تعدادها بحسب تقرير حديث صادر الى 1220 بؤرة عشوائية بمختلف الاحياء والمناطق الشعبية. تلك المناطق الشعبية التى طلقتها الحكومة المصرية طلاقا بائنا منذ ثورة 52 وحتى بزوع شمس ثورة 25 ينابر بعد تبادل الرقمين 2, 5 لمكانيهما وكان من الطبيعى ظهور حالات العنف بأنواعه من بلطجة باليد والقول الى السرقات بالاكراه الى اغتصاب الفتيات والنساء وترويع الآمنين فى منازلهم وغيرها كثير. وكشفت الاحداث الاخيرة بعد ثورة 25 يناير اذكاء نار الفتنه الطائفية باستغلال هذه البؤر العشوائية فحادث اطفيح وقبله العمرانية وبعده امبابة واحداث عين شمس والزيتون ومنشأة ناصر يؤكد أن هذه المناطق الشعبية وما تضمنته من بؤر عشوائية هى موقع خصب لاشعال الفتن فهناك اكثر من 1220 منطقة عشوائية بمختلف انحاء الجمهورية يقطن بها نحو 20 مليون مواطن يعيشون حياة غير آدمية فمعظمهم يعيش تحت خط الفقر. ودقت دراسة حديثة ناقوس الخطر لهذه البؤر العشوائية واستخدامها لاحداث الفتنة الطائفية بين عنصرى الامة من مسلمين ومسيحيين وبينت الدراسة ان هناك عشوائيات حضرية اى فى الحضر والمدن اى تقع داخل النطاق العمرانى مثل روض الفرج ومصر القديمة وغيرهما ومناطق العشش ومنها عزبة ابو حشيش والقرود وابو النمرس وسكان المقابر .. الخ . وهناك نمط عشوائى آخر يتمثل فى احياء المطرية وبولاق وامبابة وعزبة النخل وهى المناطق الزراعية التى تم تجريف اراضيها والبناء عليها بشكل عشوائى . هذه البؤر العشوائية والاهمال المتعمد لها من الحكومة هى ارض خصبة لنيران الفتنة التى احرقت كنائس امبابة وصول وبداية من احداث الخانكة عام 1972 مرورا بأحداث الزاوية الحمراء عام 1981 وحتى احداث امبابةعام 2011 الكارثة الحقيقية هى ان الدولة مازالت تعالج الاحداث بطريقة خاطئة تماما وتتعامل مع كل حادث بفردية شديدة بدون امعان النظر فى معالجة الخلل الذى يؤدى الى وجود مثل هذه الاحداث. فاستمرار وجود هذه البؤر العشوائية واهمال المناطق الشعبية دون وضع تصور واضح وسليم لاصلاح هذا الخلل ومعالجته علاجا جذريا باعادة النظر فى أمر هذه المناطق واعداد دراسة شاملة حول تطويرها عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا، وتصحيح احوال ساكنيها ماديا وتعليميا اى اصلاح كامل وعدم الاهتمام بها عمرانيا فقط. حيث تدور افكار الحكومة دائما حول التطوير العمرانى فقط، وهذا الحل لا يساعد على القضاء على مشاكل سكان هذه الاحياء بل لابد من التطور الشامل لها وألا يكون عمرانيا فقط، فدراسة احوال هؤلاء تتطلب وضع خطة شاملة تراعى كل الابعاد الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك المستوى التعليمى والثقافى وكذلك الجانب الترفيهي لسكان هذه المناطق.