في مواجهة العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها قضية جوازات السفر المزورة, نفت إسرائيل أمس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي إلي الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف اغتيال القيادي بمركز حماس محمود المبحوح في أحد فنادق دبي. وقال مسئول إسرائيلي: إنه ليس هناك أي دليل حتي الآن يثبت أن المبحوح قد اغتيل, مشيرا إلي أن كل ما نراه علي أشرطة الفيديو أشخاص يتحدثون علي الهاتف. وبناء علي ذلك اعتبر المسئول الإسرائيلي أن التهديدات بإصدار مذكرة اعتقال دولية ضد رئيس جهاز الموساد سخيفة. وفي لندن نفت وزارة الخارجية البريطانية ما ذكرته صحيفة ديلي ميل اللندنية أمس أن إسرائيل أبلغت جهاز الاستخبارات البريطاني المعروفM16 بأن عملاء إسرائيليين يستعدون لتنفيذ عملية الحدود الإسرائيلية مستخدمين جوازات سفر بريطانية مزورة. وقالت الصحيفة نفسها: إن الخارجية البريطانية تلقت معلومات معينة قبل ساعات من تصفية محمود المبحوح في دبي دون أن تحاط علما بالشخصية المستهدفة أو بمكان تنفيذ العملية, مؤكدة أن بريطانيا لم يكن لها أي دور في هذه العملية. وفي دبي قال الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي: إن هناك أشخاصا آخرين غير الذين جري الإعلان عنهم قد يكونون علي صلة باغتيال المبحوح. وأضاف قائلا: نتحفظ علي تلك الأسماء لأننا لا نعلن ما لدينا إلا بعد تأكيد هذه المعلومات, مضيفا أن المبحوح جاء إلي دبي كنقطة ترانزيت كي ينتقل منها إلي الصين ولم يقابل أحدا في دبي, بل تسوق وعاد إلي غرفته في الفندق حيث حدثت الجريمة. ونفي بشدة ما قيل عن أن مهمة المبحوح في دبي ترتبط بصفقة أسلحة, معتبرا أن ذلك لا يتفق مع المنطق, وأنها قصة رددها الإعلام الإسرائيلي لتبرير الجريمة. ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نبأ مفاده أن السلطة الإماراتية تحقق في استخدام الذين اغتالوا المبحوح5 بطاقات ائتمان مصرفية صادرة عن بنوك ومؤسسات مالية في الولاياتالمتحدة, وذلك بهدف شراء تذاكر سفر إلي دبي وأشياء أخري تتعلق بالقضية. وإذا تبين صحة هذا النبأ فإن هذا الأمر من شأنه أن يقحم الولاياتالمتحدة في هذه القضية. ومن جانبه قال محمد نزال القيادي بحركة حماس: إن الفلسطينيين المتورطين في عملية اغتيال المبحوح هما أحمد حسين, وأنور شحيبر, وإنهما كانا يعملان في مؤسسة عقارية تابعة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح في دبي. وأضاف أن أحمد حسنين عضو سابق في المخابرات الفلسطينية, وأنور شحيبر هو ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني, وأنهما كانا يعملان ضمن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ثم هربا من هناك بعد سيطرة حماس علي قطاع غزة. وأوضح نزال أن الاثنين يعملان موظفين في مؤسسة عقارية تابعة للعقيد محمد دحلان, مشيرا إلي أنهما كانا جزءا من الخلية التابعة للموساد التي نفذت اغتيال المبحوح, وأنهما قد التقيا مع قائد الخلية التي أعلن قائد شرطة دبي الكشف عنها. وفي الوقت نفسه نفت عائلة القيادي البارز بحركة حماس محمود المبحوح صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام علي لسانها عن اتهامها لمحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بعلاقته بعملية اغتيال المبحوح في دبي. وقالت عائلة المبحوح: إنها لم تتهم سوي الموساد بالقيام بعملية الاغتيال, لأن الموساد هي الجهة الوحيدة التي لها مصلحة في ذلك. وأكد فايق المبحوح شقيق محمود المبحوح أنه لم يفاجأ باعتقال شخصيات فلسطينية في تلك الجريمة, لأن الموساد قادر علي تجنيد أشخاص في الخارج. وقالت حركة حماس, في بيان لها تعقيبا علي ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية ورددته بعض وسائل الإعلام العربية حول علاقة نهرو مسعود بجريمة الاغتيال للقائد محمود المبحوح, صرح القيادي في حركة حماس في غزة سامي أبوزهري بأن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة, وهي محض أكاذيب وفبركات صهيونية بغرض صرف الأنظار عن مسئولية الموساد في تنفيذ جريمة الاغتيال, ومحاولة للهروب من ردود الفعل والتداعيات الدولية المستنكرة لجريمة الاغتيال, ولاستخدام الموساد جوازات سفر لبعض الدول الأوروبية, وشددت حماس علي أن نهرو مسعود من أبناء الحركة, ولا صحة مطلقا لأنباء اعتقاله أو تعرضه للتحقيق من أي جهة كانت. وأكد أبوزهري من جديد ضلوع اثنين من كوادر فتح في عملية الاغتيال هما من الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كانت تعمل في غزة سابقا, أحدهما من جهاز الأمن الوقائي, والآخر من جهاز المخابرات. وذكرت مفوضية الإعلام والثقافة بحركة فتح أن قيادات ذات شأن في حماس تصر علي احتكار وكالة الدفاع عن الشيطان, في محاولة مستميتة لتبرئة من تحوم حوله شبهة تنفيذ جريمة اغتيال القيادي فيها محمود المبحوح, بقصد إخفاء واقع الاختراقات الأمنية التي طالت الصف الأول من قياداتها, وفي هذا السياق قالت حركة فتح, في بيان لها: إن شرطة دبي مانعت منذ البداية اشتراك حماس في التحقيق, وهذا يؤكد أن كل ما تنشره قيادات حماس ووسائل إعلامها من اتهامات لا صحة لها ومشكوك فيها ولا تبدل من واقع الأمر شيئا. وأضافت أن تصريحات رئيس شرطة دبي لوسائل الإعلام تؤكد بما يقطع الشك باليقين أن اختراقا أمنيا ما لدائرة الشهيد المبحوح قد حصل قبل وصوله دبي, إذ قال: كي أكون صادقا فإن مقدم المبحوح في الثامن عشر الماضي, لتأتي فرقة القتل من أوروبا وتسبقه في الوصول هذا يعني أنهم في انتظاره ويعرفون معلومة سفره عن طريق خبر تسرب من شخص مقرب مطلع علي قدومه لدبي. وبينت حركة فتح, في بيانها, أن إعلان حركة حماس وفاة المبحوح بنوبة قلبية, ثم اضطرارها إلي إعلان استشهاده إثر عملية اغتيال ينسف مصداقية قيادات حماس, ويثير الشكوك حول نياتها الغامضة في التعامل مع هذه القضية, خاصة أنها تعاملت بكثير من التكتم, وبأسلوب طي الملفات في محاولات اغتيال سابقة, فوعود حماس بإعلان نتائج التحقيق في اغتيال عز الدين الشيخ خليل في دمشق, ومحاولة اغتيال أسامة حمدان في بيروت, ومن قبل اغتيال عماد عقل ذهبت أدراج الرياح, بينما الجمهور الفلسطيني ينتظر حتي هذه الساعة إعلان حماس عن نتائج التحقيق. وقالت الحركة: إنها تعتبر أن الاحتلال وسلطاته المسئول الأول وصاحب المصلحة الأولي والأخيرة في تصفية محمود المبحوح, وتؤكد أن رفض حماس الإقرار بالانتهاكات الأمنية التي تثبت الاغتيالات أنها وصلت المستوي القيادي وأصحاب القرار فيها يعني الإصرار والعناد علي إبقاء البوابات الخلفية لتسهيل مهمة نفاذ أجهزة المخابرات العالمية إلي مركز دماغ عمل القوي الفلسطينية.