أواظب عادة علي قراءة مقالات البابا شنودة بجريدة الأهرام لما فيها من حكم وعظات ودروس, وقد استهواني كثيرا مقاله الأخير تحت عنوان العفة والتعفف والذي تناول فيه عفة الجسد وعفة الحواس وعفة اللسان وعفة الفكر وعفة القلب وعفة القلم وعفة اليد وقد جذبني بصفة خاصة ونحن في خضم ظروف ثورة2011 ماتناوله حول اللسان العفيف والقلم العفيف!! عن اللسان العفيف, اشار البابا إليه بأنه اللسان الذي تعود علي عفة التخاطب وأدب الحوار, فلا يقاطع غيره في أثناء الحديث معه, ولايوقفه عن الكلام ليتكلم هو, ولايعلو صوته في الحوار, ولايحاول ان يقلل من شأن غيره في حوار معه, وان يكون موضوعيا في الحوار.. إلخ. اما عن عفة القلم, فيشير إلي ارتباط عفة القلم بعفة اللسان, ويعني بذلك ان يراعي القلم فيما يكتب كل ماقيل عن عفة اللسان, وألا يشيع عن إنسان ماليس فيه, وبذلك تكون عفة النقد ونزاهته. وهنا أتساءل: لماذا لاتركز وزارة التربية والتعليم في موادها الدراسية الاساسية علي علم الاخلاق وما أحوجنا إليه بحيث يكون ضمن منهجه ماتضمنه مقال البابا والذي لايصلح فقط للمدارس, بل يتخطاها إلي كليات الآداب والاعلام خاصة فيما يتعلق بآداب الحوار, وآداب الكلمة وحيدة ونزاهة النقد, فكما قيل انما الأمم الاخلاق مابقيت!! جلال إبراهيم عبد الهادي - مصر الجديدة