الحكومة توضح الهدف من ملاحظات السيسي على قانون الإجراءات الجنائية    رئيس جامعة العريش يسلم شهادات انتهاء البرنامج التدريبي الخاص بتأهيل وتدريب المعيدين الجدد    آخر تحركات الدولار أمام الجنيه بعد قرار المركزي خفض الفائدة    بسبب اعتراض أسطول الصمود، بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل    أمين عام الناتو يدعو لتعزيز التعاون مع المفوضية الأوروبية لدعم القدرات الدفاعية    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    نجل زيدان بقائمة منتخب الجزائر لمواجهتي الصومال وأوغندا بتصفيات المونديال    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    طاقم حكام سوداني لمباراة بيراميدز ونهضة بركان في السوبر الأفريقي    مصر في المجموعة الأولى ببطولة العالم لكرة اليد تحت 17 عام بالمغرب 2025    نتائج 6 مواجهات من مباريات اليوم الخميس في دوري المحترفين    عودة لاعب ريال مدريد.. قائمة منتخب فرنسا لمواجهتي أذربيجان وأيسلندا    ضبط صانعي محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خارجة تتنافى مع قيم المجتمع    التعليم: امتحان الإنجليزي لطلاب الإعادة بالثانوية العامة على المنهج المطور    العثور على جثة مسن داخل مسكنه بالشرقية    «النار دخلت في المنور».. كيف امتد حريق محل ملابس إلى عقار كامل في الهرم؟ (معايشة)    فريق عمل يوميات عيلة كواك يحتفل بإطلاق المسلسل    تركي آل الشيخ يكشف السر وراء نجاح موسم الرياض    خبير علاقات دولية ل"اليوم": ما فعله الاحتلال ضد قافلة الصمود إرهاب دولة    «هل الأحلام السيئة تتحقق لو قولناها؟».. خالد الجندي يُجيب    انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال 30 يناير    مصر تبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون بمجالي الصحة والتنمية البشرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    البابا تواضروس الثاني يلتقي رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بالبداري    «الوزراء» يوافق على تحويل معهد بحوث السادات إلى كلية التكنولوجيا الحيوية    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    رئيس الوزراء: ذكرى نصر أكتوبر تأتى فى ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    القائم بأعمال وزير البيئة في جولة مفاجئة لمنظومة جمع قش الأرز بالدقهلية والقليوبية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجماهير مطلوبة الليلة في الصالة الكبري باستاد القاهرة
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 02 - 2010

‏**‏ دخلت كأس الأمم الأفريقية ال‏19‏ لكرة اليد مرحلة الجد بلقاء اليوم الجمعة بين منتخب مصر أول مجموعته مع نظيره الجزائري ثاني المجموعة الأخري في دور الأربعة والفائز يصعد إلي نهائي البطولة‏...‏ منتخب مصر يحمل اللقب وأيضا هو المرشح الأول للبطولة‏.‏ فاز في جميع مبارياته حتي الآن‏,‏ وفنيا يفوق المنتخب الجزائري الذي تفتقد صفوفه الخبرة‏,‏ وإن كانت روح وحماسة لاعبيه عوضت إلي حد ما هذه النقطة‏,‏ وهذا ما وضح في المباريات التي لعبها‏,‏ وآخرها مع تونس الأقوي والأكثر خبرة والأفضل نتائج ومع هذا انتهي اللقاء بالتعادل ولولا عصبية لاعبي الجزائر وتعرضهم للأبعاد والنقص العددي لفازوا بالمباراة وحققوا مفاجأة كانت ستقلب موازين الأمور‏..‏ ولكن‏!.‏
الوضع مختلف في مباراة اليوم التي فيها ضغوط عصبية وحساسية تصاحب لقاءات المنتخبين المصري والجزائري والأكثر خبرة والأكثر تركيزا والأكثر هدوءا يحول هذه الضغوط لمصلحته وضد منافسه وأعتقد أن منتخب مصر هو من سيفعل هذا‏...‏
المنتخب المصري مطلوب منه اليوم أن يترك خلفه تلك الحساسية لأجل أن يكون تركيزه كله في المباراة‏,‏ وإن حدث فسيفوز بها بإذن الله‏,‏ لأنه الأفضل فنيا والأكثر خبرة ويلعب علي أرضه ووسط جماهيره‏,‏ ولعل نتائج مبارياته السابقة مع المنتخب الجزائري تؤكد أنه الأفضل والأقوي‏,‏ والمطلوب منه في مباراة اليوم أن يسترجع ذاكرة انتصاراته علي الجزائر‏..‏ يتذكر اليوم أن السوابق معه وله‏..‏ يتذكر هذا لكن لا يركن علي ذلك‏,‏ لأن سابق الانتصارات وحده لا يكفي‏,‏ واستمرار الانتصارات مرهون بجهد وعرق وتركيز وبها يتضح ويظهر الفارق الفني للمنتخب المصري‏..‏
الفارق الفني لمنتخب مصر لكرة اليد للرجال رأيناه في مباريات البطولة التي خاضها وبإذن الله نراه أكثر وضوحا اليوم في الملعب إن رأينا المدرجات مثلما كانت عليها في بطولة العالم‏..‏ لا موضع لقدم فيها‏.‏
إقبال الجماهير المصرية العظيمة علي الصالة الرئيسية باستاد القاهرة اليوم ليس فقط مظهرا حضاريا إنما هو يقينا أحد أهم عناصر الفوز‏..‏
علي بركة الله‏..‏
‏..........................................................‏
‏**‏ أسلوب ماجدة عز وأثره علي الباليه المصري‏..‏
ليس هذا عنوان مقال أو جملة في حوار إنما هو عنوان رسالة ماجستير تتم مناقشتها يوم الاثنين المقبل وأظن أنها أول رسالة علمية عن أحد رواد فن الباليه‏.‏
فكرة الرسالة لم تفاجئني لأنها تتناول شخصية متفردة جمعت وبتميز بين ثلاثة مجالات مختلفة هي العلم والفن والرياضة ونجحت باقتدار فيها‏..‏ وتلك هي ماجدة عز الحاصلة علي جائزة الدولة للتفوق في الفنون سنة‏2007,‏ وهي أول من حصلت علي درجة الدكتوراه في الباليه بمصر والشرق الأوسط سنة‏1975‏ ووقتها كانت أصغر من حصلت علي هذه الدرجة العلمية في هذا المجال وهي عميدة معهد الباليه لسنوات وهي أول سيدة تتولي منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون‏..‏
ماجدة عز حصلت علي بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية سنة‏1967‏ وفي نفس السنة حصلت علي بكالوريوس المعهد العالي للباليه‏..‏ وتلك مقدرة فذة في الجمع بين تخصصين كلاهما منفصل تماما عن الآخر‏.‏
ماجدة عز في نفس الفترة حصلت علي الميدالية البرونزية في بطولة البحر المتوسط في تنس الطاولة وهذا التفوق الرياضي لم يأت من فراغ لأن ماجدة عز وقتها تجلس منفردة علي عرش تنس الطاولة في المنطقة بأسرها لأنها بطلة مصر وبطلة العرب وبطلة أفريقيا بدون منافس لسنوات‏..‏
د‏.‏ماجدة عز نموذج يفرح بحق وعن حق للمرأة المصرية‏..‏
بطلة في الرياضة ودكتوراه في الفنون وبكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية وعميدة لمعهد الباليه وجائزة في مهرجان التليفزيون الخامس عن تصميمها لحفل افتتاح بطولة العالم لكرة اليد‏..‏
ماجدة عز علامة فذة مشرفة مضيئة‏.‏
حبا واعتزازا وفخرا وتقديرا واحتراما للمرأة المصرية في شخص ماجدة عز‏.‏
‏..........................................................‏
‏**‏ وصلت اتحاد التنس المصري الموافقة علي إقامة بطولة مصر الدولية للتنس في مصر خلال الفترة من‏5‏ وحتي‏11‏ أبريل المقبل‏..‏ وموافقة مثل هذه من الجهة الدولية المعنية علي تنظيم مصر لبطولة تنس دولية تعتبر في الظروف العادية خبرا مفرحا نسعد به ونستعد له‏..‏ إلا أننا الآن في ظروف غير عادية والخبر أظنه سيعقد الأمور أكثر مما هي عليه من تعقيد‏!.‏ لماذا؟
لأن نادي الجزيرة هو صاحب هذه البطولة من عام‏1904‏ وبطولة مصر الدولية ارتبطت به وارتبط بها وملعبه ومدخل مقصورته شاهد علي ذلك من سنين طويلة‏..‏
ونادي الجزيرة الآن يعيش أزمة مستحكمة من شهور بسبب الملعب الرئيسي للتنس ومدرجاته‏...‏
مجلس الإدارة يري تغطية الملعب وتحويله إلي ملعب للعبات أخري بجوار التنس وذلك من خلال مشروع متكامل يهدف وفقا لرؤية المجلس إلي استفادة بقية اللعبات من الملعب القاصر نشاطه علي التنس‏..‏
الرأي المعارض لمجلس الإدارة يري أن ملعب التنس الرئيسي بمدرجاته ومقصورته والأحداث الشاهد عليها من سنين طويلة جعلت منه تاريخا يستحيل تعديله أو حتي الاقتراب منه باعتبار أنه لا يوجد في الشرق الأوسط كله ملعب له هذا التاريخ‏...‏
نادي الجزيرة انقسم علي نفسه والخلاف في الرأي أظنه امتد لما هو أكثر من ذلك إلي أن أصبحت المشكلة صراع إرادات وليست وجهات نظر مختلفة حول الأفضل للجزيرة‏...‏
مجلس الإدارة يري أن قراره محصن بموافقة جمعية عمومية لمرتين علي التوالي ظنا منه أن عدم انعقاد الجمعية هو موافقة ضمنية للأعضاء علي جدول الأعمال‏..‏
الجبهة الأخري تري أن القرار لم يحظ بقرار جمعية عمومية لأنها لم تنعقد في الدورتين اللتين كان المشروع علي جدول أعمالهما وبالتالي فإنها تري حتمية عرض قرار مثل هذا علي الجمعية العمومية لنادي الجزيرة باعتبارها السلطة التي لا تعلوها سلطة‏...‏
مجلس الإدارة خاطب الجهة الإدارية وكان رأيها عرض موضوع الخلاف علي جمعية عمومية ويكون رأيها هو الحاسم في هذه القضية المختلف عليها‏...‏
مجلس الإدارة شرع في تنفيذ المشروع إلا أن محافظة القاهرة الجهة المسئولة عن تراخيص أية إنشاءات مسكت العصا من النصف لعلمها بحجم المشكلة وحجم الخلاف وحجم الأسماء في طرفي القضية ولذلك أرجأت الموافقة إلي أن يتسني لها دراسة المشروع ورسوماته الإنشائية بعدما أدخلت عليه تعديلات‏!.‏ هذا هو رأي المحافظة المعلن وإن كنت أعتقد أن لدي المحافظة رأيا آخر لكنها لا تريد أن تستدرج لتكون طرفا في المشكلة التي ليست هي خلافا في رأي إنما صراع إرادة ونفوذ وقوة والداخل فيه مفقود والخارج منه مولود‏..‏ فما الذي يجعلها تقترب‏..‏ مجرد الاقتراب من مشكلة مثل هذه؟‏!‏
هذا هو الموقف الحالي للأزمة التي يراها البعض مستحيلة الحل وأنا شخصيا أري إمكانية حلها لأنه ما من مشكلة إلا ولها حلول وليس حلا‏...‏
المهم الآن بطولة مصر الدولية وأرجو أن تقام في الجزيرة وليس أي مكان آخر وبقرار من المجلس لأنه السلطة الوحيدة صاحبة القرار ولا أحد غيره يملك هذا القرار وأن اتخاذه له ليس تراجعا عن موقف إنما ترفعا عن صغائر تراكمت إلي أن صنعت مشكلة هي في الحقيقة لا وجود لها إلا في ذهن من يريدونها نارا مشتعلة وخلافا محتدما‏...‏
تعالوا نجعل بطولة مصر الدولية انفراجة لأزمة المضار الوحيد فيها‏..‏ نادي الجزيرة‏!‏
‏..........................................................‏
‏**‏ الإعلانات المقروءة والمرئية والمسموعة هل هي خاضعة لجهة ما تجيزها وتسمح بظهورها أم أن المسألة علي الكيف وكل واحد يعلن ما يراه دون النظر إلي محتوي الإعلان والرسالة التي يحملها والآثار الناجمة عنها‏...‏
أنا شخصيا أعرف أنه لا توجد جهة بعينها تضع معايير محددة يخضع لها الإعلان وأعتقد أن الأمر متروك للجهة التي تنشر أو تذيع وأن الضوابط التي تحكمها شكلية ويمكن القول إنها غير موجودة رغم أن الإعلان‏..‏ أي إعلان في منتهي الخطورة بل إنه في حد ذاته أصبح الخطورة نفسها‏...‏
الأخ خالد عطار في رسالته يقول لي نظرة يا أستاذ إبراهيم للإعلانات القذرة التي تدخل منازلنا وسط صمت العاجزين من كل الأجهزة المعنية‏..‏ وأحدثها تلك الإعلانات التي تدعو إلي التسول‏!.‏ فكرة جعل التسول شيئا عاديا‏..‏ فكرة تكريس مبدأ التسول تدخل بيوتنا مصحوبة بالرقص والموسيقي ومدعومة بشعارات براقة للشحاتة‏..‏ أستاذ إبراهيم‏..‏ ما هذه الوقاحة‏!‏
‏..‏ وإعلانات أخري تدعو إلي الرذيلة بل وجعلها أحد متطلبات الحياة‏'‏ المودرن‏'‏ والأمنية والهدف للأجيال الجديدة‏...‏
إعلان يقول إن الذي يستخدم هذا المنتج يكون بإمكانه أن يتزوج فيفي ويمشي مع تيتي ويرسم علي كيكي‏..‏ أو يكون في السينما وخطيبته علي الشمال وعشيقته علي اليمين وكل هذا بفضل المنتج الذي يروج له الإعلان‏...‏
انتهي كلام خالد وأظن أن كلامه واضح ويستحيل إغفاله أو التهوين من ضرره أو الادعاء بأن الإعلانات فكر وإبداع ممنوع الاقتراب منه‏!‏
في تقديري أن ما يحدث إهدار لقيم ولعب بالنار وانعدام مسئولية تجاه مجتمع يبدو والله أعلم أنه لم يعد أحد يحاسب أحدا فيه‏!‏
‏..........................................................‏
‏**‏ ما لا يؤخذ كله لا يترك كله‏.‏
مبدأ منطقي يمكن قبوله نظريا وعمليا في حياتنا إلا أننا في أغلب الأحوال لا نأخذ به ربما ضيقا أو زهقا أو عملا بمبدأ آخر يؤكد أن الباب الذي يجيء لك منه الريح أغلقه واستريح‏...‏
في مصر هواية من يقع في حبها يسير في فلكها والغريب والمدهش أنها جمعت الصغير والكبير والغني والفقير والأمي والمتعلم‏...‏
اللافت للنظر أن الكل فيها واحد‏..‏ نفس الحب ونفس الاهتمام ونفس المراسم‏..‏ كلهم أخذتهم هذه الهواية إلي عالمها فتساوي الجميع أمامها وتلك إحدي أهم مميزات أن يكون للإنسان هواية لأنها تخرجه من الفردية والأنامالية وتعلمه المشاركة والتعاون‏...‏
أتكلم عن هواية تربية الحمام وسباقات الحمام وهي موجودة في مصر من زمن طويل طويل وموجودة في العالم من زمن أبعد وحاليا في العالم‏55‏ ألف ناد للحمام يجمعها‏75‏ اتحادا في دول العالم المختلفة وأولها أمريكا وإنجلترا وفرنسا‏.‏
في مصر هواة الحمام من كل شرائح المجتمع وكل الأعمار وفي مصر قرابة التسعة ملايين فرد حمام وفي مصر سلالة من الزاجل لها مواصفات خارقة ولو اهتممنا بها لشكلت مصدرا مهما في التصدير لأنها مطلوبة وبشدة‏...‏
في مصر تم تشكيل أول اتحاد للحمام عام‏1976‏ وللأسف لم ينتبه أحد وقتها إلي أن التسرع في شهر هذا الاتحاد سيجيء علي حساب اللوائح التي تحكم نشاطه‏.‏
وهذا ما حدث واللوائح المنظمة لم تدرس ولم تقرأ مستقبلا ولم تنظر إلي حاضر ليجيء هذا الاتحاد ومن خلفه مشكلات تكبر وتنمو مع السنوات نتيجة لائحته المليئة بالثقوب‏...‏
وبمرور الوقت أصبحت المشكلات هي العنوان المختار لاتحاد الحمام إلي أن وصلت الأمور إلي طريق مسدود يستحيل فتحه في ظل هذه الأوضاع المتردية التي شغلت معها المجلس القومي للشباب باعتباره الجهة الإدارية المسئولة التي وجدت أمامها أزمة مستحكمة وخيرا فعل الدكتور خربوش بقرار حل هذا الاتحاد ولو كان الأمر بيده وما كان أحد سيلومه فيما لو ألغي هذه الهواية من قاموس الهوايات‏...‏
الأخوة الأعداء في الحمام الزاجل عادوا إلي المربع صفر‏..‏ إلي هواية بلا كيان مثلما كان الوضع قبل عام‏1976‏ وقت كانت هواية الحمام مسألة فردية وليس لها كيان رسمي أو نشاط منظم للسباقات يجمعها‏...‏
الأخوة الذين اتفقوا علي الخلاف فيما بينهم وجدوا هوايتهم علي حافة الخطر لأن الذي يربي حماما لابد أن يوفر له سبل تدريبه يوميا وإطلاقه ليطير في السماء ويعود إلي مكانه انتظارا للدخول في سباقات وهذا مكمن وسر هذه الهواية وحبها وعشقها‏..‏ وعدم وجود اتحاد يشرف وينظم ويقيم سباقات له ترك آثاره السلبية علي الجميع‏...‏
الآن‏..‏ لا يوجد اتحاد ولا توجد سباقات ولا يوجد أي نشاط في هواية تجمع قطاعا ليس بالقليل وميزته أنه من كل الأعمار وكل المستويات‏...‏
أعلم صعوبة ما أطالب الدكتور خربوش به بإعادة النظر في عودة هذه الهواية إلي الحياة‏...‏
المطلب صعب ولابد منه لأن النتائج أصعب وأخطر فيما لو تركنا الأمور علي ما هي عليه‏...‏
القضية ليست تعيين اتحاد جديد إنما هي في الأساس قرار وضع لائحة لهذه الهواية وذلك النشاط التسابقي ونحن لن نخترع بنود هذه اللائحة لأن في العالم‏75‏ اتحادا يمكن الاسترشاد بلوائحها وأنظمتها التي حققت نجاحاتها‏..‏
مطلوب وفورا تكليف من يضع هذه اللائحة وعندما توضع وتناقش ويتم الاتفاق عليها يمكن بعدها إصدار قرار بتعيين مجلس إدارة‏..‏
سيدي رئيس المجلس القومي للشباب‏..‏ شكرا لاهتمامكم وعلي ما سيكون‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ في محافظة البحيرة قرية اسمها خربتا‏..‏ هذا اسمها وهي بالتأكيد لم تختره إنما اختاروه لها ولا أحد يعلم الآن من الذي أطلقه عليها ولماذا وهل كان الأمر عقابا أم ثناء‏..‏ لا أحد يعرف مثلما أحد لا يعرف معني أسماء الكثير من القري والنجوع والكفور في ريف مصر‏..‏ وهل هي صفة أم اسم أم شيء آخر مختلف‏..‏ وأيضا أحد لم يفكر لماذا تركنا هذه الأسماء بدون تغيير‏...‏
بالتأكيد كثيرون فكروا في ضرورة تغيير مثل هذه الأسماء والمؤكد أنهم اكتشفوا من الوهلة الأولي أنهم يدخلون بأرجلهم في حقل ألغام‏..‏ ليس لأن مثل هذه الأسماء تعني أحدا بعينه ولها من يقاتل من أجلها إنما لأن الإقدام علي اختيار اسم جديد لأي قرية هو في الواقع إيقاظ لفتنة نائمة لعن الله من أيقظها‏!.‏ كل ما هو داخل النفوس من سنين وسنين يظهر ويكشر عن أنيابه ويراها معركة حياة أو موت‏!.‏ فكرة اختيار اسم جديد لقرية تعيد وفورا الحياة لكل الخلافات والمشكلات والنعرات والفتنة النائمة وكل طرف اختار اسما مستحيل التراجع عنه ولو القرية فيها مثلا أكثر من شهيد فكل جبهة متمسكة بمن هو من عندها‏..‏ ويقيني أن هذه الأسماء الغريبة التي لا معني لها بقيت كل هذه السنين دون تغيير لأن الناس تركتها وارتضت بها نتيجة عدم قدرتها علي الاتفاق لأجل تغييرها‏..‏ ما علينا وتعالوا نعرف حكاية خربتا‏!.‏
الذي لا يعرفه أغلبنا في مصر المحروسة أن قرية خربتا مركز كوم حمادة بحيرة تعد واحدة من أعلي القري علي مستوي الجمهورية في نسبة التعليم بل إن قرية خربتا لا يوجد بها شخص واحد لا يقرأ ولا يكتب ونسبة الأمية صفر وهذا أمر رائع يحسب للقرية وأهلها‏...‏
وحظ خربتا أيضا أنها دخلت مشروع الصرف الصحي قبل خمس سنوات‏..‏ صحيح أنه لم يتم الانتهاء منه لكنه في يوم ما سيتم وتنتقل القرية من حال إلي حال‏...‏
في خربتا خط مياه شرب يمر بجوار المدرسة الابتدائية الجديدة والخط قديم قديم ولم يتم تغييره من عام‏1956‏ ولأنه قديم فهو من المواسير الاسبوتس التي كانت موجودة في هذا الوقت وكل الدنيا تستخدمها وقتها لكن بعد سنوات أعلنوا تحريمها دوليا لخطورتها علي صحة الإنسان والدنيا كلها تخلصت منها لكنها بقيت عندنا ربما لأنها مدفونة في الأرض والبعيد عن العين بعيد عن التغيير‏..‏ المهم أن خط المواسير المحرم دوليا بقي في الخدمة ومن سيسأل عنه في قرية صغيرة اسمها خربتا‏...‏
الناس في خربتا رضوا بالغلب لكن الغلب لم يرض عنهم‏!‏ خط المواسير بفعل الزمن طالته الثقوب وبدأ يتخلص من المياه والمدرسة التي يمر إلي جوارها تحولت إلي بركة في عز الشتاء والحكاية ليست ناقصة وإنفلونزا الخنازير عاملة رعب للمدارس باعتبارها مكان التجمع البشري الوحيد في القري‏...‏
مدير المدرسة الأستاذ عبدالله الفيل مع مجلس الأمناء بالمدرسة قام بإرسال فاكسات إلي كل الجهات المعنية‏..‏ أرسل إلي وزير التعليم وإلي المحافظ وإلي وزير البيئة وإلي شركة المياه وإلي المنطقة لأجل حل مشكلة المياه والصرف‏...‏
المشكلة بقيت وباقية لأنها لم تجد حلا عند الأطراف التي استنجد بها مدير المدرسة‏..‏ إلا أن
الحل الأوحد ورد الفعل الوحيد الذي وصل إلي المدرسة هو‏...‏
إيقاف المدير عن العمل لمدة شهر لمخاطبته الجهات المسئولة‏!.‏
سيدي وزير التعليم‏..‏ أرجوك أنقذ هذا المدير الجريء من قرار ظالم جاهل سابق‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.