اعتدنا فى مصر على ارتفاع الاسعار مع كل علاوة سنوية.. وربنا ما يقطع لنا عادة.. طبعا زادت الاسعار هذا العام زيادة تتناسب مع اشتعال الاحداث، كأن بينهما رابط يأخذ احدهما بيد الاخر فى منافسة شديدة. اصبح الوضع الان من الناحية الاقتصادية سئ، وخاصة استغلال البعض ازمة السولار فى رفع اسعار المواد الغذائية والخضروات وكذلك ضعف انتاج بعض المصانع فى محاولة من اصحابها العبور من تلك الازمة باقل الخسائر.. وفى النهاية الخاسر الاكبر هو المستهلك.. المواطن الكادح الذى اما لا يجد متطالباته او عدم قدرته على شرائها نظرا لارتفاع الاسعار. وصل ثمن وجبة غذاء مكونة من بطاطس وبذنجان وسلطة الى 20 جنية وهذا لاسرة من 4 افراد، واذا غيرنا مكونات هذه الوجبة باضافة احد اصناف الخضروات وارز وفراخ او لحم تضاعف المبلغ اكثر واكثر. التقيت بالمصادفة باحد المواطنين من ارياف مصر الجميلة اتى الى القاهرة لعلاج والدته وجد نفسه قد دفع 500 جنيه نظير كشف وتحليل بسيط هذا بخلاف مصاريف السفر والمبيت نظرا لعدم الامان فى حالة السفر ليلا.. وما زاد الطين بله ان الطبيب يرى ضرورة اجراء عملية ستكلف فى المستشفى الاقتصادى 15 الف جنية.. فمن اين؟ وكان تعليقه على ان كل شئ فى غلو.. ان البنى ادم بيرخص. تكاليف الميعشة من مأكل ومشرب وعلاج - ولا اتحدث هنا على الحياة الكريمة بل الضروريات التى تسلتزمها الحياة لتستمر فقط- تكلف الكثير فلا يوجد تامين صحى لاغلبية المواطنين بل لا يوجد عمل ثابت لكثيرين.. ولا يكفى ما تقدمه الجميعات الخيرية من مساعدات فى بعض المناطق.. اما الافراد الذين يقدموا يد المعونة لمن يعرفوا ممن عفت انفسهم سؤال الناس اصبحوا فى حيرة من امرهم فاعداد من يحتاج مساعدتهم فى ازدياد والحالة الاقتصادية العامة لا تتحسن على كل المستويات. وعلى الجانب الاخر، صرح رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إن نسبة الفقراء تحت خط الفقر الأدني 26,56 % منهم 6 % يقعون تحت خط الفقر المدقع، إن نسبة الفقراء تحت خط الفقر الأعلي 40%، منهم 6% مدقع 21,56 أدني (وهو خط للدلالة علي الفقراء والقريبين من خط الفقر) أي أن الفقراء في مصر21,56 % من السكان حسب ما نُشر فى الاهرام. لم يذكر تصريح الجهاز المركزى كم من المصريين تخطت ثرواتهم حاجز المليار او المليون. هذه الارقام صرح بها مسئول فى جهاز رسمى كأنه لا يسير فى شوارع مصر ولا يرى الحالة التى وصل اليها هذا الشعب المُفترى عليه. واذا كانت تلك الارقام صحيحة فكيف قامت ثورة كبيرة تطالب بالعيشة الكريمة ؟ هل هذه الارقام لا تحسب فى حسابها عمال اليومية الذين يصل دخلهم اليومى الى 30 جنيها يزيدوا او يقلوا قليلا وبشكل غير دائم؟ إلى متى سيظل المسئولون فى هذا البلد فى وادٍ واهل البلد جميعا فى وادٍ آخر؟ الفقير هو الذى لا مال له او كسب يكفيه.. وانشغل بال الخلفاء الراشدين بهم لدرجة جعلت الأمام على بن ابى طالب يقول "لو كان الفقر رجلا لقتلته" وذلك من شده همهم بالرعية وخوفهم من محاسبة الله لهم على هؤلاء الذين لا يجدون زادهم.. واليوم من يحمل همهم وينشغل باله بهم؟ المزيد من مقالات فاطمة عمارة