يمر الشارع السياسي المصري هذه الايام بحالة سيولة واضحة و يظهر ذلك جليا في العدد الكبير لائتلافات الثورة, و كل ائتلاف له اهدافه التي يطالب بتنفيذها, و ذلك بجانب الحركات السياسية الاخري التي كانت موجودة والجديدة التي تم الاعلان عنها. اضافة الي الكم الكبير من الاحزاب التي تحت التأسيس, وما يحدث هو نتاج وطني هدفه المصلحة العليا للدولة. ولكن الواضح انه لا يوجد اتفاق بين جميع التيارات المتواجدة في الوقت الحالي, الامر الذي يضيع الكثير من الوقت و المجهود في امور شكلية و خلافات لن يكون تأثيرها ايجابيا في الوقت الراهن الذي تمر به البلاد, يتطلب تكاتف الجهود و توحيد الرؤي. الوضع الذي يزيد من حدة الخلافات داخل الحياة السياسية حاليا هو حالة التخوين التي تطال الجميع, ان هناك بعض الافراد عملوا مع النظام السابق, وهناك من يقول ان البعض لدية اجندات اجنبية يحاول ان ينفذها, و الحوار لا يتم بصورة ديمقراطية بل يتم بمحاولة كل طرف فرض رأيه بالقوة, و اكبر دليل علي ذلك ما حدث في جلسات الحوار الوطني والخلافات الواضحة والمقاطعات والاتهامات. ان الثورة المصرية العظيمة كان من مطالبها الحرية و الديمقراطية, فكيف لنا الان أن نعود الي الدكتاتورية و فرض الرأي بالقوة او بالاصوات العالية, فمن نختلف معهم يجب ان نتحاور معهم, و هذه اهمية الديمقراطية, التي طالب بها الشعب المصري, ولا يمكن ان ننقل فوضي الشارع الي جلسات الحوار التي تحدد مستقبل الوطن, كما ظهر اختلاف الرأي في الوقفات و المظاهرات فهناك من يؤكد ان التظاهرة خلال وقت محدد, وجهة اخري تطالب بالاعتصام, و هو بالطبع الامر الذي يشتت الاهداف و المطالب. ان الوقت الحالي لا يقبل الخلاف و تشتيت الافكار والانقسام و التخوين و الترهيب, فكل ذلك يبعدنا عن اهم قضية و هي مستقبل مصر الذي سيكون بعيدا عن الحسابات و المصالح الشخصية, واذا تضافرت جهود جميع التيارات علي هدف واحد فستصل اليه كما حدث في الثورة العظيمة و يتم الاستقرار. [email protected] المزيد من مقالات جميل عفيفى