لو انهار نظام بشار؟ يوما بعد يوم تتصاعد موجة انتفاضة الشعب السوري ضد النظام, ويزداد عدد الضحايا من المدنيين ورجال الجيش. فنظام بشار الأسد فتح بوابة الدم علي مصراعيها في معظم المدن السورية, واختار المواجهة بالسلاح والقوة لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي, وهومايفقده الشرعية, ويكتب شهادة وفاته نظريا علي الأقل. والمتظاهرون يواصلون ثورتهم من أجل نيل الحرية, وتحقيق الديمقراطية التي حلموا بها طويلا. والنظام السوري يخطيء إذا ظن أنه يستطيع إخضاع الناس, لأن هذا الخضوع يتطلب استسلام الشعب, وهذا لن يحدث, لأن الشعوب لا تستسلم أبدا. وإذا انهار هذا النظام, فسوف تتغير كل التحالفات في المنطقة. سوف يجد حلفاء سوريا: إيران, وحزب الله, وحركة حماس أنفسهم تحت ضغط شديد, وستكون خسارتهم الدعم السوري مؤلمة. ولاشك ان اسرائيل سوف تري مثل هذا التطور مرضيا جدا لها, إذ كثيرا ما سعت لتخريب محور دمشقطهران حزب الله حماس الذي يعد تحديا لتفوقها الإقليمي, غير أن مشاعر الرضا هذه ربما لن تكون كاملة لخشيتها من أن يحل محل الأسد نظام يكون أكثر تهديدا لأمنها ومصالحها. أما التحالفات التي تشكلت قبل ثلاثة عقود, فإنها تتعرض الآن للتغيير, فسياسة مصر بعد ثورة25 يناير لن تكون كما كانت قبلها, وحركة حماس أنهت خلافاتها مع فتح ووقعا اتفاقية المصالحة, والتحالف السوري الإيراني سوف يواجه خطرا شديدا في حال تغير نظام دمشق يتمثل في تأثيراته علي الجبهة الداخلية الإيرانية ذاتها. وربما تشمل التغييرات أيضا بروز تركيا كلاعب مهم يعمل علي تعزيز علاقاته مع العرب, ويساهم في حل الخلافات بالمنطقة, وربما تتحرك أكثر لتحل محل إيران كحليف رئيسي إقليمي لسوريا, لكنها أقصد تركيا ستعمل علي بناء علاقة صداقة جديدة مع سوريا بصرف النظر عن طبيعة النظام الموجود فيها, لأن سوريا ستبقي عنصرا أساسيا في سياسة تركيا الطموحة بالعالم العربي. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد