أثبتت الدراسات الحديثة أن الانسان الضاحك أفضل صحة وشبابا وحيوية من هذا الذي يعيش حياته عابسا متجهما لا تعرف الابتسامة سبيلا إلي شفتيه, حول هذا الموضوع يحدثنا الدكتور مسعود حجازي استشاري الأمراض النفسية والعصبية فيقول: ان الابتسامة الدائمة مطلوبة طبيا ونفسيا لأنها تقوم بتنظيم الهرمونات ووظائف الغدد الصماء التي تتحكم في انتظام أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والجهاز التنفسي والجهاز العصبي. وحتي ترتسم الابتسامة دائما علي وجهك يجب أن تتجنبي التوتر العصبي الذي ينتج عن مشاق العمل اليومية واعبائها التي لا تنتهي ويجب أن تحرصي علي تخصيص وقت كاف للراحة اليومية بحيث تكون عدد ساعات النوم في حدود سبع ساعات يوميا, وهذا كفيل بظهور ابتسامتك الهادئة مع تقليل الشاي والقهوة والمنبهات بقدر الامكان فهذا كفيل بالهدوء النفسي والابتسامة المطمئنة. كما ينصح بأن تكون علاقتك دائما طيبة بمن حولك فهذا سوف يخلق نوعا من الود بينك وبين الآخرين, وتلك هي ابتسامة الرضا التي سوف ترتسم دائما علي وجنتيك وعلي وجوه من حولك, واذا كنت من المدخنين حاولي الاقلاع عن التدخين فبمجرد أن تتناولي السيجارة سوف ترتسم علي وجهك تغيرات غير مريحة. وفي كتابه الشفاء بالضحكيقول الدكتور ريمون مودي لقد شاهدت عددا كبيرا من المرضي وقد شفوا من أمراضهم لأنهم عرفوا كيف يجابهون آلامهم بنفسية ساخرة مازحة فأخذت أسأل نفسي عن مفعول هذا الضحك الشافي؟ وأنا أقصد بالضحك الشافي ليس فقط الضحك العادي والابتسام بل مجابهة الحياة بروح ساخرة من تقلبات الأيام وشدائدهاالتي يجب ان نقابلها بالسخرية والابتسام. ولكن هل هناك فرق بين الضحك والسخرية؟.. الضحك معروف لدينا جميعا, فأثناء الضحك يتمدد الفم والشفاه ويتواصل اخراج النفس من الصدر ويتعالي ذلك الصوت الذي نسميه ضحكا, ويهتز الصدر والاضلاع وتتساقط الدموع إذا استمر الضحك وبلغ حدا معينا. أما السخرية فهي تنبع من نفسية توصلت إلي التعالي فوق احداث الحياة وعلاقات البشر والنظر إليها بتجرد وهدوء. وهذا الانسان هو الذي يري الحياة من زاوية السخرية والضحك دون أن يفقد احترام ذاته واحترام الناس له. والضحك كما يصوره الدكتور ريمون يقترن بانخفاض حيوية العضلات, وإذا اشتد الضحك يشعر الانسان وكأنه سوف يغيب عن الوعي, هذا هو الذي حمل بعض العلماء علي القول: ان الضحك يسبب انخفاض الضغط الدموي وتحرر الطاقة الزائدة. كما أثبتت التجارب العلمية أن هناك علاقة بين الروح الساخرة الظريفة وتركيبة الانسان النفسية حيث إن هذه الشخصية لا تجتمع مع الغضب وحب الانتقام والعقاب. أما الظرفاء فهم بعيدون عن المشاكل والعنف. وأخيرا فإن للسخرية الظريفة الباسمة وظيفة اجتماعية فربما تعيد نكتة أو دعابة الود أو تزيل توتر الأجواء بين الأصدقاء والأطباء فلماذا لا نبتسم حتي تبتسم لنا الحياة؟ ومع نسمات الربيع ابتسمي حتي تتفتح وتبتسم لك الزهور.