أشادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أمس بالثورات والانتفاضات التي شهدها العالم العربي منذ شهور قليلة, وأكدت أنها تحولت إلي مصدر إلهام كبير للكثير من الدول الأخري لأنها تقدم شعورا جديدا بالهوية الوطنية القائمة علي فكرة المواطنة, لكنها حذرت من ظهور بعض الانقسامات الدينية في مصر والأصولية في تونس والطائفية في سوريا والبحرين والقبلية في ليبيا. وقالت الصحيفة إن هذه الانقسامات تمثل تهديدا للثورات والانتفاضات التي جري الاعتقاد في بدايتها أنها ستنجح في تسوية العديد من القضايا التي كدرت العالم العربي منذ عهد الاستعمار. وتساءلت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته علي موقعها الإليكتروني أمس قائلة: هل يمكن أن توفر الثورات مناهج بديلة للتكيف مع التعددية القبلية والطائفية والعرقية والدينية في العالم العربي بعد فشل الأنظمة القديمة في مصر وسوريا وليبيا واليمن, والتوازن الهش في المجتمعات المنقسمة في لبنان والعراق, ونظام السلطة الأبوية في الخليج العربي, وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية الراهنة في مصر علي وجه التحديد, أفاد التقرير بأن روح الهوية الوطنية التي تصاعدت وسادت وبلغت عنان السماء في بداية الثورة عندما احتفل مئات الآلاف من المصريين, مسيحيين ومسلمين, في ميدان التحرير برحيل النظام وصيحاتهم التي تعالت ناطقة هتافات مثل ارفع رأسك فوق أنت مصري لم تمنع أسبوعا من العنف الديني بين المسيحيين والمسلمين في إمبابة, وهو ما يعكس احتقانات ظلت مكتومة لزمن طويل وحاول النظام المستبد إخفاءها أو تركها تتزايد.