صرح الدكتور محمد الشحات الجندي, أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, بأن عدم استقرار الأوضاع بعد أحداث ثورة25 يناير أثر لفترة علي نشاط المجلس, ولكنه بدأ في استعادة دوره مرة أخري, حيث قام بعقد دورة متميزة للأئمة الحاصلين علي درجة الماجستير والدكتوراه لتدريبهم وتأهيلهم علي قضايا الساعة, بعد المتغيرات التي طرأت علي الواقع المصري حاليا, والتي تقتضي توجيه خطاب ديني جديد تنضبط به الساعة الدعوية والفكرية, خاصة بعد أن برز الكثير من التيارات المذهبية التي تؤثر علي فهم الناس الصحيح للدين الإسلامي, وموقفه من قضايا المواطنة والعدالة الاجتماعية والحريات وغيرها من الأمور التي استدعتها المرحلة الانتقالية الراهنة, والتي كان لابد من تدريب الأئمة والدعاة عليها. وقال إن المجلس يستعد الآن لإقامة المعسكر الصيفي للشباب الوافدين من العالم الإسلامي والدول الإفريقية ودول المصب بصفة خاصة, نظرا للروابط العميقة منذ إنشاء المجلس الأعلي للشئون الإسلامية عام1960 م, فقد نشأ في العمق الإفريقي في الأساس ونظم دورات كثيرة للمسلمين الآفارقة, وارتبطت مصر معهم بروابط وثيقة في ذلك الوقت, ويهدف المجلس الآن إلي استعادة قوة ومتانة هذه العلاقة من الناحية الثقافية والفكرية والتي كنا قد افتقدناها في الآونة السابقة, مما أدي إلي ضعف الروابط بين المجلس ومسلمي هذه الدول. وأكد الجندي أن المجلس الأعلي يعمل علي إحياء الدور الثقافي المصري من خلال الإسلام الوسطي, الذي عرفته مصر من خلال تنظيم هذه الدورة, ومن خلال المطبوعات التي يرسلها إلي الدول الإفريقية, مع توجيه عناية خاصة لدول حوض نهر النيل, لكي تعود رسالة مصر ووجودها الثقافي في هذه البلاد التي تربطنا بها علاقات الدين, الجوار, العمق الجغرافي, والمصالح المشتركة في مياه نهر النيل. بالإضافة إلي أنه جار الآن تنظيم محاضرات بالتنسيق مع القطاع الديني بوزارة الأوقاف والأزهر الشريف, لتتعامل مع الحالة الراهنة التي تمر بها البلاد ومناقشة القضايا المختلفة المطروحة حاليا مثل الانفلات الأمني, الفهم المتطرف للدين, وضبط إيقاع الخطاب الديني, وهذه المحاضرات ستكون في الأماكن العامة المختلفة, ولن تكون مقتصرة علي المساجد فقط, بل في النوادي وقصور الثقافة.