في تطور مفاجئ قد ينسف جهود التوقيع علي مبادرة الخليج لنقل السلطة في اليمن دعا الرئيس علي عبد االله صالح إلي انتخابات رئاسية مبكرة تكون حرة ونزيهة حقنا للدماء. واتهم صالح معارضيه بالإنقلابيين والخونة والعملاء وقطاع الطرق قائلا انهم يسرقون النفط والغاز. وكانت الجماهير اليمنية قد توافدت أمس منذ الصباح الباكر علي العاصمة اليمنية والميادين الرئيسية بعدد من المحافظات لتنظيم مظاهرات ومهرجانات خطابية تحت اسم( جمعة22 مايو العظيم) لتأييد النظام الحاكم باليمن في اشارة الي احتفالات اليمن بالعيد الوطني الحادي والعشرين للجمهورية اليمنية,و(جمعة وحدة الشعب) لمعارضته والتنديد به. وطالب صالح خلال كلمة أمام جموع المؤيدين له الأشقاء والأصدقاء بأن يلبسوا النظارات البيضاء بدلا من السوداء لرؤية الجماهير المؤيدة للشرعية الدستورية. وفي تعليقه علي الخطاب أوضح طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن صالح أراد توجيه رسالة إلي الخارج بأن انتقال السلطة لا يمكن أن يكون إلا من خلال الإنتخابات. وردا علي سؤال بشأن وجود تناقض بين مضمون كلمة الرئيس صالح والإعلان عن توقيع المبادرة, قال الشامي انه لا يوجد أي تناقض, وأضاف ان المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه ملتزمون بالتوقيع علي المبادرة وفقا لما أعلن مع وضع آلية للتنفيذ وفقا لترتيب بنود المبادرة. وأكد الشامي التزام الرئيس صالح بمبادرة الخليج علي الرغم أنها مجحفة في حق المؤتمر الشعبي وحلفائه, مشيرا إلي أن التوقيع علي المبادرة سيتم غدا الأحد في صنعاء,وهو اليوم الذي يصادف الذكري ال21 لتحقيق الوحدة اليمنية. وتنص المبادرة الخليجية علي أن تشكل المعارضة حكومة مصالحة واستقالة صالح بعد شهر من ذلك في مقابل حصوله والمقربين منه علي حصانة من الملاحقة, ثم تنظم انتخابات رئاسية في غضون60 يوما. وكانت مصادر في الحزب الحاكم قد قالت ان عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي سيعود مجددا إلي صنعاء لحضور التوقيع علي المبادرة بمشاركة سفراء أمريكا ودول الخليج والاتحاد الأوربي. وأكدت مصادر قريبة من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن تنفيذ المبادرة الخليجية مرهون بتنفيذ كافة بنود الاتفاقية ومنها إنهاء التمرد في الوحدات العسكرية وتسوية الوضع السياسي والأمني من خلال إنهاء الاعتصامات والتظاهرات وقطع الطرقات والاختلالات الأمنية, وكذا خروج المسئولين عن الأزمة السياسية الحالية وحل مشكلتي صعده والجنوب وهي شروط تري فيها المعارضة أنها تعجيزية وغير منطقية وتعكس النية المبيتة لإجهاض المبادرة الخليجية. وذكرت المصادر أنه وبعد تنفيذ تلك البنود يبدأ إحتساب بند الثلاثين يوما الذي يجب أن يستقيل صالح بعده, وفي حال عدم تنفيذ تلك البنود فان التوقيع علي المبادرة سيكون أشبه بالتوقيع علي وثيقة العهد والاتفاق عام1994 التي تسببت في تفجير حرب أهلية بين الشمال والجنوب. وقال قيادي في المعارضة اليمنية إن أحزاب اللقاء المشترك تلقت معلومات بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اجتماعا طارئا اليوم السبت لبحث الأزمة اليمنية.