بين ضفتي الأطلنطي, تباينت ردود فعل الصحف العالمية علي خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي رسم فيه الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة للتعامل مع ربيع ثورات التحرر العربي. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن خطاب أوباما وإن كان موجها الي الشرق الاوسط, فإن له مغزي داخليا وسياسيا في إطار سعي أوباما لولاية ثانية, جاءت مواقف الصحف البريطانية مناقضة للتوجه الأمريكي, حيث كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية افتتاحية تحت عنوان إضافة مخيبة للآمال لخطاب القاهرة التاريخي, في إشارة للخطاب الذي ألقاه أوباما في القاهرة عام2009, كما نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تحت عنوان أوباما يشق مسارا غامضا قالت فيه إن الإدارة الأمريكية لن تنحاز إلي جانب الإصلاح إذا تعارض ذلك مع مصالحها الاستراتيجية. ففي الولاياتالمتحدة, قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن أوباما سعي من خلال خطابه الي تعزيز الدور الامريكي فيما يحدث من تغيرات كبيرة وغير مسبوقة في الشرق الاوسط, لكنه حاول في الوقت ذاته إظهار إدارته بالشكل اللائق فيما يتعلق ببذل جهود كبيرة من أجل إحلال السلام في الشرق الاوسط. وأوضحت أن الرئيس الامريكي حاول كثيرا منذ توليه سدة الحكم إحداث توازن بين التقرب الي العالم الاسلامي وفي الوقت ذاته محاربة الإرهاب ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأضافت أنه بالرغم من محاولات أوباما وإدارته لبذل المزيد من الجهود للوصول الي اتفاقية سلام, الا ان موقف الادارة الامريكية من الناخبين الامريكيين اصبح صعبا للغاية, وذلك بسبب توقف عملية السلام وبطء التخلص بسرعة من سياسات عصر سلفه جورج بوش الإرهابية والاحداث الثورية الأخيرة بالعالم العربي التي أجبرت إدارته علي اتخاذ قرارات تتلائم مع كل حالة بذاتها مما جعلها تبدو أحيانا متضاربة. ورأت نيويورك تايمز أن قرار أوباما بتصفية زعيم تنظيم القاعدة ومؤسسها اسامة بن لادن في باكستان ساعد كثيرا في تحسين صورة الرئيس الامريكي وإدارته, مما يضفي المزيد من الاقناع والزخم لحملته الانتخابية, مشيرة إلي أن أوباما يضع نصب أعينه أصوات الناخبين اليهود بالرغم من قلتهم, إلا أن تصويتهم حاسم, معيدة الي الاذهان فوز أوباما بنحو80% من الاصوات اليهودية في انتخابات عام.2008 أما في لندن, فقد كتبت صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها مقالا تحت عنوان إضافة مخيبة للآمال لخطاب القاهرة التاريخيقالت فيه إن الرئيس الأمريكي وقع بين المطرقة والسندان ففي خطابه الأخير حاول وضع رؤية جديدة متماسكة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ولكنه لم يكن مقنعا وكانت مهمته صعبة للغاية. وأرجعت الصحيفة مهمة الصعوبة إلي أن أوباما لم يستطع إخفاء حالة التناقض التي اتسم بها موقف الإدارة الأمريكية أثناء الانتفاضات التي اجتاحت مؤخرا العالم العربي, وعلي الرغم من أنه يمكن يعدد المكاسب التي حققتها إدارته بمقتل بن لادن وإضعاف حركة طالبان وخطط انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان إلا أن ذلك لم يكن كافيا.