بإيجاز شديد وفي نقاط محددة يطرح الدكتور محمد غنيم أستاذ ورائد جراحة الكلي والمسالك وأحد أهم الرموز العلمية والأكاديمية في مصر والعالم العربي رؤية جامعة لقضية شغل مناصب القيادات الجامعية المثارة حاليا. وحول هذه القضية يؤكد الدكتور غنيم: إن التعليم الجامعي هو المدخل الأساسي للبحث العلمي, الذي يستهدف خدمة المجتمع والارتقاء به حضاريا, ورقي الفكر وتقدم العلم وتنمية العلوم الإنسانية, وإعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة والقيم الرفيعة لضمان تقدم الوطن وتنمية ثروته البشرية.. وذلك من خلال الربط بين التعليم الجامعي وحاجات المجتمع والإنتاج. وعلي ذلك يكون التعليم الجامعي من أهم وظائف الدولة وأكثرها خطرا, كما يكون أداتها الرئيسية في تزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء في مختلف المجالات والعلوم. ومن ثم تصبح الجامعات معقلا للفكر الإنساني في أرفع مستوياته, ومصدرا لاستثمار وتنمية ثروات المجتمع وأغلاها وهي الثروة البشرية. وهنا يضيف الدكتور محمد غنيم يجب التأكيد أولا وقبل كل شيء علي أن الجامعة ليست مدرسة لتخريج الفنيين والمهنيين وإنما هي مكان لإحياء الروح العلمية والبحث العلمي. وأن الهدف من التعليم الجامعي هو نقل المعرفة ونشر المعرفة والأهم من هذا وذاك هو صناعة المعرفة من خلال البحث العلمي. ولتحقيق هذه الأهداف فهناك حزمة متكاملة من الآليات يجب الأخذ بها جميعا. } إستقلال الجامعة في إدارة شئونها من حيث النظام المالي والإداري. } حرية البحث العلمي. } ضرورة تحديد الهياكل الوظيفية للأقسام الأكاديمية علي أساس الأعباء التدريبية والبحثية التي يقوم بها كل قسم. } الوحدة الأساسية في البناء الجامعي هي القسم العلمي ويرأسه أستاذ الكرسي وهي أهم وظيفة في الجامعة علي الإطلاق. وكما يجب توسيع دائرة الاختيار لشغل هذه الوظيفة دون اعتبار للسن أو الدرجة الوظيفية ويتم الاختيار لشغلها من خلال إعلان مفتوح غير مشروط مع ضرورة وجود محكم أجنبي في لجان الاختيار ويكون له الصوت المرجح ويكون التعيين في هذه الوظيفة لمدة غير مشروطة ويستطيع مجلس الأمناء أن يقييم أداء شاغلها بمعايير يمكن قياسها وهي كثيرة ومنها الأبحاث المنشورة قي مجلات مفهرسة وحصيلة القسم من منح البحوث والحصول علي جوائز الدولة في مختلف مستوياتها وغيرها. } ضرورة الإعلان المفتوح للتعيين والترقي بالنسبة لوظائف أعضاء هيئة التدريس. } ضرورة تفرغ أعضاء هيئة التدريس وجوبا ولا يسمح لهم بالعمل خارج أسوار الجامعة. } أن يتم اختيار عمداء الكليات ورؤساء الجامعات بالإعلان المفتوح مع تحديد معايير اختيار موضوعية ومدة تولي المنصب.. والسلطة المختصة في تعيينهم هي مجلس الأمناء. ويعلن مجلس الأمناء عن أسباب هذا الاختيار تحقيقا للشفافية. ورئيس الجامعة هو الذي يختار نوابه وعمداء الكليات هم الذين يختارون وكلائهم وبإيجاز شديد فإن اختيار ما يعرف بالقيادات الجامعية بالتعيين خطأ وكذلك اختيارهم بالانتخابات خطأ أعظم..!! ويختتم الدكتور محمد غنيم رؤيته مؤكدا وفي إطار كل ذلك يجب إعادة النظر في مرتبات ومكافآت أعضاء هيئة التدريس وكذا توفير التأمين الصحي والخدمات الصحية المناسبة لهم أثناء عملهم وبعد إحالتهم للتقاعد.