12 قتيلا و230 جريحا, وما يقرب من200 فرد أحيلوا لنيابة أمن الدولة العليا.. هذه الأرقام المفزعة ليست ناتجة عن معركة شرسة بيننا وبين الأعداء, أو حادثة مروعة لقطار, أو عبارة, إنها أرقام تحمل بين طياتها كل التناقضات التي يمكن أن يتخيلها أحد.. تناقضات شعب عجز عن فهم وتفسير خبايا نفسه.. شعب سكت عن الظلم والاستبداد عقودا ثم ثار كالبركان يطيح بأنظمة وحكام غرسوا أنيابهم بين ثنايا لحمه وعظمه, وكأنه لم يكن في غيبوبة, أو مرت عليه عقود وهو صامت لاينطق. لقد أطاح بهذه الأنظمة بكل حكمة وثقافة وحضارة حتي أجبر العالم علي الانحناء أمامه تقديرا واحتراما, وفجأة إذ به يفقد ذاكرة الصحوة والثورة, ويعود إلي ذاكرة الاستكانة فتستغل حفنة من الذين أرادوا الانتقام من هذا البلد وشعبه هذا الوضع وتدفع بالأمور إلي أتون فتنة مدمرة. والسؤال هنا: كيف اهتديت ياشعب مصر إلي هويتك الحقيقية بعدما جاهد وناضل وكافح النظام السابق في إخفاء معالمها؟ ثم كيف بكل هذه السهولة تساق إلي الفتنة؟ { تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ محمد مصطفي عبدالسلام تعليقا علي أحداث إمبابة, وليتنا جميعا ندرك أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد مصر من عناصر في الداخل لا تريد لمصر الاستقرار, وليعلم الجميع أنه مهما يحاول هؤلاء أيا تكن انتماءاتهم الوقيعة وبث الرعب والقلق واليأس بين المواطنين, فلن ينالوا من وحدة واستقرار أبناء الوطن... بمسلميه ومسيحييه.