بعد هدوء دام قرابة عشرين عاما منذ أحداث التسعينات عاش أهالي إمبابة48 ساعة شديدة الاسي واصعب ما جري خلالها توديع21 قتيلا وسقوط232 مصابا, اختلطت فيها دماء الأقباط والمسلمين, وأجمع الأهالي أن وراء الفتنة أيادي خفية داخلية, وأيادي خارجية ودللوا علي ذلك بان مشعل الفتنة شاب وفتاة من الصعيد, ومن زاد النار اشتعالا شباب ملتح من خارج المنطقة وعدد من البلطجية اطلقوا النار بشكل عشوائي غير مبرر علي المسلمين والاقباط. في منطقة الأحداث عقارات سكنية أفضل من العشش بقليل تقطعها شوارع ضيقة كلما تعمقت فيها ناحية الكنيسة والمسجد الذي تراه عن بعد في شارع الأقصر بامبابة وتشعر أنك تغرق فالشوارع تضيق لتصل الي ثلاثة أمتار. كما أن رائحة القمامة المتراكمة تزكم الانفاس واصوات التوك توك وعربات الربع نقل التي تحمل البشر بدون مرور تصيبك بالدوار, بداية شارع الاقصر وجدنا أطفالا يلعبون كرة القدم أقباطا ومسلمين معا دخلنا في الشارع اكثر وجدنا شوارع عديدة تتفرع منه. وقد امتلأت بالمحلات التجارية لا يمكن ان تفرق بين وجوه الاقباط والمسلمين إلا الشباب الملتحي ولا يمكن ان نفرق بين البيوت من صاحبها القبطي أو مسلم. شارع الاقصر الذي يضم قرابة7 كنائس يصل طوله قرابة2 كيلو متر فقط يربط بين شارعي بشتيل والوحدة, ورغم انه اتجاهان إلا أن كليهما عكس اتجاه مليء بالقمامة. بجوار الكنيسة جلس مسلمون واقباط في مسجد صغير يطلق عليه مسجد الهدي اتفقوا علي أن بداية الاحداث باشاعات انطلقت علي الجانبين لاشعال الفتنة أجمعت الروايات بأن هناك فتاه مسيحية اسلمت وكانت محتجزة بمنزل بجوار كنيسة مار مينا بشارع الاقصر, علي الجانب الاخر تلقي شباب الاقباط رسائل بان هناك سنيين ملتحين يريدون الهجوم علي الكنيسة وان سبب الفتنة شاب وفتاة من خارج المنطقة وان الشباب الذي تجمع من خارج المنطقة من الجانبين اصر علي رفض التهدئة وجاءت شرارة الفتنة من أعلي منزل مجاور للكنيسة يمتلكة أحد بلطجية الحزب الوطني يدعي عادل لبيب وبدأ القتلي والمصابون يتساقطون ولولا تدخل الجيش لتحولت الي مجزرة. قال عيد صليب شاهد عيان83 عاما إن الاقباط تجمعوا من خلال اتصالات هاتفية بعد وجود سنيين امام الكنيسة وذهبت الي الكنيسة وتركت محلي مفتوحا تحت حماية أصدقائي المسلمين الذين اغلقوه واعطوني المفاتيح وبعد هدوء الاحداث يقول توفي صديقي حمادة سمسم علي يدي بعد طلق ناري اما أحمد سعيد فقد اصيب بطلق ناري في قدمه وأخذته علي التوك توك انا وصديقنا محمد وذهبنا به الي مستشفي الموظفين بامبابة, وهذه الطلقات النارية جاءت من أعلي عمارة مجاورة للكنيسة. يلتقط الشيخ جمال فايز34 عاما امام مسجد الهدي اطراف الحديث وقال نقيم هنا منذ أكثر من ثلاثين عاما وكانت عبارة عن اراض زراعية يمتلكها مسلمون مشهورة بمحصول البطاطا وكان شارع الاقصر عبارة عن ترعة, وجاء المسلمون والاقباط من محافطات مختلفة معا وبنوا منازلهم ومساجدهم وكنائسهم معا. وتدخل في الحوار المهندس اسماعيل المرسي شاب يؤكد انه خلال أيام الثورة وحتي الآن لم يحدث أي اعتداء علي الكنائس بالمنطقة وخلال أحداث كنيسة اطفيح خرجت مسيرة ضمت ائمة المساجد وقساوسة الكنائس جابت شوارع الاقصر والبصراوي وبني محمد. ضمت قرابة51 ألفا من الجانبين تحت شعار مسلم ومسيحي إيد واحدة. التقط الشيخ جمال اطراف الحديث مرة أخري ليؤكد ان المسلمين والاقباط نجحوا عقب بداية الفتنة في تهدئة الوضع وصاح الشباب من الجانبين يهتفون مسلم ومسيحي إيد واحدة وصرف الناس من شارع الاقصر ولكن عندما توجه الجمع لصرف الناس من امام الكنيسة حدثت الكارثة. بادر محمد فاضل شاهد عيان سلفي بالقول إنه اثناء تهدئة الناس وجد شبابا ملتحين من خارج المنطقة قال له احدهم سوف نقتحم الكنيسة فصفعه علي وجهه وبدأ الشباب المسلمون يتراجعون بعيدا عن الكنيسة ومع ازدياد الاعداد وقبل أن تهدأ الامور فوجيء المسلمون بالرصاص يطلق عليهم من اعلي عمارة عادل لبيب احد بلطجية الحزب الوطني علي الجميع مسلمين واقباط. وتدخل الشيخ محمود وأكد أن من اطلق الرصاص الحي ليس عادل لبيب فقط ولكن ايضا إيهاب نصحي وذكا واولاده وجميعهم يسكنون بجوار الكنيسة. معظم الاخوة الاقباط الذين لقوا مصرعهم امام الكنيسة جراء الطلقات النارية التي جاءت من اعلي المنازل المجاورة للكنيسة والتي لم تفرق بين مسلم ومسيحي ويستطرد ولولا تدخل الجيش والشرطة كان تحول الوضع الي مجزرة. الذين أثاروا الفتنة من خارج المنطقة هكذا يري ممدوح عشم الله مهندس مسيحي واستطرد اتفقت مع اثنين من الاخوة السلفيين من ابناء المنطقة علي تهدئة الوضع وتفرقة الناس إلا الغرباء الذين جاءوا من خارج المنطقة من الجانبين تعاملوا بعنف واعترضوا علي التهدئة. أما ناجي فايز قبطي صاحب مصنع ملابس استأجره من الشيخ جمال والذي يتولي حمايته منذ الثورة حتي الان مع باقي الشباب السلفي والقبطي من خلال اللجان الشعبية المشتركة يؤكد أنه شكل مع اخ وصديق له مسلم لجنة للمصالحات منذ عدة سنوات لاجراء الصلح في أي أحداث بين الشباب دون تدخل الامن. وانتهي اللقاء الذي استمر عدة ساعات في مسجد الهدي ضمنا مع بعض الاهالي مسلمين واقباط داخل المسجد والجميع تكاد الدموع تنهمر من اعينهم والقلق والحزن يملأ قلوبهم واتفقوا علي ان الجميع ضد الفتنة وضد التفرقة وان المستفيد الأول هم فلول النظام السابق وجهات خارجية لا تريد الاستقرار لهذا البلد, واخذوا بعضهم بالاحضان في صورة رائعة وطالبوا بضرورة تقديم المتسببين في الاحداث الي العدالة وتوقيع اقصي العقوبة عليهم. ويتحدث الاهالي حول هبة الجميع لحماية ممتلكات المسلمين والمسيحين والحفاظ عليها رافضين التعدي وممارسات البلطجية الذين جاءوا من خارج المنطقة. حتي تحول شارع الأقصر الي ثكنه عسكرية حيث قامت القوات بالجيش بوضع حراسة مكثفة امام7 كنائس بشارع الاقصر, وتم وضع كردون آمني من جانب الجيش لمنع المرور بشارع الاقصر خاصة منطقة الكنائس. ومن ثم فرض حظر التجول.