لم يكن ما شهدته البلاد أمس يوما عاديا, في ظل ما تشهده من أحداث شغب وعنف وانفلات أمني في تصعيد غير مبرر بين أبناء الأمة, مما يعود بنا إلي ذكريات أليمة للفتنة الطائفية. التي كانت تحركها فئة ضالة من هنا وهناك لا تهتم بمصلحة الوطن, وتعمل علي إثارة الفوضي, مما يهدد بضياع واحدة من أهم إنجازات ومكتسبات ثورة 25 يناير, بل امتدت نيران الشغب إلي استاد القاهرة والصورة السيئة التي شاهدها الجمع وتم نقلها عبر كل وسائل الإعلام من إطلاق كثيف للصواريخ الشماريخ في مباراة الأهلي وزيسكو الزامبي. إن ما حدث هو أشبه باللعب بالنار من قلة غير واعية, طالما حذرنا منها مرارا وتكرارا ولكن للأسف الشديد كان دائما مثل هؤلاء يجدون من يتصدي للدفاع عنهم وتبرير أفعالهم وتصرفاتهم! وإذا كنت علي ثقة في قدرة المسئولين بالدولة وفضيلة شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا علي احتواء الغضب ووأد الفنتة في الشارع المصري. إلا أن ما حدث في استاد القاهرة من أحداث شغب وإطلاق للشماريخ بتلك الصورة يدعونا للقلق وي نذر بالخطر ويهدد استمرار النشاط الكروي, مما يستوجب من المسئولين عن الرياضة داخل الأندية إلي التحرك السريع مع إطلاق يد الجهات الأمنية في اتخاذ ما تراه من سبل ردع وتفتيش للجماهير لمنع تكرار ما حدث من الخارجين عن القانون والروح الرياضية. وأحمد الله أن مسئولي ولاعبي فريق زيسكو المسالمين لم يستغلوا الأحداث ويبالغوا فيها بعد إصابة أحد لاعبيهم, مما كان بمقدورهم تعقيد الأمور وإلغاء المباراة وحسم النتيجة لمصلحتهم رغم أنف الحكم! ورغم أنني أعلم أن الأهلي سيكون معرضا لعقوبات قاسية ربما تصل إلي نقل المباريات خارج ملعبه إلا أن ما نحذر منه بشدة هو تكرار الأحداث نفسها في لقاءات دور الثمانية خاصة أنها تضم فرقا من دول شمال إفريقيا التي تجيد استغلال هذه الظروف والمواقف الشائكة التي ساعتها لن يفيد عندها الندم! من هنا أدعو جميع القنوات الفضائية خاصة قناة الأهلي بالتعاون مع اتحاد الكرة وجميع الأندية إلي الاستفادة من اقتراح عادل عبدالرحمن كابتن النادي الأهلي السابق بضرورة استغلال شعبية نجوم الكرة بالأندية في توعية الجماهير بالدعوة من خلال برومو تقدم علي كل الفضائيات لنبذ الشغب والعنف في ملاعبنا والتحذير الصريح من أخطار استخدام الصواريخ والشماريخ في اللقاءات المحلية والدولية, وأري أن الفكرة جديرة بالاحترام وتستحق الاهتمام من الجميع إذا كنا جادين في القضاء علي الشغب.. وحفظ الله مصرنا الغالية وكفانا لعبا بالنار!! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد