هي بالفعل روائع الاعمال المسرحية الموسيقية الإستعراضية علي مستوي العالم.. تلك التي تحفل بها عاصمة بريطانيا لندن ثم كبري مدن أمريكا نيويورك. ذات الأعمال تقدم في لندن وتقدم في نيويورك, وقد ظلت تقدم وحتي الآن علي مدي سنوات طويلة حتي إنها أصبحت من معالم السياحة في هذه البلاد, حيث من المناظر والصور المألوفة أن تجد مرشدا سياحيا يرفع العلم الخاص بالمجموعة التي يقوم بالإرشادلها وهي تسير خلفه إلي باب هذه المسارح التي تقدم تلك الأعمال. ولم تكن الشهرة التي حصلت عليها هذه الاعمال الموسيقية الاستعراضية قد جاءت من فراغ أو من مجرد الدعاية, ولكنها بالفعل أعمال تستحق التقدير للمجهود الذي يبذل فيها من جانب فنانيها وفناناتها بالاضافة بالطبع للجمهور الخارق لمبدعيها الأصليين من كتاب وموسيقيين وملحنين ومصممي الاستعراضات. أجزاء مهمة من هذه المسرحيات قدمتها لنا دار الأوبرا المصرية من خلال فرقة أمريكية تعرض جزءا من كل من هذه العروض العالمية التي في الغالب سمع عنها المشاهد أو المتلقي المصري ولكنه لم يشاهدها في مسارحها الأصلية سواء في لندن أو نيويورك. بل إن عددا كبيرا من سكان أمريكا أنفسهم ربما يقضون عمرا طويلا لتحقيق حلم أن يزوروا نيويورك لمشاهدة هذه الاعمال الساحرة التي اشتهر بها ذلك الشارع الذي تقع معظم المسارح بها وهو شارع برودواي. جمهور الأوبرا خلال هذه الحفلات بالقاهرة اختلف إلي حد ما عن جمهور أوركسترا القاهرة السيمفوني أو جمهور فرقة الباليه أو الاوبرات العالمية.. جمهور ربما أراد بالفعل مشاهدة والتعرف علي هذه الاعمال العالمية التي يقدم بعضها منذ أكثر من20 عاما ولكن بالطبع مع تغيير الفنانين والفنانات الذين يؤدونها علي خشبة المسرح. بل إن عددا كبيرا من أبطال هذه العروض اعتزل العمل الفني منذ فترة بعد ما تولي بطولة مثل هذه الاعمال. الأجزاء التي قدمتها الفرقة الأمريكية بدار الأوبرا المصرية تعد بالفعل من الأجزاء المهمة في هذه العروض, بمعني أن فصلا من كل مسرحية يقدم وليس بالطبع العمل كاملا,إذ أن بعض هذه الاعمال يستغرق عرضها لأكثر من ثلاث ساعات وأذكرك باسماء هذه الاعمال العالمية وهي كاتس أي القطط وشارع42, والجميلة والوحش والبؤساء وشيكاغو وماماميا وهاللو دولي وإيفيتا وقصة الحي الغربي, وشبح الأوبرا وهير أي الشعر وغيرها من هذه الأعمال الشهيرة. إنها بالفعل كما يطلق عليها روائع برودواي التي انتقلت إلي مصر لتعرض هذه الاعمال من خلال الفنانين الامريكيين لجمهورنا. هذه الأعمال نجد فيها كل طبقات الأصوات.. السوبرانو والتينور والباريتون والباص وكانت الأصوات بالفعل إلي حد كبير مطابقة لما سمعته في هذه الاعمال في لندنونيويورك. أيضا الاستعراضات هي ذات الاستعراضات لكن هنا يمكن القول بأن العروض الاصلية كان الاهتمام بمقاييس الراقصين والراقصات أكبر مما شاهدنا في القاهرة حيث هناك الأجسام تحمل نفس المقاسات طولا وعرضا وشكلا أيصا من حيث الشعر وخلافه ولم يكن هذا بالطبع متاحا لهذه الفرقة التي برغم هذا أقول أنها جيدة. أيضا هناك فارق بين عروض برودواي ولندن والعرض الذي يقدم لنا وهو أمر طبيعي من حيث العدد فلم يكن من الممكن أن يصل عدد الراقصين والراقصات هنا إلي هذا العدد الكبير جدا الذي شاهدته في عروض الخارج. لكن برغم هذا فأقول أنها خطوة رائدة لدار الأوبرا المصرية أن تقدم لمتفرجيها هذه الأعمال العالمية والتي تزيد أسعار تذاكرها في بلادها أضعاف أضعاف ما يدفعه المواطن المصري لمشاهدتها هنا في القاهرة والاسكندرية في دار الأوبرا الثانية بالثغر التي تتبع الأوبرا المصرية في القاهرة. تحية لفكر ومجهود واضح من د. عبدالمنعم كامل رئيس دار الاوبرا علي تقدم مستمر أراه في إدارته لهذا المكان وهو أمر طبيعي لمدير فنان فهو في الأصل راقص باليه ومخرج قبل أن يتدرج حتي يصل إلي رئاسة دار الأوبرا المصرية.