بالرغم من ارتفاع حدة الصراع والمنافسة علي لقب الدوري المصري بين ثلاثي القمة: الزمالك والأهلي والإسماعيلي مع دخول المسابقة مراحلها وأسابيعها الحاسمة في ظل المواجهات المرتقبة في الأسابيع المقبلة للثلاثي. فإن الملاحظة الجديرة بالاهتمام والتوقف طويلا أمامها: هي انصراف المشاهد المصري عن الاهتمام بمتابعة الدوري المصري, وتحول كل اهتمامه إلي متابعة مباريات البطولات الأوروبية, خاصة الكلاسيكو الاسباني الذي بات يهدد شعبية الدوري المحلي, ويسحب منه البساط! لقد أصبح الاهتمام بالكلاسيكو الاسباني ومتابعة دربي ميسي ورونالدو يفوق الاهتمام بالمواجهات في الدوري المحلي, وهي ليست ظاهرة مصرية فقط, بل في العالم كله, لكن الخطورة لدينا في الفوارق الكبيرة في المنتج المستوي الفني من حيث المتعة والإثارة والنجوم والأجواء, دون أن يقلق ذلك أو يحرك ساكنا عند المسئولين في اتحاد الكرة والأندية المصرية, للبحث عن سبل جديدة لانتشال المسابقات المحلية من ركودها, لاستعادة المشجع المصري للملاعب أو حتي المحافظة عليه في متابعة اللقاءات أمام أجهزة التليفزيون بعد أن أصبح الأداء في كل المباريات باهتا, ولا يقدم شيئا, وتحولت المواجهات واستوديوهات التحليل في الفضائيات إلي نوع من التصارع والردح بين الضيوف, بعيدا عن الاستفادة الفنية والروح الرياضية بسبب انتمائهم لقطبي الكرة المصرية, دون أن يقدم المنتج للمشاهد شيئا من فنون كرة القدم التي نعرفها ويعرفها العالم أجمع بالصورة التي نشاهدها في بطولات الدوري العالمية!!. لقد تسببت سياسة اتحاد الكرة وخلافات مجالس إدارات الأندية في ابتعاد كل الفرق الجماهيرية برحيلها وهبوطها إلي الدرجات الأدني, ولم يتبق لدينا من الأندية الجماهيرية سوي الاتحاد والمصري والإسماعيلي إلي جانب الأهلي والزمالك, وإن كان موقف الاتحاد مهددا بالرحيل, وكل هذه الأمور وانحصار المنافسة عنهم جعلت مشجعي تلك الأندية الجماهيرية المظلومة والمغلوبة علي أمرها تهرب من حالة إحباطها وعدم قدرتها علي المنافسة ومصارعة أصحاب الحظوة الأهلي والزمالك إلي تشجيع الأندية العالمية التي وجدت فيها المتعة والاستمتاع والنجومية والقدرة علي تفريغ شحنات التشجيع لديهم, بل أصبح لدينا بالفعل مدمنون حاليا لبرشلونة والريال ومانشستر يونايتد وتشيلسي وغيرها, بل امتد ذلك ايضا الي مشجعي الأهلي والزمالك واصبح هناك فئة كبيرة منهم تنتمي لفرق أوروبية. الأمر الذي يجعلنا نطلق صرخة استغاثة إلي جميع المسئولين عن صناعة الكرة خاصة والرياضة في مصر عامة: انتبهوا أيها السادة! فلا خلاف أنه في ظل العولمة الجديدة وانتشار وسائل الاتصال الحديثة وفي مقدمتها الفضائيات الرياضية العالمية وليست المحلية المصرية التي لا وجود لها في المنافسة, ولا تقدم أي خدمات للمشاهد سوي الردح وزيادة التعصب والمشكلات, وجدت الجماهير المصرية, بل جماهير المنطقة العربية كلها, المتنفس الحقيقي للاستمتاع برياضة كرة القدم الحقيقية من خلال الانتماء وتشجيع الفرق العالمية, والكل أصبح يتباهي بانتمائه لفريق علي حساب الآخر. لقد بات الأمر ملحوظا بشكل واسع, بدليل أنك أصبحت تجد شوارع القاهرة المزدحمة شبه خالية من السيارات والمارة عند لقاءات البارسا والريال في الكلاسيكو الاسباني, وكأن المنتخب الوطني المصري يلعب في مباراة نهائية لبطولة قارية!! من فضلكم أفيقوا وانتبهوا أيها السادة المسئولون, قبل ألا تجدوا مشاهدا للدوري المصري في ظل السياسة المتخبطة لاتحاد الجبلاية الذي باتت حقوق الرعاية هي التي تحكم وتتحكم فيما يقام من مسابقات وبطولات. وبعد إعلان اتحاد الكرة عن إلغاء بطولة كأس مصر اكتشف زاهر وشلته أن الإلغاء سيفقد الاتحاد 12 مليون جنيه من حقوق الفضائيات, فدون أن ينظر لمصلحة الكرة المصرية والأندية عاد سريعا ليقرر إقامة البطولة في أي توقيت أوزمن... لا نعلم? المهم أن تدخل خزانة الاتحاد ال 12 مليون جنيه بغض النظر إن كان ذلك ضد مصلحة الكرة المصرية.. مش مهم!! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد