رغم كون الحلبة نباتا ذات رائحة نفاذة قد لا يحبذها البعض, إلا أنها تتمتع بالعديد من الفوائد, وتبين التحاليل الكيميائية أنها غنية بالمواد البروتينية والفوسفور والكالسيوم والمواد النشوية. كما تحتوي علي مادتي الكولين والتراي كونيلين الليان تقاربان في تركيبهما حمض النيكوتينيك, وهو من الفيتامينات المهمة. وقد أثبتت نتائج بعض الدراسات البحثية المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة كما تقول الدكتورة نهاد محمد زكي أدهم الباحثة بقسم كيمياء المنتجات الطبيعية بالمركز القومي للبحوث قدرة الحلبة علي التحكم في الانزيمات الخاصة بالتمثيل الغذائي للدهون والسكريات, مما يفسر تخفيضها لمستوي السكر في الدم عند مرضي السكر. وتشير إلي وجود العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال والتي تؤكد تأثير الحلبة سواء لزيادة كفاءة الانسولين أو لتقليل مقاومة الجسم له, كما أثبتت التجارب التي أجريت علي الفئران أنها تخفض مستوي الكوليسترول ولذلك يأمل الباحثون في تأكيد نفس الدور مستقبلا علي الانسان, حيث لم تتم التجارب عليه بعد في هذا الاتجاه. وتحتوي بذور الحلبة علي مادة دايوزجينين المعروفة بأنها من الجليكوزيدات المهمة لانتاج الأدوية الستيرويدية( الكورتيزونية) ومنها الهرمونات الدوائية, كما يحتوي نبات الحلبة نفسه علي نسبة من مادة دايوزجينين تقدر1.5% من وزنه الجاف. وتشير نتائج الأبحاث الحديثة إلي أهمية هذه المادة ومشتقاتها في كبح وتثبيط نشاط الخلايا السرطانية المسببة لسرطان الرئة والقولون, وكذلك في العلاج الكيميائي لمرضي سرطان الثدي, وكمضادات للالتهاب. ولذلك تعتبر الحلبة, علي حد قول الدكتورة نهاد, صيدلية متنقلة لا غني عنها لعلاج العديد من الأمراض, ولعل هذا ما جعلها محور اهتمام الأقدمين بسبب ما عرفوه ولمسوه عن فوائدها, دون أن يعرفوا الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تلك القوة التي تمنحها حبات الحلبة لأجسامهم.