في واحد من آلاف الردود العملية علي محاولات التشكيك في وحدة المصريين, نجح الفن والثقافة في دفع عدد كبير من المسلمين والمسيحيين للمشاركة في احتفالية مهمة أنشدوا خلالها عاش الهلال مع الصليب.. وهتفوا طويلا: عظيمة يامصر.. وجددوا العهد للوطن: معا في حب مصر. الاحتفالية استضافها قصر ثقافة الفيوم, وتنافس خلالها الجميع في حب مصر والإشادة بأمجادها. الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم أكد أنه لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي علي أرض مصر, ودلل علي ذلك بأنه أقام ليلة تقبل التعزية في وفاة والده بمنزل جاره المسيحي مدحت نديم خوري. أما أحمد زحام رئيس إقليمالقاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي فوصف وحدة المصريين بأنها واقع نعيشه منذ القدم. ولفت إلي أن وفد الأربعة الذي ذهب ليطالب المحتل البريطاني بتحرير سعد زغلول كان يضم ثلاثة من الإخوة المسيحيين. علماء الدين ورجاله أضافوا للاحتفالية مذاقا خاصا, حيث وصف الشيخ سليم شعيب مدير عام أوقاف الفيوم مصر بأنها ملاذ الرحمة, وموطن الأمن والأمان للجميع مسلمين ومسيحيين, بينما شدد القس متياس بشري الذي شهد الاحتفالية نائبا عن مطران الفيوم علي أن التاريخ والحاضر يشهدان علي عمق الترابط الأخوي بين المسلمين والمسيحيين. الفنانون أحمد ماهر, والمنتصر بالله, وحمدي الوزير, ومحمد متولي أجمعوا علي أن ما يجيش في القلوب أعظم كثيرا من الكلام الذي يعجز عن التعبير عن أدق معاني الوحدة بين المصريين. الاحتفالية تخللتها أغان دينية ووطنية علي أنغام فرقتي الفيوم للإنشاد الديني والموسيقي العربية, بالإضافة إلي افتتاح معرض للفن التشكيلي يبرز أهم ملامح الوحدة الوطنية علي مر التاريخ, كما كرم المحافظ عددا من الحضور. وشارك فيها اللواء محمد السعيد مدير أمن الفيوم, والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة, والإعلامي معتز صلاح الدين بجامعة الدول العربية, والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.