مناضل كيبورد صغير لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره كان يحلم بالتغيير وكغيره لم يكن يملك الا الانترنت والفيس بوك لاطلاق سراح احلامه ويتواصل مع رفاقه البعيدين والحالمين بالتغيير علي صفحات خالد سعيد وغيرها.. محمد بلال سعداوي طالب الثانوي وابن المنيا منذ20 سبتمير الماضي مختف او متبخر لا احد يعلم اين ذهب بعد ان غادر منزله بشارع الجيش ليلا ليشتري بعض الاشياء لتمر عقارب الساعة وينطلق عداد الايام ويظل مختفيا حتي الآن في لغز يصعب تفسيره.. ويبقي في انتظار الحل علي صفحة محمد بلال التركي مفقود والتي انشأها اصدقاؤه علي الفيس بوك في محاولة للعثور عليه,والدته المسكينة المكلومةكتب عليها النظام السابق ان تعيش معاناة لاتنقطع فبعد ان عاشت لسنوات طويلة معاناة اعتقال الزوج والد محمد قبل ان يتم الافراج عنه بدأت الآن معاناة رحلة البحث عن الابن لتؤكد ببصيرة الام قائلة: ابني لم يمت ولكن اعتقلته اجهزة امن الدولة فمنزلنا لم يكن يوما بعيدا عن اعين وايدي زوار الليل الذين لم يرحموا والده من زياراتهم او استدعائه او مراقبته منذ الافراج عنه في2004 وابني كان دائم النشاط علي الانترنت وكان يقال عنه انه عبقري المنيا في الكمبيوتر ولا اعلم هل كانت تلك نعمة ام نقمة لكنني واثقة انه لم يكن يفعل اي شي خطأ الا انه كان يشارك مع الشباب علي الصفحات المطالبة بالتغيير والرافضة للظلم الذي نعيشه, فأحمد عاش محروما من ابيه معظم سنوات عمره فاعتقل والده وعمره عامان ولم يراه الا بعد ان بلغ الثالثة عشرة من عمره. وعن رحلة البحث عن محمد تقول والدته: منذ اندلاع ثورة يناير وانطلاق شرارتها عبر الانترنت والفيس بوك ازداد يقيني بأن ابني معتقل, حملت صورته وطفت في ميدان التحرير اسأل عنه الشباب هناك فلم يتعرف عليه أحد حتي اكتشفت انني لست الوحيدة الباحثة عن ابنها المفقود فهناك العشرات من الاسر التي وقفت هناك تبحث عن فلذات اكبادها المختفين تقريبا في نفس وقت اختفاء ابني وبنفس الظروف وهو ما اكد لي انهم لم يكن حتي ليرحموا الاطفال والصغار من الاعتقال لذلكلم اترك مكانا او بابا الا طرقته بحثا عنه, فبعد انهيار امن الدولة ذهبت لمديرية امن المنيا لم اجده وليس له اي بيانات في مصلحة السجون ولا الامن العام ولانه لايملك حتي بطاقة رقم قومي فبحثت عنه في مصلحة الاحداث ولم اجده حتي ذهبت لمكتب شئون المعتقلين بالقاهرة وتقدمت بتظلم يحمل بياناته لانتظر نتيجته الاسبوع القادم وهو الامل الوحيد الباقي للعثور عليه.