كتبت : إنجي البطريق نحو مائة وعشرين كيلومترا طول المسافة بين القاهرةوالإسماعيلية لطريقيها الزراعي والصحراوي معا, أي أن المسافة ليست طويلة, ومع ذلك السفر علي الطريق في المساء مجازفة. فإذا نجوت من إشغال الطريق المستمرة منذ فترة طويلة دون انتهاء, فستجد أمامك الشبورة تزيد عتمة الطريق ظلاما إذ لا توجد إنارة برغم انتشار الأعمدة علي الطريق ولكن بدون لمبات. علي طريق القاهرة/ الإسماعيلية الزراعي: الوضع في البداية يبدو جيدا ولكن بزيادة توغلنا في الطريق صادفتنا لوحات معدنية مائلة أو ملقاة علي وجهها فبرغم وجود العلامات الإرشادية إلا أن عليك التوقف والهبوط من السيارة وقراءة العلامة الارشادية لاستكمال الطريق. هذا ليس كل شيء فالأغرب من ذلك أننا وجدنا الطريق مليئا بالرمال والزلط ومعدات العمل التي يبدو أنها لرصف الطريق أو توسعته لكننا لم نجد عمالا لا في رحلة الذهاب أو الإياب! والكارثة أن هذه الأشغال تسبب ضيق الطريق بشكل كبير ولأنه طريق فردي وتسير فيه السيارات في الاتجاهين فاحتمال وقوع حوادث عليه هو الاحتمال الأقرب للواقع, وبالفعل وجدنا أتوبيسا ضخما وقد تحطمت مقدمته تماما.. علي جانب الطريق! في جولتنا لاحظنا أيضا عربات الكارو والتوك توك والتي تنتشر ذهابا وإيابا في طريق القاهرة/ الإسماعيلية الزراعي, والتي تمثل عائقا آخر في الطريق الفردي. زحام.. وظلام المأساة الأخري التي يسمح بها علي هذا الطريق هي تلك السيارات النصف نقل التي تحمل المواطنين بأسلوب غير آدمي فتراهم كانفجار خارج السيارة فهم مكتظون وعالقون بها في الهواء وليس لهم بديل آخر للانتقال بين قري الطريق. والكارثة الأخري هي ندرة العلامات الإرشادية علي هذا الطريق وسقوط بعض منها علي الأرض! وبرغم استمرار انطلاقنا بالسيارة فقد وجدنا زحاما شديدا مرورا بمركز بلبيس وعندما استوقفنا السائق حسن أبوموسي, أكد أن هذا الزحام يومي بسبب السيارات التي تقل العمال إلي مدينة العاشر لذلك لابد من ضبط المرور في المنطقة لأنها مشكلة تتكرر يوميا في الصباح الباكر وفي المساء. ساعدنا طول الزحام في أن نتحدث إلي السائق محمد الكاس, الذي أكد أن المشكلة هنا ليست مشكلة الزحام الوحيدة إذ إن مدخل العباسة يعد مشكلة جديدة, حيث إنه ضيق للغاية والسيارات تمر به في الاتجاهين لذلك فالزحام فيه شديد. ويؤكد أن المشوار بالكامل من القاهرة إلي الإسماعيلية ساعة فقط إلا أنك تحتاج إلي ساعة أخري للانتظار في هذا الزحام بين بلبيس تارة ومدخل العباسة تارة أخري. توغلنا أكثر في الطريق الذي شاهدنا فيه منظرا يدعو للألم إذ رأينا أعمدة الكهرباء المنتشرة علي جانبي الطريق إلا أنها خالية تماما من أي مصدر للإنارة وكأنها وضعت علي الجانبين للزينة فتخيلت ما قد تفعله الظلمة من مفاجآت للسائقين والمارة. انطلقنا حتي وصلنا إلي مدخل العباسة لنجد مدخلا ضيقا يحاول رجال المرور ضبطه ومساعدة السيارات علي المرور فيه إلا أن الزحام يفرض نفسه مابين توك توك وكارو وسيارات نقل وركاب وبالكاد نجحت خطة سائقنا في الهروب من هذا الزحام! أكملنا المشوار حتي وصلنا للتل الكبير وبالقرب من مزلقان السكة الحديد تكدست السيارات وبلغ الزحام أشده هنا, هنا تحدث رفعت الروس, مؤكدا أن غلق مزلقان محطة قطار التل الكبير يتسبب في مشكلة زحام كبيرة تحجزنا عن السير بعد فتحه. مطبات.. وإشغال الشيء الذي يستفز المارة طوال الطريق هو تلك المطبات العشوائية بداع وبدون داع, وآخرها ذلك المطب الذي أشار إليه السائقون في موقف التل الكبير وأكدوا أن جميعها صنعها الأهالي دون ضوابط! الطريق لم ينته هنا وكان من الضروري استكماله حتي الإسماعيلية وبالكاد تستطيع أن تجد شرطيا موجودا علي هذا الطريق الموحش المظلم, وهنا قررت العودة ليلا وانتظرت حتي حل الظلام لننطلق في ذلك الطريق, وبتنا نردد الشهادة مع كل سيارة تقابلنا في الظلام الدامس, بينما الشبورة تجعلك قريبا جدا من حوادث مروعة خاصة أن السيارات النقل تسير في الاتجاه المعاكس غير مبالية بسيارات الركاب والتي قد تلقي باحداها في ترعة الإسماعيلية! ويتبقي في النهاية ذلك المشهد الأخير لتلك السيارة التي هاجمتها الكلاب الضالة وهي سيارة نصف نقل تحمل ركابا مكشوفين ما جعلنا نفزع ونحن نغلق سيارتنا! انتهت الرحلة ولكن المشكلة لم تحل, ومسلسل الحوادث علي الطريق مازال مستمرا, خاصة في ظل التكسيرات الأسفلتية المنتشرة علي طول الطريق, والتي تصعب علي السائق إنقاذ نفسه عند وقوع أي حادثة.. لا قدر الله.