بعد يوم من سعي الرئيس السوري بشار الاسد لتهدئة المعارضة المتصاعدة لحكمه, قال ناشطون سوريون وشيخ قبلي ان احتجاجا كبيرا مطالبا بالديمقراطية نظم أمس الجمعة في مدينة دير الزور الواقعة علي نهر الفرات. وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان علي اتصال بالمحتجين ان حي برزة في دمشق شهد مظاهرة صغيرة مطالبة بالحرية في تحد نادر للسلطات في العاصمة السورية نفسها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في مدينة بانياس الساحلية ردد المتظاهرون حرية..حرية بعد صلاة الجمعة رغم انتشار الجيش. في الوقت نفسه, نظم الآلاف مظاهرات احتجاج في درعا منادية بالحرية. وذكر مصدر كردي انه حدثت احتجاجات أيضا في مناطق كردية بشرق سوريا.وكان بشار الأسد النقاب أصدر أمس الاول مرسوما بتشكيل حكومة جديدة وأمر بالافراج عن الاشخاص الذين اعتقلوا خلال شهر من الإحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل وذلك في محاولة لنزع فتيل التوتر. ويحاول الاسد وقف الاحتجاجات التي امتدت من مدينة درعا الجنوبية- لتصل في احدث انتشار لها إلي حلب ثاني اكبر المدن السورية- بمزيج من القوة ووعود غامضة بالإصلاح والتواصل مع الاقلية الكردية والمسلمين السنة المحافظين. وقالت صحيفة( نيويورك تايمز)الأمريكية أمس إن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول إغراء المتظاهرين السوريين بالعديد من القرارت لوقف الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة برحيله. وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني بشبكة الانترنت إلي أن النظام السوري يحاول استمالة المعارضة تجاهه وذلك بتشكيل الحكومة الجديدة من ناحية والإفراج عن كافة المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة من ناحية أخري. وأكدت استعداد الرئيس السوري فعل أي شيء من أجل البقاء في منصبه الرئاسي, مشيرة إلي اجتماع الأسد أمس الأول مع قادة عائلات مدينة درعا السورية التي شهدت احتجاجات واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين وهي المدنية التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات لتشمل بعد ذلك العديد من المدن السورية, وذلك في محاولة منه لتهدئة النيران المتأججة في نفوس عائلات وأهالي قتلي الاحتجاجات الذين وقعوا علي أيدي قوات الأمن السورية خلال الاشتباكات. وبالرغم من التغييرات والخطوات التي اتخذها النظام السوري إلا أن بعض ناشطي حقوق الإنسان وبعض المنظمات الحقوقية أعربوا عن تخوفهم من أن التغييرات التي لجأ إليها النظام مضطرا لن تأتي بثمار الديمقراطية المطلوبة, مشيرين إلي أنه بالرغم من هذه الوعود إلا أن السلطات لا تزال تعتقل البعض منهم. وفي باريس, أعلن برنارد فاليرو الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية أن فرنسا تدين بقوة سياسة القمع و قتل الابرياء في ارجاء سوريا و لاسيما انهم متظاهرون سلميون يطالبون بحقوقهم الشرعية في توفير حياة أفضل لبلادهم و للارتقاء بمستواهم المعيشي و تغيير المناخ السياسي القائم علي الحزب الواحد. وقال الناطق الرسمي ان سفير فرنسا في دمشق قد نظم مع نظرائه سفراء أسبانيا و ألمانيا و بريطانيا و ايطاليا لقاء مع وزير الخارجية السوري لبحث تدهور الوضع الامني في البلاد و ارتفاع العنف ضد المتظاهرين و تزايد عدد القتلي كما تم استدعاء السفير السوري في باريس من قبل الوزارة لبحث الوضع القمعي في البلاد و ابلاغه بادانة فرنسا و الدول الاوروبية لسياسة النظام السوري القمعية ضد المدنيين.