توصلت إسرائيل وحركة حماس إلي تفاهمات غير مباشرة وغير رسمية قد تسمح بإنهاء التصعيد الأمني الحالي في الجنوب. وقال مسئول فلسطيني في غزة انه تم التوافق علي التهدئة في محيط القطاع حيث وافقت الفصائل الفلسطينية علي وقف إطلاق الصواريخ ووافقت إسرائيل علي وقف عملياتها العسكرية وأشار المصدر إلي أن الاتصالات بين الجانبين تمت بواسطة ممثلين عن الأممالمتحدة ومصر. ورفضت مصادر أمنية إسرائيلية تأكيد هذا النبأ أو نفيه لراديو صوت فلسطين واكتفت بالقول انه إذا توقفت حركة حماس عن إطلاق النار وعملت علي ضبط الفصائل الفلسطينية الأخري فان إسرائيل ستتصرف من منطلق ضبط النفس. يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه مصادر عسكرية إسرائيلية أن حكومة نيتانياهو تشعر بالقلق من تنامي العلاقة بين مصر وحماس منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وأشارت صحيفة جيروزليم بوست أمس إلي ان قلق إسرائيل يرجع لسببين الاول ان تكون العلاقة بين مصر وحماس علي حساب علاقة مصر بإسرائيل والثاني يتعلق بالامن وإمكانية ان تتغاضي مصر عن حركة الاسلحة والنقود والاشخاص عبر الحدود مع غزة. ومن جانبة أعلن افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي رفضة لأي إتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس معتبرا ان مثل هذا الإجراء ليس في مصلحة إسرائيل. وإعتبر ليبرمان في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية ان إعادة الهدوء الي غزة خطأ فادح لأن ذلك سيسمح لحماس بتعزيز قوتها علي نموذج حزب الله علي حد قولة. وفي غضون ذلك, توقع وزير الشئون الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي ان تقدم المجموعة العربية في الاممالمتحدة طلبا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي خلال الايام القليلة المقبلة للمطالبة بفرض حظر جوي علي قطاع غزة رغم المعارضة الامريكية المتوقعة لذلك. واشار في هذا الصدد الي سلسلة اتصالات اجراها مندوب فلسطين لدي الاممالمتحدة رياض منصور, مع رئيس مجلس الامن الشهر الحالي ودول دائمة العضوية لوقف العدوان الاسرائيلي علي القطاع, واكد المالكي ان اتصالات الرئيس محمود عباس مع الاممالمتحدة ومصر ودول أوروبية, للتحرك لحقن الدماء في قطاع غزة هي التي ساعدت في التوصل لاتفاق التهدئة معتبرا في الوقت ذاته ان هذا الاتفاق مؤقت يحتاج الي مزيد من الاتصالات لجعله دائما. ومن ناحية اخري ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية, أن الشرخ السياسي يتسع بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو, بالرغم من الجهود والمساعي الحثيثة التي يبذلها نتنياهو لارضاء اوباما إلا أن الاخير يدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية علي حدود عام67. وأشارت إلي أن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوي تبدي قلقها من اتساع الخلافات في ظل تصميم اوباما علي موقفه.