يرتبط الاحتفال بعيد الحب بذكري القسيس فالنتاين الذي كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي وتحدي قرار الامبراطور الروماني كلاوديس الثاني بمنع زواج الجنود حتي لا يرفضوا الذهاب إلي جبهة القتال بعد أن لاحظ أن المتزوجين لا يقبلون علي الحرب حتي لا يفارقوا زوجاتهم. لكن فالنتاين تحداه بعقد الزيجات سرا في الكنيسة, فسجنه الامبراطور لكن يقال ان السجان كانت له ابنة مريضة بمرض ميئوس من شفائه فدعا لها الله فشفاها فأحبته وكتبت له رسالة يوم اعدامه جعلته يواجه الموت بسعادة وابتسام, ويقال ان الذين زوجهم فالنتاين كتبوا له رسائل ضاقت بها زنزانته, ومنذ ذلك الحين يحتفل الناس بعيد الحب تخليدا لذكري فالنتاين ومنذ القرن التاسع عشر بدأ المحتفلون يتبادلون رسائل الحب التي وصلت في بعض السنوات إلي مليار رسالة وتشير التقديرات إلي أن النساء يشترين85% من كروت الاحتفال بعيد الحب. واليوم يتم الاحتفال بهذا العيد بتبادل الرسائل علي الموبايل والايميل وبإهداء الزهور باللون الأحمر أو دمي علي شكل دب وقد رسم عليها ما يمثل القلب.. فهل يمكن أن يكون لهذا العيد مفهوم واقعي نستفيد به في حياتنا اليومية ليستمر الاحتفال بالحب طوال العام وليس يوما واحدا فقط في السنة؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور السيد حنفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق والعميد السابق لمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية فيقول: ان مصطلح الحب مفهوم ينتمي للمثل العليا في العلاقات الإنسانية والتي بشرت بها الأديان السماوية ليسود السلام بين المجتمعات الإنسانية علي الأرض.. في المجتمعات الإنسانية المكونة من أفراد لا يعيشون وحدهم ولكن بين جماعات إنسانية تتحدد فيما بينهما العلاقات السامية للحب وهو قيمة كبيرة في العلاقات بين الناس والتي تبدأ من لحظة الولادة حيث حب الأم لابنها والأبناء لأمهاتهم وآبائهم وقد حددت الشرائع السماوية علاقة الحب في البناء الأسري وقد توجها الإسلام في العلاقة بين الزوج والزوجة وأوصي الأبناء بالآباء والأمهات ووضع ترتيبا للحب الأم ثم الأب وبذلك يكون بناء الأسرة التي تنشأ علي الحب.. كما أوصي بالجيران في معاملات الفرد مع المجتمع المحيط به لأنه اذا كانت المعاملة علي قيم اخلاقية ساد الحب بين الناس الذين يحاولون ان يعبروا عنه بأشكال مختلفة فقد تكون عن طريق كلمة أو زهرة في أعياد أو مناسبات مختلفة داخل الأسرة أو بين الأصدقاء أو الجيران ويكون الورد لغة تعبر عن المشاركة في الفرحة. ويضيف الدكتور السيد حنفي أن للحب درجات لها ضوابط فإذا خرجنا عن نطاق الأسرة نجد العلاقة بين التلميذ واستاذه اللذين يربطهما حب العلم كما يرتبط الحب أيضا بالوفاء والولاء.. الوفاء لجميل ما يتم التعبير عنه بأشكال رمزية منها محاولة رد الجميل الذي يعتبر امتدادا للحب أو اعترافا به.. أما الولاء فيرتبط بمعان كثيرة مثل ما يحتاجه الوطن من تضحية وفداء واحترام قوانينه ونظمه ويمكن أن يترجم هذا الحب علي سبيل المثال في العمل علي محو أمية الأميين والالتزام بالنظافة والصدق في المعاملة لأن ذلك يشكل مجموعة ضمير الأمة في تنشئة المواطن منذ الطفولة إلي سن الكهولة فهو يتغني بالوطن ولاء له ويفتديه بنفسه إذا احتاج لذلك. الحب أيضا كما يصورة الدكتور السيد حنفي هو أمانة الإنسان في عمله وجودته والابداع فيه وتكريم كل مبتكر ومنتج في الفروع المختلفة وان يحترم المجتمع شيوخه الذين كانوا جسورا لأجيال تخطت علي اكتافهم للحاضر والمستقبل فلابد من تكريمهم والحفاظ عليهم.. نريد أن يكون الحب صحوة ضمير للأخلاق.. فالأخلاق حب بين أطراف متعددة. وأخيرا.. فإن الحب مصطلح واسع يستوعب كل العلاقات الراقية الإنسانية بكل معانيها من عواطف ووجدان وسلوك نحو الآخر.