هل تذكرون الدبلوماسي المصري يحيي زكريا نجم الذي كان يشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة مصر بكاراكاس فنزويلا وقدم استقالته اعتراضا علي مشروع التوريث في فبراير2005. والذي عاقبه النظام السابق بسحب جواز السفر الدبلوماسي, ومنعه من حقه المشروع كمواطن مصري في الحصول علي جواز سفر عادي مما تسبب في بقائه في فنزويلا كل هذه المدة, وحرمانه من العودة إلي مصر أو حتي مغادرة فنزويلا ورغم انقشاع كابوس التوريث مازال نجم يحلم بالعودة. بعد قيام الثورة قدم يحيي زكريا نجم طلبا للحصول علي جواز سفر, موجها طلبه لادارة الجوازات والسفر, كما جاء في رسالة بريدية بعثها للأهرام وقال: رغم علمي بأن الأوضاع لم تستقر بعد وأنه لم يتم إلا تنحية بعض الرءوس القليلة بينما بقي المساعدون والمعاونون في أماكنهم ولم تجر تغييرات جذرية( رغم الجهود الأسطورية لشباب الثورة) وبالتالي تظل قوائم الممنوعين من العودة والسفر موجودة كما هي. بعد مضي ثلاثة أسابيع من الانتظار إضافة إلي ست سنوات طويلة من الغربة عن الوطن تلقي نجم خطابا من السفارة المصرية في كاراكاس تطلب منه احضار شهادة ميلاد أو بطاقة رقم قومي لاستخراج( شهادة ميلاد مميكنة) ومن ثم استخراج جواز سفر, ونظرا لأن نجم لا يملك أيا من الورقتين وبالرغم من أن صورة جواز السفر الدبلوماسي يمكن أن تغني عن الأمر, إلا أن الأمر مازال معلقا, خاصة لأن نجم هو العائل الوحيد لوالده المسن والمقيم حاليا بالقاهرة, بعد أن رحلت والدته نهاية عام2008 دون أن يتمكن من أن يراها. نجم قال في رسالة الاستقالة الشهيرة التي بعث بها لوزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط والتي تناقلتها وقتها وكالات الأنباء: لقد تحولت سياسة مصر في السنوات أو العقود الاخيرة ومنذ منتصف السبعينيات تقريبا إلي سياسة غريبة عنا تبتعد عن ثوابتنا التاريخية. الأهرام تناشد وزارة الخارجية المصرية وإدارة الجوازات والهجرة بوزارة الداخلية سرعة التدخل واصدار جواز سفر مصري ليحيي زكريا نجم لانهاء سنوات طويلة من المعاناة والغربة عن الوطن, وفعل ذلك بأقصي سرعة لأن يوما واحدا بعيدا عن الوطن يعادل دهورا طويلة خاصة عندما يتم ذلك قسرا وقهرا.