( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتي استشهدت, قال كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل, ثم أمر به فسحب علي وجهه, حتي ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن, فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت, ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر فسحب علي وجهه, حتي ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله, فأتي به, فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت, ولكنك فعلت ليقال: هو جواد, فقد قيل, ثم امر به, فسحب علي وجهه ثم ألقي في النار). يقول فضيلة الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الاسلامية إن هذا الحديث يؤكد تحريم الرياء وشدة عقوبته والحث علي وجوب الإخلاص في الاعمال كما قال الله تعالي:( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين), وقد نهي الله عن المراءة( بمعني أن أعمل عملا أقصد به المباهاة) وهذا جزاؤهم عند الله سبحانه وتعالي لأنهم لا يفعلون الخير لله وإنما ليقول عنه الناس فعل كذا وكذا, يقول تعالي:( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون). وفي حديث آخر يقول صلي الله عليه وسلم:( الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا, فهو في سبيل الله), فالقتال لابد أن يكون ابتغاء مرضاة الله عز وجل ومن أجل رفعة دين الله, وقد سأل رجل النبي صلي الله عليه وسلم عن رجل يقاتل حمية ورجل يقاتل للمغنم ورجل يقاتل ليري مكانه فمن في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. وأما من يتصدق علي الفقراء من أجل أن يقولوا فلان جواد فهذا لا يقبل منه وإن أنفد ماله كله, فالصدقة يجب أن تكون خالصة لله تعالي, ومن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله, رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ويؤكد الحديث أيضا علي أن طالب العلم يجب أن يخلص نيته لله عز وجل, وأما من تعلم لغير ذلك ليقول عالم أو شيخ فهذا عمله محبط, وهو أول من يقضي عليه, يقول صلي الله عليه وسلم ايضا:( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوي).