هل من المعقول ان تتوقف بنا الحياة علي هذا النحو, حيث اصبحنا نحيا ونقوم علي الشائعات والقيل والقال والبحث والتفتيش عن ثروات النظام السابق وفساد النظام السابق وكأننا اختزلنا الحياة كلها في كل ما هو سابق فقط ؟ رغم انه مفروض ان يكون عكس ذلك وعلي رأي ليلي مراد كان فعل ماضي ما نسيبه في حالة ونرميه وراء ظهورنا لنلتفت الي حاضرنا الذي نعيش فيه ولن اقول مستقبلنا لأن الحاضر نفسه اصبح غامضا وامامنا ومجهول فما بالنا بالمستقبل البعيد أو حتي القريب وارجو ألا يفهم كلامي انني ادعوا الي تجاهل الفساد وتركه دون محاسبة او مساءلة ولكن ما اقصده هو ان هذه المحاسبة يجب ان ندعها لمن بيدهم الامر حيث انها لها ناسها ولها اماكنها سواء في المحاكم أو النيابات اما نحن فدورنا هو بناء الثورة الجديدة وتعميرها واصلاح ما افسده الدهر وهذا لن يتم إلا بالعمل لكن عملية الثأر والانتقام فلن توصلنا الي شيء إلا النهاية. لذلك احترم واقدر اصرار كل صاحب عمل فني سواء افلاما أو مسلسلات في الاستمرار في تصوير هذه الاعمال رغم كل ما يتعرضون له من الضغوط الحياتية التي نعيشها الان ومن ضغوط وممارسة اعمال البلطجة والعنف التي استجدت علينا هذه الايام والتي اصبحت تنعكس بدورها علي هذه الاعمال الفنية اثناء تصويرها واحترم ايضا ترحيب الفنان عمرو واكد بعرض فيلمه الايطالي الاب والغريب هذه الايام رغم حالة الركود وعدم الاقبال الجماهيري علي مشاهده الافلام ولكن ايمانا منه بأن الحياة يجب ان تسير وتستمر من ناحية ومن ناحية أخري فهناك عقود والتزامات من جانب الموزعين بضرورة بدء عرض الفيلم في هذا التوقيت خاصة وأنه يواكب نفس توقيت عرضه عالميا! إما موضوع اقبال او عدم اقبال الجمهور علي دور العرض فهذه مشكلة لن يحلها الا عودة الافلام الي دور العرض مرة اخري وفي النهاية كل شئ سيرجع لحاله وتعود الجماهير الي السينمات مرة اخري حتي لو كانت واحدة واحدة وتدريجيا وعلي ايه حال فهذه الفترة تعتبر بلغة السينما موسم مقتولا او محروقا سينمائيا وارجو من السينمائيين ان يستغلوا هذا الوقت في تصوير الافلام استعدادا للموسم الصيفي الذي شارف علي الاقتراب المهم ان عجلة الانتاج السينمائي او اي انتاج اخر يجب الا تتوقف اكثر من ذلك ويجب ايضا ان نتوقف عن ترديد عبارة الثورة المضادة التي اصبحنا نعلق عليها الان كل مشاكلنا ونسينا ان هذا التوقف عن العمل هو وحده اكبر ثورة مضادة للثورة نفسها! ومن هذا المنطلق ايضا ارحب بما قاله د. عماد ابوغازي وزير الثقافة بانه لم يقرر بشكل نهائي الغاء مهرجان القاهرة السينمائي وانما هو في حالة دراسة لهذا القرار, واتمني ان يكون القرار الاخير ليس بالالغاء رغم كل تحفظاتنا علي دورات المهرجان السابقة, لان العيب لم يكن بالتأكيد في المهرجانات وانما في القائمين عليها لذلك فإنه لو كان هناك اي نية بالغاء شيء فارجو الا تكون في المهرجانات وانما في القائين عليها!