أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المهمة العسكرية في ليبيا واضحة ومحدودة مضيفا أنها أنقذت بالفعل العديد من أرواح المدنيين, في وقت أستمر فيه القصف الجوي الذي تنفذه قوات التحالف علي مختلف مناطق طرابلس, بينما أعلن الثوار إستعادتهم لمدينة أجدابيا الإستراتيجية بالكامل. وتابع الرئيس الأمريكي في خطابه الأسبوعي أن دفاعات ليبيا الجوية عطلت وأن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لم تعد تتقدم وتراجعت عن أماكن مثل بنغازي معقل المعارضة المسلحة..مضيفا أن المهمة العسكرية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد ليبيا تحقق نجاحا, مشددا علي أنه يجب محاسبة الزعيم الليبي معمر القذافي علي ما قام به من أفعال. كما دعا أوباما القذافي لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين. و قال أوباما موجها كلامه لمنتقدي سياسياته تجاه ليبيا لا تتشككوا- لأننا تحركنا بسرعة- أنه تم تجنب كارثة إنسانية وإنقاذ أرواح عدد لا يحصي من المدنيين.. رجال ونساء وأطفال أبرياء. كما أشاد أوباما بالمجتمع الدولي لمشاركته في المهمة, بعد أن وافق حلف شمال الأطلسي( الناتو) علي تولي عملية تطبيق القرار الدولي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وتعهد الرئيس الأمريكي بأن يظل تدخل بلاده في ليبيا محدودا,وألا يتم إرسال قوات برية إلي هناك. وقال أوباما رسالتنا واضحة وثابتة.. هجمات القذافي ضد المدنيين يجب أن تتوقف وأن تنسحب قواته. يجب أن يتم السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلي من هم بحاجة إليها. يتعين أن تتم محاسبة المسئولين عن العنف حيث فقد معمر القذافي ثقة شعبه وشرعية الحكم, ويتعين تحقيق تطلعات الشعب الليبي. ومن المقرر أن يوجه أوباما خطابا إلي الشعب الأمريكي حول الصراع في ليبيا مساء غد في واشنطن. جاء ذلك وسط تصريحات لمسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) أعتبروا فيه أن القوات الموالية للقذافي لا تزال تشكل تهديدا كبيرا للمدنيين. و قال المسئولون أنه يتم حاليا بحث أستخدام و إرسال المزيد من حاملات الطائرات للبحث عن العناصر الموالية للقذافي. و في باريس: أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيقدم مبادرة مشتركة مع وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون لقمة لندن الثلاثاء المقبل, تظهر أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريا فقط بل سيكون بالضرورة حلا سياسيا و دبلوماسيا. و قد أشارت المصادر الي أن قمة لندن سوف تمثل نقطة تحول علي3 أصعدة. علي الصعيد العسكري فإن عملية إنتقال السلطة لا سابقة لها و سياسيا فالقمة ستمثل تكريسا للمشاركة الإقليمية من عرب و أفارقة. و أخيرا علي الصعيد الرمزي فإن هذه القمة ستعطي للرأي العام الأوروبي المنقسم حول العملية العسكرية أفقا آخر غير الحرب. من جانبه, رفض قصر الإليزية تقديم تفاصيل عن المبادرة التي يتم إعدادها. وفي إطار عمليةفجر الأوديسا تواصلت موجات القصف الجوي الذي تنفذه قوات التحالف الغربي علي مختلف مناطق العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها,حيث سمعت دوي انفجارات هائلة. وقال متحدث عسكري ليبي إن قوات التحالف واصلت قصف العديد من المواقع المدنية والعسكرية خاصة منطقة الوطية غرب طرابلس حيث تعرضت بقصف بصواريخ بعيدة المدي. و في شرق العاصمة: قال سكان مدينة تاجوراء أن3 أنفجارات هزت المنطقة واشتعلت النيران في موقع عسكري.وقال الشاهد الذي يبعد منزله300 متر عن الهدف الذي أصيب, إن ثلاثة انفجارات متتالية هزت الحي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية, وأضاف أن الغارة استهدفت موقعا عسكريا للرادارات لاتزال النيران مشتعلة فيه. من جانبها, ذكرت تقارير أن الجزائر رفضت السماح لطائرات عسكرية تابعة لدول غربية انطلقت من قواعد جوية أمريكية في إسبانيا وانجلترا باستخدام مجالها الجوي لضرب القوات الموالية لمعمر القذافي. ونقلت صحيفة الخبر عن مصادر مطلعة قولها إنه رغم أن مجال العمليات الحالي هو المناطق الساحلية, إلا أن الدول الغربية بررت رغبتها في الوصول إلي عمق الأراضي الليبية من أجل مراقبة ما يجري في الصحراء الليبية, خاصة مع وجود مخاوف من تسرب كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة المسروقة من مخازن الجيش الليبي إلي الساحل. في هذه الأثناء, قال شهود عيان ومعارضون إن الثوار استعادوا بلدة اجدابيا الاستراتيجية بعد معركة أستمرت طول الليل بما في ذلك البوابة الغربية التي كانت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تسيطر عليها. وقال معارضون إن قوات القذافي تتراجع صوب الجنوب الغربي إلي بلدة البريقة النفطية.. ووصف أحد المعارضين اجدابيا بأنها أصبحت مدينة أشباح.. و أضاف الآن لا يوجد سوي الجثث وعائلات لا تدري ماذا تفعل. من جانبهم, قال شهود العيان إنه بحلول صباح أمس كانت آثار المعركة واضحة حول البوابة الشرقية مضيفين أن أربع دبابات للقذافي وصناديق ذخيرة دمرت.