تحاورت رياضة الجمعة مع المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في شتي القضايا والاتهامات التي وجهت له في الأونة الأخيرة, خاصة فيما بعد ثورة25 يناير, وأظهر صقر وجه الديمقراطية خلال إجاباته دون أن يغضب أو يتذمر بصفته رئيسا للمجلس القومي للرياضة, بل طلب بكل شفافية بأن يكون الحوار مفتوحآ وصادقا في كل الجوانب دون حرج..وكان هذا هو نص الحوار الذي وصفه صقر بأنه واضح وصريح لوضع النقاط علي الحروف لإنهاء الجدل الدائر حوله... تابعنا بعض الإتهامات لشخصكم تشكك في ذمتكم المالية.. فماردك ؟ أنا مستعد لأي مستندات تقدم ضدي, وإن كنت أتحدي هؤلاء تقديم هذه المستندات التي يزعمون أنها بحوزتهم, بل أدعوهم لتقديمها لمكتب النائب العام وللقضاء الذي لايشكك أحدآ في نزاهته,أما بالنسبة لي فلن أتقدم بأستقالتي كما يريد البعض بل إتخذت الخطوات القانونية الجادة تجاه كل من أشاع حولي كلامآ يسئ لنزاهتي ولذمتي المالية وسأطاردهم بالقانون حتي يظهر الحق. وماذا عن اللجنة الأوليمبية المصرية؟ أدعو مجلس إدارتها للتفكير في تغييرلوائحها من أجل مصداقية العمل والتي تتطلب عدم الجمع بين عضوية اللجنة الأوليمبية والإتحادات, وقدتحدثت في هذا الشأن مع جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية ومحمود أحمد علي ورئيس الإتحادات الدولية وأكد لي روج قائلآ:ضعوا اللوائح التي تناسبكم لكي تسيروا علي الطريق الصحيح. ولماذا لم تنجز هذا بتغييرك للوائح اللجنة الأوليمبية من قبل؟ أعترف بأنني فشلت في ذلك في الماضي بسبب قيام المجموعة السابقة باللجنة من ضعاف النفوس ب تسخين مسئولي اللجنة الأوليمبية الدولية علينا, وأعترف أيضآ بأنني تراجعت خطوتين للخلف لعدم إتهام مصر بالتدخل الحكومي في الشئون الرياضية, ولكن سأسعي وأحارب من أجل تنفيذ وتغيير هذه اللوائح. هل ستتبني فكرة إنشاء قناة فضائية رياضية تابعة للمجلس القومي؟ أفكر في ذلك جديآ و سأجتهد لتفعيله لهدفين نبذ التعصب والإبتزاز الفكري, ونشر ودعم الألعاب الفردية والجماعية وحل مشاكلها وذلك بنسبة90%من برامج القناة أما ال10% فستوجه لكرة القدم. لم نر للمجلس القومي للرياضة دورآ في دعم ثورة25 يناير.. كيف؟ أجمعنا في المجلس بأن يكون لنا دور بارز لدعم الثورة, فهناك مشروع نناقشه حاليآ لتكريم شهداء الثورة, وذلك بإجراء دورات رياضية تطلق عليها أسمائهم كما ننوي إطلاق أسمائهم علي بعض المنشآت الرياضية بالمحافظات, وسيتم ذلك في النصف الثاني من إبريل المقبل. أبزرت الثورة فكرة المحاسبة والمراقبة علي كل المستويات.. فما هي رؤيتكم لهذا الأمر في المجال الرياضي؟ في الحقيقة أن هذه الفكرة تبدأ من القاعدة العريضة, من العضو العامل في النادي الذي يحاسب مجلس الإدارة, و المحاسبة لا تعني فقط الايجابية في المشاركة في انتخابات مجالس الإدارات و اختيار من يدير شئون الأندية, و لكن أيضا في الرقابة الشعبية من أعضاء الأندية لدور مجلس الإدارة طوال فترة تولي المجلس المنتخب مسئوليته وتدعيم الايجابيات و إبراز السلبيات لإصلاحها, و تتوالي مستويات المسئولية و الرقابة والمحاسبة من مراقبة الأندية للاتحادات و من مراقبة الاتحادات للجنة الأوليمبية. ماذا تطلب من الاتحادات والاندية لتحقيق تطوير للرياضة المصرية ؟ بالطبع اطالب الاتحادات تواصلا مع فكرة المحاسبة و الرقابة بمراجعة اللوائح وتقييم شامل لما تم في المرحلة السابقة ورؤيتها وتصوراتها للتطوير ومناقشتها مع اللجنة الاوليمبية وعرض هذه التوصيات علي المجلس القومي للرياضة لوضعها في الاعتبار في مشروع قانون الرياضة الجديد قبل اقراره.. كما اطالب الاندية باتخاذ نفس المنهج ورفع توصياته للمجلس القومي للرياضة حتي يعبر القانون الجديد بالرياضة المصرية الي عصر جديد يواكب المتغيرات والمستجدات علي الساحة الرياضية ويربط حركة الرياضة المصرية بالحركات الرياضية العالمية. ما موقف المجلس تجاه تشجيع الجمعيات العمومية داخل الاتحادات والاندية علي المشاركة الايجابية ؟ سيقوم المجلس بعقد مؤتمر موسع خلال النصف الثاني من ابريل المقبل بحضور قيادات اللجنة الاوليمبية والاتحادات والأندية و مجموعة من الخبراء و الإعلاميين, يتم خلاله بحث سبل تعظيم دور الجمعيات العمومية داخل الاتحادات والأندية للقيام بدورها الرقابي ومحاسبة مجالس إدارات تلك الهيئات والعمل علي تقوية دورها لتصحيح المسار الرياضي في الاتحادات والأندية وتعزيز روح الحوار الديمقراطي داخل منظومة الرياضة المصرية. ومتي سنري قانون الرياضة الجديد ؟ تم الانتهاء من مشروع قانون الرياضة وتم وضعه علي الأجندة التشريعية منذ أكثر من ثلاث سنوات ولكن لم تتم مناقشته, فالقانون الحالي صدر منذ33 عاما وأصبح لا يفي بمتطلبات المرحلة الحالية. ما هي رؤيتكم لإنعكاس القانون علي الرياضة المصرية؟ من وجهة نظري خروج قانون الرياضة الي النور سوف يساعد علي تحقيق آمال وطموحات الجميع وفقا لاحتياجات الوسط الرياضي بدخول افاق جديدة في الاستثمار والتسويق وإنشاء الأندية الخاصة وتوفير أراض بالمدن الجديدة واستثمارها رياضيا وسد الثغرات الموجودة في القانون الحالي بإنشاء محكمة لفض المنازعات الرياضية بعيدا عن القضاء المدني. أمور كثيرة يمكن أن يعدلها القانون وهناك ضرورة ملحة لتوفير بيئة تشريعية لمكافحة المنشطات وحماية الاستثمار و التسويق الرياضي والاعتماد علي التمويل الذاتي بعيدا من ميزانية الدولة الأمر الذي ينعكس إيجابا علي تطوير الرياضة. و ماذا عن بند الثماني سنوات؟ كانت و مازالت إستراتيجية المجلس القومي للرياضة قائمة علي اتاحة الفرصة أمام كوادر جديدة لتولي المناصب في الاتحادات الرياضية و الحيلولة دون احتكار اشخاص بعينهم لمناصب قيادية داخل الهيئات الرياضية ومن هنا كانت فكرة بند الثماني سنوات. و قد اصر المجلس علي تطبيقها بالرغم من الهجوم الذي تعرضنا له,و لكننا فضلنا المصلحة العليا للرياضة المصرية علي حساب المصالح الفردية لاحداث تطوير حقيقي لمنظومة العمل الرياضي و الخروج من الافكارالتقليدية لأفاق أرحب وضخ دماء جديدة في شرايين الرياضة المصرية والأستفادة بالأفكار الجديدة. واذا كانت الثورة هي بداية لروح جديدة ومرحلة يعمل فيها الجميع لخدمةالوطن, فإننا نسعي و راء الأفكار الشابة الملهمة و المبشرة بعصر جديد تعبر به مصر لآفاق جديدة والتي يتطلع إليها جموع المصريين.. وسوف تشهد المرحلة المقبلة دراسة تطبيق هذا البند علي الأندية الرياضية من خلال مناقشات وحوارات مع عدد من الخبراء الرياضيين والقانونيين ومجالس ادارات الاندية. هل تتوقع تحقيق انجازات رياضية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر ؟ يجب علينا استثمار روح ثورة52 يناير في ايجاد الحافز لدي الابطال الرياضيين بعيدا عن الحافز المادي لان الأبطال أصبح لديهم روح جديدة استلهمت من ثورة25 يناير لرفع اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية الدولية لذا أتوقع تحقيق انجازات رياضية خلال المنافسات الرياضية القادمة. ما موقف المجلس تجاه الاحتجاجات والمظاهرات التي تطالب بمطالب فئوية ؟ المجلس القومي للرياضة حريص علي تلبية المطالب المشروعة لكل صاحب حق في الاتحادات والاندية سواء كانوا اداريين او لاعبين ولكن في اطار حضاري ديمقراطي بدون فوضي او بلطجة لان هناك خطوطا حمراء تفرضها علينا الاتحادات القارية والدولية لا يمكن تجاوزها وحتي لا تتعرض هذه اللعبات لفرض عقوبات عليها من جانب الاتحادات الدولية وهنا يبرز دور الجمعيات العمومية بالاتحادات والاندية في الرقابة والمحاسبة.. وتتفرغ بعد ذلك الاتحادات للتخطيط الفني اعتمادا علي خطط طويلة ومتوسطة المدي وتتفرغ الجهة الادارية لدورها الرقابي الموكل اليها. وكيف يتعامل المجلس القومي مع الاعتصامات و التظاهرات علي مستوي الاتحادات والهيئات الرياضية أو مديريات الشباب و الرياضة بالمحافظات؟ كما سبق و أوضحت, فقد تعاملنا مع هذه الأمور بهدوء و التقينا بكل صاحب طلب أو شكوي من الهيئات الرياضية مع الأخذ في الاعتبار أسلوب عرض الشكاوي.. فالثورة في كل أحوالها لا تعني الفوضي و التجاوز في السلوكيات. المطالب الخاصة بالاتحادات والهيئات الرياضية و الخاصة بإسقاط مجالس الإدارات لابد من التعامل معها في إطار القانون و الشرعية, باعتبارها مجالس منتخبة, و بالتالي فلابد من التعامل معها بالطرق الشرعية و القانونية, و للجمعية العمومية دورها في إسقاط مجالس الإدارات, و للمجلس القومي للرياضة دورا في كشف المخالفات المالية والإدارية و تحويل تلك التجاوزات إلي النيابة التي تتخذ إجراءاتها حيال تلك الموضوعات. أما بالنسبة لمطالب المديريات والخاصة بتثبيت العمالة وزيادة الاجور فهي مطالب عامة في كافة الهيئات والوزارات, وقد اجتمعنا بممثلي المديريات لبحث مطالبهم وتم رفعها إلي رئيس مجلس الوزراء و الجهاز المركزي للتنظيم و الإدارة لبحث هذه المطالب في إطار القوانين واللوائح المنظمة. هل تري ان منتخب مصر قادر علي تجاوز محنته والفوز علي جنوب افريقيا ؟ قمت بزيارة المنتخب في الفندق قبل توجهه للمطار وحرصت علي الجلوس مع اعضاء المنتخب لتحفيزهم قبل اللقاء الهام مع جنوب افريقيا واكدت لهم ان الجماهير المصرية في انتظار تحقيقهم لنتيجة ايجابية خاصة وان الفرصة قائمة لتجاوز هذه المباراة بمزيد من التصميم والارادة علي تحقيق الفوز. يتردد أن فرنسا ترغب في إقامة مباراة ودية مع المنتخب الوطني تذهب إيراداتها لصالح شهداء الثورة..ما مدي صحة هذا الخبر؟ بالفعل تحدث معي أحد المصريين المقيمين في فرنسا وأكد لي حصوله علي موافقة كتابية رسمية من وزارة الشباب والرياضة وإتحاد الكرة الفرنسي علي ذلك, وبدوري طالبته بإرسال الحكومة الفرنسية خطابآ يفيد بذلك من خلال وزارة الخارجية لإستكمال الإجراءت بجدية من أجل مخاطبة إتحاد الكرة المصري. ما هي رؤيتكم لدور الاعلام الرياضي في المرحلة القادمة؟ الاعلام الرياضي شريك رئيسي في منظومة العمل الرياضي وله دور كبير ومؤثر في توجيه الراي العام.. لذا اطالب الاعلام الرياضي بالتركيز علي توعيه الجماهير باخلاقيات العمل الرياضي بعيدا عن نبرة التعصب الذي اصاب اركان الرياضة المصرية ودخلت علينا ظواهر سلبية لم نعتاد عليها في الماضي.. كما نحتاج في المرحلة المقبلة الي استثمار الحالة التي يعيشها الشعب المصري ايجابيا في تقبل الآخر ونبذ روح التعصب ونشر التسامح والتعاون لتحقيق المصلحة العامة والالتفاف حول العلم المصري. بماذا يحلم رئيس المجلس القومي للرياضة ؟ الحلم كثيرا ما يصنع الواقع, لذلك نعمل قدر الإمكان علي أن نحلم فنتمني, و نفكر لنحول كل هذا إلي حقائق واقعية ملموسة. دعني أقل لك أنني احلم بأن تتاح الفرصة أمام كل مواطن مصري لممارسة الرياضة فعليا,وأن تكون الرياضة جزء من واقعه اليومي, مقتنعا بان الرياضة ليست فقط كرة القدم ليست فقط البطولات و لكنها أسلوب للحياة و أخلاقيات للمجتمع و بيئة قائمة علي التنافس الشريف, وصحة و لياقة..وأن الشعار القديم( العقل السليم في الجسم السليم) ليس مجرد( اكلاشيه) للإستهلاك المحلي و لكنه حقيقة لابد لنا جميعا من نشرها و التأكيد علي أهميتها. لقد أبرزت الثورة أجمل ما في الشعب الممصري من تضحية بالنفس من أجل الوطن, و إذا كان الوطن يدين للشهداء بالفضل, فالوطن أيضا يحتاج لعقول كل المصريين الطامحين للتطوير في مختلف المجالات.