عروسة جدو ....

لم تعد حالة نجم المنتخب الجديد وسوبر ستار مونديال إفريقيا محمد ناجي الشهير بجدو قابلة للاختزال في خانة الكرة والملاعب فقط‏,‏ فالتأمل العميق لمهرجان الحب الذي أحاط به الشعب هذا الشاب الخجول يكشف عن أشياء أخري لابد من التوقف عندها‏!.‏ احتفي المزاج الشعبي المصري بجدو علي نحو استثنائي لأن المصريين متعطشون لقصص نجاح تمتزج فيها الملايين بالأضواء لأبطال خرجوا من أكواخ بعيدة لكن تشرق منها الشمس‏,‏ لبسطاء لم يمتلكوا نفوذ دادي أو برستيج مامي لشباب مهمش كسر الدنيا وفرض نفسه علي الرأي العام بعيدا عن الواسطة والكوسة واخواتهما‏!‏
لم ينشأ جدو في الزمالك ولم يترعرع في جاردن سيتي‏,‏ وإنما خرج من حوش عيسي‏,‏ وتعاقد مع نادي دمنهور بخمسة آلاف جنيه‏,‏ يعني يادوبك مصروف أسبوع لشاب روش في مارينا‏,‏ وسرعان ما تغيرت خارطة النجومية في مصر بفضل جدو ومن قبله أبوتريكة‏,‏ فالتواضع والخجل والالتزام الأخلاقي أصبحت مفردات حقيقية تشير إلي صناع القدوة لدي الجيل الجديد‏,‏ هذا الجيل الذي لم يعد يبهره مطرب ابتذل موهبته بكلمات تحمل ايحاءات مرفوضة‏,‏ أو ممثل شاب جعل من اللغة الانجليزية كودا سريا بينه وبين المراهقين لإغلاق ملفات الحياء‏.‏
جدو الذي حتي بعد انتقاله إلي نادي الاتحاد السكندري لم يكن يملك القدرة علي دفع ايجار شقة مفروشة بمفرده‏,‏ واضطر لأن يتقاسمها مع ثلاثة من أصدقائه هو نفسه الذي كان يؤمن أن الكرة غدارة وليس لها أمان‏,‏ فداخ السبع دوخات وهو يبحث عن فرصة عمل ثابتة ومضمونة في شركات الأدوية بالإسكندرية وحتي هذه اللحظة لاتزال ال‏c.v‏ الخاصة به ملقاة في أرشيف عدد من الشركات التي تعاملت معه علي طريقة سيب رقم تليفونك‏,‏ وهنبقي نكلمك‏.‏
جدو الذي كان لديه عشرات المبررات ليفكر ألف مرة قبل أن يخفق قلبه لفتاة تنتمي إلي طبقة ارستقراطية هو ذاته ذلك الفتي الخجول الحالم الذي يبحث عن بنت الحلال‏..‏ هو ذاته الفتي الذهبي الذي تحلم به حاليا مئات البيوت الأرستقراطية عريسا لبناتهم‏..‏ لا لشهرته التي انفجرت فجأة أو الملايين التي تغازله وإنما لأنه ينام علي كنز من الأخلاق والأصالة أولا وأخيرا‏.‏
‏MRS.BECO@GMAIL.COM‏