لم يعرفها الكثيرون من ابناء وشباب هذا الجيل لكن تاريخها أوجد لها مكانا بينهم وأصبحوا جمهورها الجديد علي صفحات الانترنت, وأضحت واحدة منهم, وذلك لايمانها بأن الشباب دائم وأن صوتها لن يشيخ او يموت مهما حاول النظام القديم القضاء عليه. كانت المطربة عزة بلبع الصوت المحرض علي ثورة25 يناير بأغانيها الثورية القديمة التي طافت بها أرجاء مصر في كل نجع وحارة, وزقاق مع الثنائي الشهير الشيخ امام والشاعر احمد فؤاد نجم منذ قابلتهم في جامعة الاسكندرية عام75 حيث ارتبط صوتها دوما بالسياسة وأوجاع المقهورين والمظلومين, في مصر والوطن العربي فقد غنت للاجئين في مخيمات صبرا وشتيلا, غنت للجزائر وتونس ورفعت دائما لواء الحلم العربي في الانتصار علي الصهونية... في هذا الحوار تحكي لشباب التحرير عن انطلاق ثورة25 يناير. بما أنك ضلع هام في شرارة ثورة25 يناير متي بدأت بالتحديد تباشير الثورة وكيف ؟ منذ عامين علي الأرجح وقد أشتعل الشارع المصري من قبل25 يناير وطوال شهرين متتاليين لجس نبض الشارع المصري ومدي تقبل الشباب المتابع للحركات الثورة علي الانترنت, وذلك من خلال انتفاضات ووقفات احتجاجية شاركت بها شأن وقفة دار القضاء العالي, والانتخابات ووقفة ضريح سعد ضد الفتنه الطائفيه, وأشدها كانت وقفة خالد سعيد في الاسكندرة والقاهرة وقد بلغ عدد الثوار بها الي5 آلاف وهذا العدد لم نعتد عليه في أي وقفة أخري, مما أدي للشعور بالأمان أن ما يتم التخطيط له من تغيير للنظام سوف يؤتي ثماره ويبشر بالخير أن الشباب علي علم تام بما يحدث وسوف يتجاوب مع دعوة التغيير, من هنا أنطلقت الدعوات اثناء الاحتفال بجائزة الكاتب علاء الاسواني منذ عام ناديت بترشيحه لرئاسة الجمهورية, وفي الحملة الانتخابية للبرادعي غنيت له محتفية بترشيحه للرئاسة.. ما موقفك الآن ؟ كان لكل وضع منهما ملابساته فأنا شخصيا أرغب في أن يكون رئيس الجمهورية فنانا أو أديبا لأن فنه سيفرض عليه طريقة تعامل محترمة.. لذلك ومن فرط فرحتي بكاتب عظيم من جيل جديد رشحت علاء الاسواني, أما البرادعي فغنيت له جدف يابرادعي وخدنا علي البر التاني بس أوعي تغلط في المينا وذلك لفرحتي بجرأته في الترشيح أمام الرئيس السابق في وقت أنعدم فيه الأمل في اقتناص منصب رئيس الجمعهورية من قبضة مبارك كما أنه شخصته مميزة ناجحة توسمت فيه خيرا أن ينتشلنا من الواقع المظلم أما الآن فلن أرشح لا هذا أو ذاك الا بعد عرض برامجهم الانتخابية لكي لا نقع في فخ آخر ونعود الي نقطة الصفر, فلابد من التروي والتفكير والبحث, لن نختار اسما أو كاريزما كفانا تعاملا بمشاعرنا فنحن شعب عاطفي جدا وهذا ما تعلمته من ثورة25 يناير وشبابها اخترت ثلاثة شروط اساسية لابد من توافرها في المرشح للرئاسة حرية ديمقراطية, عدالة اجتماعية.. هل ترينها سهلة التحقق أم أنها شروط تعجيزية لتحقيق اختيار دقيق؟ بعد ابتسامة عذبه قالت.. أنا عاصرت ثلاثة عقود حيث ولدت في عهد عبد الناصر ومع ذلك لم أذق أو اعرف معني الديمقراطية في أي عصر منهم لذا لن أقبل حذف شرط من شروطي الثلاثة والتي أظن أن الكل مجمع عليها فهي لست مجحفة ولكنها أساسية لتولي منصب كهذا فالرئيس المنتظر لابد أن يعلم جيدا من يحكم ومن هو الشعب المصري لابد أن مثلهم عن حق ويخشي عليهم ومنهم, يجب أن يشعر أنهم ضميره ومن السهل خلعه اذا أخل بمصداقيته معهم. اشتهرت بحس ثوري مناضل منذ السبعينات كيف قبل هذا الحس استبعاد النظام القديم له من الساحة واختفائه دون صراع أو مشاغبة ؟ لم أقبل باختياري ولكنهم حاربوني بكل الطرق وضيقوا علي الحصار داخل وخارج مصر, فكان صفوت الشريف يتعقب أخباري أولا بأول وبعد أن أنجح في تصوير تتر مسلسل أو المشاركة في مسرحية يفاجئني بالغائها أو الغاء العرض كله بكل بساطة بصرف النظر عن التكاليف والخسارة المادية فمن الواضح أني كنت ذات شأن بالنسبه له. فكانت تصل الي يده في الخارج ايضا فاذا ما تعاقدت مع أحد ما جمعية أو هيئة أو حتي أفراد اصطدم دائما بعبارة نأسف لأنك ممنوعة دوليا كانت هذه العبارة هي البعبع الذي يظهر لي في كل حفلة, ومع ذلك كنت أناضل بتجهيز حفلة في ساقية الصاوي مرة كل عام لأنها علي نفقتي الخاصة ومن هنا كونت جمهورا جديدا من الشباب ولكنه كان في حاجة الي المتابعة الدورية التي لم أقدر عليها أكثر من مرة سنويا هل جاء انضمامك للثوار بصفتك مواطنه أم مطربة ثورية وكيف حدث ذلك ؟ لم أكن أعلم شيئا عن عالم الانترنت الا فيما يخص الموسيقي حتي دفعني بعض شباب العائلة الي الدخول علي الانترنت ونشر أغانيي عليه وتعلمت شيئا فشيئا ووجدته عالما آخر سريع الايقاع والحركة, منظم منفتح فكونت جمهور الانترنت ودهشت من احتفائهم بأغانيا وتقاربنا كثيرا لأني وجدت عاملا مشتركا بيننا رغم فارق العمر وهو البحث عن الحرية ولكنهم مختلفين بالتأكيد عن ابناء جيلي فهم الأجرأ ولديهم من الصمود والتحدي ما لا يمكن مقارنته بجيل أو بعصر رغم مشاركتك في ثورة يناير منذ الشرارة الاولي الا أنك اشرت أنها باغتتك بالنجاح هل لأنك اعتبرتها وقفة شأن الوقفات السابقة أم أنها انتفاضة وسوف يتم اخمادها ايضا ؟ استشعرت نجاح هذه الثورة منذ انضممت الي صفحة كلنا خالد سعيد, ثم في حركة أدباء وفنانين من أجل التغيير فقد أدركت أن الشباب الواعي موجود, ونحن الذين نتجاهلهم ونهملهم ولكني لم اتوقع النجاح السريع واشتراك هذا العدد من الشعب مختلف الاطياف والفصائل, ولم أعتقد أيضا أن توابع انجازات الثورة سوف تأتي سريعة ايضا. وأفسر ذلك بأني تربيت علي فكر مختلف وطريقة نضال مختلفة, أما الشباب الغريب فكان يخطط لكل هذا مؤكدا أنه لن يرضي بالقليل فقد فرض شباب الثوار علي ثورتهم طبيعة عصرية جديدة سوف يقتدي بها العالم أجمع في ثوراته غنيت أغنية الحلم جي قبل الثورة بشهور هل كانت بمثابة دق جرس الانذار بالثورة ؟ بمجرد انضمامي الي الشباب وحركاتهم علي الانترنت كسرت حاجز الخوف وعدت أفتح صدري للأمل مرة أخري ن ولأني وجدت جمهورا مستعد للتلقي فقد كانت لدي الرغبه الدائمة في التواصل معهم, وأنا لا أملك سوي صوتي وموهبتي وثوريتي, وقد تبرعت بهم واتصلت بمؤلف الاغاني والملحن وطلبت منهم كتابة أغنية تحمل معني الشباب جي وأخبرتهم بالمضمون الذي أريده وكانت فعلا تبشيرا بالثورة, ولم أصد الحلم الأسطوري بل الثورة والتغيير الملموس وكلماتها.. الحلم جي صريح ولازم نحلمك هنعدي بيكي ياريح ولا شيء راح يهزمك مدي الخطي مواعيد وحطي اد علي ايد ده الفجر جي أكيد وطارح موسمك