رأيته يسير ثائرا في الاروقة و بين المكاتب يتهم ذلك بالتخاذل و يتهم تلك بالعمالة وهؤلاء بالانتماء الي نظام مضي عصره ماذا يحدث يا أخي سألته رد ثائرا العملاء و الخونة بيلعبوا وراح يتحدث عن الطهارة و الوطنية و الشرف و المهنية وعن ميدان التحرير و ثواره يكاد يقسم انه كان هناك في الميدان و ان كل من لم يكن هناك هو خائنا متهما نلك المرأة من زملائه بسفرها للخارج وتواطئها مع مؤسسات اجنبية ضد مصالح الوطن وأخر بأنه متخاذل لا تراه الا في الخزينة في ميعاد تقاضي المرتب وراح يشهّر بذلك و هؤلاء و كأنه الوطني الشريف الوحيد علي كوكب الارض أستمع اليه بانبهار وصوت يقسم في أذني أن ذلك الشخص هو ذاته الذي اعتدنا ان نسميه) بتاع الاستاذه( الذي كان يتقاضي اجرا من احد النساء في المؤسسة ليراعي عملها و يتلاعب بكتابات الاخرين لمصلحتها وينقل لها كل مساء كل ما دار في العمل اثناء غيابها. أتركه و أذهب لبيتي و رأسي يدور ...أفتح تلفازي القديم أبحث عن بعض المصداقية الاعلامية لأجد زميلا أخر يطل علي بأبتسامته الرائعة يشيد بالثورة و شبابها و مكتسباتها و كيف استطاع الشرفاء ان يسقطوا النظام مطالبا بأن يتولي و الشرفاء من امثاله رئاسة تحرير المؤسسات الصحفية مدعيا انه كان مناضلا و مرة أخري يأتينا ذلك الصوت اللعين يقسم في أذني انني رأيت ذلك الشريف يشوه واقع الثورة قبل ان تنجح بساعات قليلة و يؤجر من يدعي ان من قاموا بتلك الثورة مأجورين تدربوا علي أيدي الأمريكان و الموساد علي قلب نظام الحكم الطاهر في مصر و زعزعت استقرار الوطن. أثور وأهيم في غرف منزلي الضيقة حتي تصتدم عيني بوجهفي المرأة و أسال نفسي كم من الشباب و الرجال و النساء و الاطفال خرجوا لميدان التحرير و ميادين محافظات مصر المختلفة ؟ ألاف عشرات الألاف مليونلا بل عشرة ملايين مواطن. هل كل من لم يخرجوا الي الميادين هم حقا خونة و عملاء ؟آذلك يجعلني من الخونة بليجعلمنيوممنهممثلي عصابة كبيرة كيانها 70 مليون مصري!!!!! لا يا أخي !!! و الله لقد خضنا جميعنا كل الحروب و الآلام والافراح فعندما عبرت قواتنا المسلحة عام 73انتصر الشعب المصري بأكمله و لم تنتصر القوات المسلحة وحدها كل من مات في طابور خبز ليشتري لقمة العيش لأبناءه وطني و شهيد كل من مات غرقا وهو يبحث عن فرصة لتقدير عمله و فرصة لمستقبل أفضل وطني وشهيد كل من رابط امام منزله يحرس أهله و شوارع مصر ..وطني و شهيد كل من مات في اليوم ألف مرة ليعلم ابناءه و يكسيهم و يطعمهم ويحاول ان يأمن لهم العيش...وطني و شهيد العجوز التي وقفت لساعات امام احد البنوك لتحصل علي معاش لا يكفي لشراء الدواء الذي سيبقيها دون ألم لبضع ساعات وطنية و شهيدة حتي أولئك الذي خافوا من بطش الظلم و التزموا منازلهم في خوفهم وطنية و شهادة لقد تغيرت الأوضاع السياسية و النظام في هذا البلد . وقد حان الوقت لنا لنتغيرايضا لقد اتفقت احلام وأمال كل من يعيشوا علي ارض مصر في الحرية والكرامة و العدالة و المساواة والحياة الكريمة. لم اذا نتهم بعضنا الأخر ؟ لقد حان الوقت ليسمع كلا منا الأخر لنتوحد جميعا في مواطن مصري واحد يختلف مع نفسه او يتصالح ولكنه بالتأكيد لا يقمع أفكار نفسه.لا يرفض تقبل نفسه فلنتعلم كيف يحتوي بعضنا البعض .كيف نتعلم من بعضنا البعض فلنكف عن التشبس بأفكارنا دون سواها والله ليس فينا ملائكة لا ينطقون الا بالحق ولقد انتهي عصر الوحي الألهي منذ وفاة أخر الرسل و ليعلم كلا منا انه ليس أفضل من أي فرد يعيش علي أرض مصر و كل من يعيشون علي الأرض ليسوا أفضل منه لنصنع لوطننا من أنفسنا وطن فيه الحوار و التقدير والتفهم هو السيد..لنبني لأبناءنا غد يعيشونه?في سلام و عدل و ديمقراطية حقيقية. انه الأن و الأن فقط اما ان نبني أو لنتصارع حتي نهايتنا و ليرحم الله عصابة ال 70 مليون مصري.