كتب:وائل شهبون رأيته يسير ثائرا في الاروقة وبين المكاتب يتهم هذا بالتخاذل ويتهم هذا بالعمالة وهؤلاء بالانتماء إلي نظام مضي عصره. ماذا يحدث يا أخي؟ سألته, رد ثائرا( العملاء والخونة بيلعبوا) وراح يتحدث عن الطهارة والوطنية والشرف والمهنية وعن ميدان التحرير وثواره يكاد يقسم انه كان هناك في الميدان وان كل من لم يكن هناك هو خائنا متهما تلك المرأة من زملائه بسفرها للخارج وتواطؤها مع مؤسسات اجنبية ضد مصالح الوطن وأخر بأنه متخاذل لا تراه إلا في الخزينة في ميعاد تقاضي الراتب وراح يشهر بذلك وهؤلاء وكأنه الوطني الشريف الوحيد علي كوكب الأرض أستمعت إليه بانبهار وصوت يقسم في أذني أن ذلك الشخص هو ذاته الذي اعتدنا ان نسميه)( بتاع الأستاذة) الذي كان يتقاضي اجرا من إحدي النساء في المؤسسة ليراعي عملها ويتلاعب بكتابات الآخرين لمصلحتها وينقل لها كل مساء كل ما دار في العمل اثناء غيابها. أتركه وأذهب لبيتي ورأسي يدور أثور وأهيم في غرف منزلي الضيقة حتي تصطدم عيني بوجه في المرآة وأسال نفسي كم من الشباب والرجال والنساء والاطفال خرجوا لميدان التحرير وميادين محافظات مصر المختلفة؟ آلاف عشرات الآلاف مليون لا بل عشرة ملايين مواطن. هل كل من لم يخرجوا إلي الميادين هم حقا خونة وعملاء؟ يا للمصيبة ذلك يجعل مني ومن07 مليون مواطن مصري مثلي خونة بل عصابة كبيرة كيانها07 مليون مصري!! لا يا أخي!!! والله لقد خضنا جميعنا كل الحروب والاعتصامات والاضرابات. عندما عبرت قواتنا المسلحة عام37 انتصر الشعب المصري بأكمله ولم تنتصر القوات المسلحة وحدها كل من مات في طابور خبز ليشتري لقمة العيش لأبنائه وطني وشهيد, كل من مات غرقا وهو يبحث عن فرصة لتقدير عمله وفرصة لمستقبل أفضل وطني وشهيد, كل من رابط أمام منزله يحرس أهله وشوارع مصر.. وطني وشهيد, كل من مات في اليوم ألف مرة ليعلم ابناءه ويكسوهم ويطعمهم ويحاول أن يؤمن لهم العيش.. وطني وشهيد, العجوز التي وقفت لساعات أمام احد البنوك لتحصل علي معاش لا يكفي لشراء الدواء الذي سيبقيها دون ألم لبضع ساعات وطنية وشهيدة, حتي أولئك الذي خافوا من بطش الظلم والتزموا منازلهم, في خوفهم وطنية وشهادة, لقد تغيرت الأوضاع السياسية والنظام في هذا البلد. وقد حان الوقت لنا لنتغير لقد اتفقت احلام وآمال كل من يعيشون علي أرض مصر في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والحياة الكريمة. لم إذن يتهم بعضنا الآخر؟ لقد حان الوقت ليسمع كلامنا الأخر لنتوحد جميعا في مواطن مصري واحد يختلف مع نفسه أو يتصالح ولكنه بالتأكيد لا يقمع أفكار نفسه. لا يرفض تقبل نفسه. فلنتعلم كيف يحتوي بعضنا البعض. كيف نتعلم من بعضنا البعض لنصنع لوطننا من أنفسنا وطنا فيه الحوار والتقدير والتفهم هو السيد.. لنبني لأبنائنا غد يعيشونه في سلام وعدل وديمقراطية حقيقية. انه الآن والآن فقط أما ان نبني أو لنتصارع حتي نهايتنا وليرحم الله عصابة ال07 مليون مصري.