علي محمد علي في مشهد إنساني تجمع عدد كبير من أسر شهداء ثورة 25 يناير أمام مبني دار القضاء العالي, حاملين اللافتات التي تدعو لمحاكمة ومحاسبة المسئولين عن قتل أبنائهم يوم 28 يناير الماضي والمعروف بأحداث جمعة الغضب. وأكدوا جميعا أن إحالة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في قضية التربح وغسيل الأموال لن يثلج صدورهم, خاصة أنه وضباطه حتي الآن لم يحاكموا بسبب قتلهم الأبرياء بالرصاص الحي في المسيرات السلمية التي شهدتها منطقة المعادي وأسفرت عن وقوع 21 شهيدا من شباب مصر الأنقياء. وطالبوا النائب العام بضرورة المحاكمة العاجلة لهؤلاء القتلة علي حد قولهم لأن العدالة البطيئة ظلم ولأن هؤلاء هم من ضحوا بحياتهم من أجل الوطن, متسائلين جميعا: هل يعقل أن يمر نحو 46 يوما منذ أحداث جمعة الغضب التي أسفرت عن مجزرة جماعية للشباب ولم يتم محاسبة أحد من المسئولين حتي الآن؟ ومن أبرز الشعارات التي رددوها سامع أم شهيد بتنادي.. الداخلية قتلوا ولادي ويا شهيد نام واتهني حسني في نار وانت في جنة وياعادلي يا جبان المشنقة في الميدان ويا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح. وطالبت والدة الشهيد أحمد هلال.. 23 سنة الذي استشهد بمنطقة المعادي بعد أن أطلق عليه أحد الضباط رصاصة قاتلة في صدره وهو يحاول حمل عدد من المتوفين نتيجة اطلاق رصاصات الغدر التي أطلقها ضباط الأمن عليهم, بمحاكمة عادلة لحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وضباط مباحث قسم شرطة المعادي خاصة رئيس مباحث القسم الذي شوهد وهو يعطي الأوامر لضباطه بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين. وأكد شقيق الشهيد أحمد الفكهاني 38 سنة أن شقيقه لقي مصرعه برصاصة غادرة في أثناء نقله عدد من المصابين والمتوفين الي احدي المستشفيات بمنطقة المعادي أيضا, وأكد أنهم لا يطالبون بتعويضات عن فقدانهم لأشقائهم وأبنائهم في هذه الأحداث بل كل ما يرجونه هو القصاص العادل من القتلة ومحاكمة عاجلة لهم وتكون في ميدان عام وليس محاسبته في قضية تربح وغسيل أموال. ومن بين المتضامنين مع أسر الشهداء ظهر نادر السيد حارس مرمي المنتخب الوطني الذي أكد أنه يتضامن مع أسر كل شهداء مصر في مطالبهم بمحاكمة عاجلة للمتهمين وأنهم سيواصلون وقفاتهم كل يوم ولن يهدأ لهم بال حتي يأخذ كل شهيد حقه وأيضا المصابين الذين لا يجدون حتي الآن العلاج اللازم لهم في المستشفيات برغم التصريحات السابقة لرئيس الوزراء السابق أحمد شفيق بتوفير التعويضات اللازمة والعلاج لكل ضحايا الثورة المجيدة. وأشار الي أنه بدلا من أن تتناول وسائل الإعلام أمر التعديلات الدستورية في صدر صفحاتها, أن تهتم بحقوق الشهداء وأن تضغط بناء علي طلب الرأي العام بمحاسبة المتهمين بصورة عاجلة حتي تبرد نيران أسر الشهداء. ومن بين الموجودين أمام مكتب النائب العام, سيدة في العقد الخامس من عمرها أكدت أن ضباط مباحث أمن الدولة قد ألقوا القبض علي نجلها شاهين حسين شاهين وهو يعمل خراطا وعمره 23 عاما من أمام منزله بمنطقة القناطر الخيرية منذ3 أعوام وشهرين, ولا تعرف أين هو حتي الآن برغم محاولاتها المستميتة لمعرفة مكانه.