إنتقل ميدان التحرير إلي الحرم, الجامعي.. اعتصم طلاب جامعة القاهرة وتظاهر باقي طلاب الجامعات من اجل تحرير النظم الجامعية وتطويرها. بل وطالب الجميع باسقاط واقالة القيادات الجامعية واتاحة الفرصة للتعبير وإجراء انتخابات حرة في اختيار القيادات والاتحادات الطلابية.. اتفق الجميع من طلاب وأعضاء هيئات التدريس علي تطوير الحياة الجامعية. القضية ليست في اعتصام او تظاهر الطلاب ولكنها في نظم التعليم الجامعية وقانون تنظيم جامعات منذ عام1971, الذي اصبح لايتناسب مع عصر العلم والتكنولوجيا... فتفرغ أعضاء هيئات التدريس أصبح مطلبا حقيقيا, واتاحة حرية التعبير والبحث العلمي وعدم سلط بعض القيادات وتعيين المعيديين وفقا لتميزهم وتفوقهم وليس مجاملة للأساتذة والمسئولين, بالإضافة إلي حرية الطلاب في اختيار ممثلين ليعبروا واضحا عن آراء زملائهم, وتعديل اللائحة الطلابية بما يسمح بعدم عرقلة الممارسة السياسية. هموم الجامعات كثيرة وعديدة اصبحت تحتاج إلي قيادة جديدة متميزة قادرة علي تطوير العملية التعليمية والاعتراف بالجودة والالتزام بالنظم الجامعية دون اختراقها وتحويلها إلي مصالح البعض بعيدا عن تعذيب المعيدين والمدرسين المساعدين وبعيدا عن الشللية التي اعاقت انطلاق البحث العلمي والإنتاج التطبيقي. المطلوب من أعضاء هيئات التدريس تحمل المسئولية بشكل إيجابي لتطوير الحياة الجامعية, خاصة وهم عصب العملية التعليمية في الجامعات ودورهم سيشكل جامعات تنهض بالمجتمع والدولة ودون هذا الدور ستطل الجامعات في حالة التخلف عن الركب العلمي والتكنولوجي. المناهج الدراسية تحتاج إلي تطوير.. العامل والمدرس والفصول الدراسية في حاجة إلي تكنولوجيا نظم التدريس والامتحانات تحتاج إلي إعادة نظر بشكل كامل.. العالم تغير من حولنا وكذلك نظم القبول تعدلت واصبحت تعتمد علي الكفاءة والتميز والقدرة علي الانجاز.. ونعود لنؤكد انه ليس مطلوبا من الطلاب القيام بالإعتصام والتظاهر من أجل الحرية الجامعية واسقاط الحياة الجامعية القديمة وأعضاء هيئات التدريس متفرجون دون إحداث حوار مع الطلاب يشاركهم مطالبهم والبدء فورا في الإعداد لحياة جامعية جديدة ترتقي بالعملية التعليمية والبحثية.