عادت الروح للإنسان المصري بدماء شهداء الشباب ومباركة الشعب لثورة بيضاء أدهشت العالم فأشاد بالإنسان المصري صانع الحضارات. ان هذه الثورة أزالت الخوف من نفوس المصريين ووضعتهم علي أعتاب عصر جديد لصياغة حياة جديدة تتسم بالصدق والعمل والنظام والعدالة. وعدم الأنانية وعدم القفز علي نقاء الثورة وتلقائيتها, يقيني أننا يجب ان ننظر للغد القريب والبعيد أكثر مما ننظر إلي الماضي بكل سلبياته وفساده المتراكم ونستشرف الهدوء ولا لكيل الاتهامات إلا بأسانيد توقيا للكراهية والفوضي حتي لا ندخل في عصر محاكم التفتيش, دعونا نرتب الأوراق للتعامل مع الأحداث آملين في سلامة الوطن واسترداد عافيته. المرحلة الأولي: توفير الأمن الشخصي والاقتصادي والمجتمعي ضرورة عاجلة باعادة الانضباط للشرطة في خدمة الشعب ومعاقبة المخالفين للقوانين مثل من يقومون بالبناء علي الأراضي الزراعية والبلطجية واللصوص, والتصدي للاضراب عن العمل وإتلاف المنشآت وترويع المجتمع واشاعة الفوضي وتهديد هيبة الدولة, وليكن شعارنا مصر فوق الجميع, فالاستجابة لفئات محتجة دون غيرها يجافي العدالة, والخسائر المالية ستجهض محاربة البطالة وتحسين الأجور وتطوير التعليم والصحة ولنتذكر أنه إذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع. بالنسبة للدستور الذي يرسم مبادئ الحياة علي أرض الوطن فإن لم يكن سن دستور جديد متاحا فإن تعديله يجب ان يتسم بالشفافية والمساواة والعدل لكل المصريين دون تهميش أو تجاهل للبعض أو تفضيل للبعض الآخر, مع وضع القوانين التي تتمشي مع روحه وتضمن تطبيقه حتي لا تترك بابا للاحتقان أو المواطنة المنقوصة ووضع كل الضمانات التي تعطي للشعب كل الحق في ممارسة حقوقه المشروعة وتقليص صلاحيات الحاكم الي أقصي حد. وفي تقديري ان الانتخابات يفضل الا تجري إلا بعد فترة تسمح بتكوين احزاب فاعلة والتخلص من تبعات الماضي, كما أن الوزارة يجب ان تكون ائتلافية من الفنيين التكنوقراط لفترة معقولة. المرحلة الثانية: التعامل مع كل السلبيات وهي كثيرة تفاديا لتكرار ماحدث: ا إعادة الكرامة والعزة والاحترام وحرية العقيدة والرأي والعيش للإنسان المصري, فإن الحكام في أعلي مستوياتهم هم خدام هذا الشعب وتيسير الاجراءات مدخل لمحاربة تجبر الإدارة وتفشي الرشاوي والعدالة الاجتماعية يجب وضع هيكل جديد للأجور لايسمح بالفجوة الساحقة. يعتمد علي الوظيفة وطبيعة العمل والمؤهلات والخبرة, والاتفاق علي حد أدني يضمن الحياة الكريمة لصغار الموظفين, وينهي المبالغة المفرطة المستفزة لمرتبات بعض الكبار في داخل المؤسسة الواحدة وامكانية تحقيق ذلك بلا أعباء جديدة علي الدولة. أما المصاريف فيجب ضغط المصاريف الحكومية والفئوية ومراقبتها وتغيير النمط الاستهلاكي وضبط الأسعار بحس التجار الشرفاء وحزم الدولة وفي كل الحالات ربط الأجور بالأسعار ان تطبيق ماسبق بستدعي اختيار القيادات الصالحة الفاعلة, الرجل الصحيح في المكان الصحيح تكريسا لمكافأة المجد المخلص ومعاقبة المخطيء المتخاذل. ب ترشيد التعليم والصحة ومضاعفة الاستثمارات المالية لهما فكلاهما يمسان كل مناحي الحياة, ان اصلاح التعليم يستوجب تطوير الوسائل وتغيير المناهج وضبط ايقاع المدارس العامة والخاصة وتشجيع التعليم الفني للحاجة اليه, وعدم حتمية التعليم الجامعي ومراعاة الاحتياجات المجتمعية اما الصحة فالتأمين الصحي الاساسي يجب ان يكون إلزاميا, ويشمل كل الشعب وتموله الحكومة ويغطي الوقاية وعلاج الأمراض التي ينوء بحمل علاجها كل المرضي, بالاضافة الي تأمين اضافي يدفعه المؤمن عليهم بفئات متدرجة, وتقوم الحكومة بدفع نصيب المؤمن عليهم من محدودي الدخل. ج تسمية الاشياء بمسمياتها منعا للخلط والاجتهاد لمصطلحات مثل الشفافية والمواطنة والعمال والفلاحين والمتدينين والعلمانيين والتدين والتعصب والمكلمة والرأي والبحث العلمي والمقالات العلمية.. الخ. تعالوا معا لكلمة سواء نبني مصر دولة حرة قوية مدنية حديثة تفصل بين الدين والدولة بسواعد كل أبنائها دون صمت أو تردد أو خوف ومساواة تطال الجميع بلا تمييز وتصميم للتصدي للمخاطر, وتكافل وطني, وطمأنينة علي حاضرنا ومستقبلنا بألا يخطف أحد معطيات الثورة وحينئذ سينبري المجتمع الدولي للمساهمة في تأمين بلادنا علي كل الأصعدة وصولا الي سطوع شمس الحرية تشيع الحب والاستقرار والقيم والقدوة والانتماء والتفاني لمصر أم الدنيا, ولنقتدي بمقولة أحد ثوار سيدي بوزيد الحالمون والكسالي يطالبون بالحرية أما الاحرار والشرفاء فيصنعون ويدفعون ثمنها من دمائهم.