الدكتور عصام شرف أعلم أنك جئت محمولا علي أعناق الثوار من قلب ميدان التحرير, وأعلم أن شرعيتك تستمدها من الشعب الذي وثق فيك واختارك في خضم عملية ثورية كلنا نشاهدها ونعيشها ونشارك فيها. وأعلم أن اختياراتك للوزراء جاءت موفقة إلا من بعض الاستثناءات. وأعلم أن التحديات ثقيلة لكنها تحتاج الي تحركات وقرارات وإجراءات سريعة وحازمة. أول هذه التحديات أن يعود الأمان الي شوارع مصر.. وهذا لن يتم إلا بخطاب واضح منك بالمشاركة مع وزير الداخلية يقدم مرة أخري اعتذارا شاملا عن الجرائم التي ارتكبتها الشرطة وأمن الدولة ضد المواطنين وأن يقدم المسئولون عن هذه الجرائم فورا الي العدالة. وأن تعود قوات الشرطة مرة أخري الي كل ربوع مصر مع تأكيد بدء عهد جديد, أن يتعهد وزير الداخلية بحسن معاملة شعب مصر.. وأن يبدأ تنفيذ القانون علي الفور. بالله عليكم حاصروا الفوضي التي بدأت تدب في الشارع في أطراف المدن وداخلها والتي لا علاقة لها بالثورة. الثورة سلمية وتسعي الي إصلاح دستوري وسياسي واجتماعي كبير, ثاني هذه التحديات: أن تستمعوا الي الناس وأن تنتهي الي الأبد ممارسات ما قبل52 يناير.. الناس تتحدث والحكومة تعمل اللي في مزاجها.. هذا عبث!. مصر كلها تتحدث عن دستور جديد. مصر كلها تثق في قواتها المسلحة نريد دستورا جديدا الآن وليس غدا.. كل الفقهاء الدستوريين أكدوا إمكان الاتفاق علي دستور جديد في فترة تتراوح ما بين شهر و شهرين. مصر ياسيدي لا تريد تلك التعديلات الدستورية العرجاء, التي أبقت السلطات شبه الإلهية لرئيس الجمهورية.. لا نريد العودة مرة أخري الي الحاكم الديكتاتور.. نريد نائبا منتخبا للرئيس.. نريد رئيسا يمكن محاسبته من خلال البرلمان.. نريد إلغاء حالة الطواريء التي انتهكت في ظلها كل الحقوق المدنية للمصريين. ثالث هذه التحديات: أن يتم التعامل بحزم مع من يثيرون ما يسمي بالنزاعات الطائفية. ولنا رجاء لإخواننا الأقباط: شاركوا في ثورة المصريين من أجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.. حقوقكم لابد أن تسترد لكن في إطار حقوق الشعب المصري. تحقيق مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي يعني تحقيق مطالب كل المصريين. المزيد من أعمدة جمال زايدة